تعرّض المعارض الروسيّ بوريس نيمتسوف لاعتداء بعد أن تحدث في واشنطن عن إحكام بوتين قبضته على السلطة.


بوريس نيمتسوف

موسكو: أفادت اليوم تقارير صحافية بأن الزعيم الروسي المعارض، بوريس نيمتسوف، تعرض الأسبوع الماضي للاعتداء على يد مجموعة من مثيري الشغب المواليين للحكومة الروسية، عند وصوله إلى موسكو، بعد أن تحدث في واشنطن ضد تزايد إحكام الزعيم الروسي ورئيس الوزراء الحالي، فلاديمير بوتين، قبضته على السلطة في البلاد.

وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة واشنطن تايمز الأميركية عبر الهاتف، قال نيمتسوف، الذي سبق له أن شغل منصب نائب رئيس الوزراء، إن أولئك الذين قاموا بالاعتداء عليه تربطهم صلة بالجماعة الشبابية الموالية لبوتين التي تعرف باسم quot;ناشيquot;.

وأشار كذلك إلى أن مَن قاموا بشن الهجوم عليه، تسللوا حتى وصلوا إليه في المطار بعد أن استرجع حقائبه وسوى أموره مع الجمارك، وألقوا بشباكهم من حوله وشرعوا في التقاط مجموعة من الصور. وتابع بقوله :quot; أعتقد أني سمكة كبيرةquot;.

وكان نيمتسوف قد أجرى مقابلة مع صحيفة النيويورك تايمز الأميركية قبل تعرضه لهذا الاعتداء ببضعة أيام، وحث من خلالها الولايات المتحدة على أن تقوم بفرض حظر على سفر فلاديسلاف سوركوف، أحد المواليين لبوتين الذي شارك في تأسيس جماعة ناشي.

وأشارت واشنطن تايمز من جانبها إلى أن سوركوف يعتبر ممثل الحكومة الروسية في اللجنة الأميركية- الروسية المعنية بقضايا المجتمع المدني.

كما أدلى نيمتسوف الأسبوع الماضي بشهادته أمام اللجنة الأميركية للأمن والتعاون في أوروبا، التي تعرف أيضاً بـ quot; لجنة هلسنكيquot;، لتوضيح قضيته الخاصة بفرض حظر على السفر وفرض عقوبات بحق المسؤولين الروس الفاسدين.

ومضت الصحيفة تنقل عن السيناتور الديمقراطي ورئيس لجنة هلسنكي، بنيامين كاردن، قوله :quot; لقد انزعجت عندما علمت أنه تعرض للاعتداء اليوم في إحدى مطارات موسكو لدى عودته إلى روسيا، بعد أن اقترح إضافة مجموعة من كبار مستشاري الكريملن، بمن فيهم سوركوف، إلى القائمة السوداء من جانب الولايات المتحدة. ومن خلال ذلك الهجوم الذي تعرض له نيمتسوف في واحد من أبرز المطارات الدولية، يبدو أنه سيكون هناك أدلة وافرة وشهود عيان لتسهيل إجراء تحقيق شاملquot;.

وفي تصريحات أدلى بها لـ quot; واشنطن تايمزquot;، قال السيناتور جون ماكين، العضو الجمهوري عن ولاية أريزونا، إن المضايقة التي تعرض لها نيمتسوف تُعَد جزءً من استمرار اختفاء الديمقراطية وحقوق الفرد في روسيا، خاصةً إن كنت جزءً من إدارات سابقة وتحدثت بشكل اعتراضي على القمع الحالي للصحافة والأشخاص المعارضين لإدارة بوتين.

وكان نيمتسوف قد شدد في المقابلة التي أجراها مع صحيفة النيويورك تايمز على أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أخطأ حين اتخذ قراراً بإشراك سوركوف في أعمال اللجنة الخاصة بقضايا المجتمع المدني. لكن البيت الأبيض ردّ بقوله إنه من الضروري إشراك شخص مقرب من بوتين في القضايا المتعلقة بالديمقراطية والحقوق المدنية.

وفي الوقت الذي سعت فيه إدارة أوباما للتواصل مع الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، والعمل على تهميش دور الرئيس السابق ورئيس الوزراء الحالي، فلاديمير بوتين، نقلت واشنطن تايمز في الختام عن بعض المنتقدين قولهم إن النهج الذي يتبعه البيت الأبيض ليِّن للغاية في ما يتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان في روسيا.