أثارت حديقة حيوان ألمانية غضب المدافعين عن المثليين جنسيا بقرارها فصل نسرين مثليين.


برلين: أثارت حديقة حيوان ألمانية غضب الجماعات المدافعة عن المثليين جنسيا،بقرارها فصل نسرين يتكافآن مثلياً بغرض إجبار كل منهما على معاشرة الإناث.

وقد تحول هذا الأمر إلى قضية عامة ساخنة ومثيرة للجدل حول التوجه الجنسي للنسرين، وأحدهما اسمه غويدو والآخر ديتليف.

فاتهم المثليون الحديقة بأنها laquo;تغض النظر عن قيم مثل التسامح ومراعاة المشاعر وتظهر سلوكا حريا فقط بالمجتمعات المتخلفةraquo; تبعا لبيان إحدى جماعاتهم.

وقالت صحيفة laquo;تايمز البريطانيةraquo;، التي أوردت الخبر، إنه في عالم يعج بالخطر الإرهابي والأزمات المالية التي تعصف بالبنيات الاقتصادية حتى وسط الدول المتقدمة وبالكورث الطبيعية والبشرية وضيق العيش، وجد المثليون الألمان الوقت لإظهار التعاطف والتضامن مع طائرين في laquo;محنتهماraquo;.

وقد بدأت هذه المحنة في مارس / آذار الماضي عندما اتخذ غويدو وديتليف لهما عش غرام في حديقة حيوانات الفيترزو في بلدة مونستر، التي تضم محمية عسكرية بريطانية، في شمال غرب ألمانيا.

ومنذ البداية تجاهل النسران الإناث ورفضا صحبتها تماما واكتفيا بعالمهما الخاص. وكان كل منهما يشذّب ريش الآخر بضربات منقار حنونة وهما ينهمكان في إعداد عشّهما من الأغصان الجافة والأوراق.

وكان هذا برغم أن النسور الأخرى كانت تسرق أعواد العش كلما سنحت الفرصة وكأنها تظهر عدم رضاها عن هذا الترتيب.

وقال ديريك فيفرز، كبير حرّاس حديقة الحيوان: laquo;كانا يجلسان أقرب شيء إلى بعضهما بعضا على الدوام، ويدافعان بشراسة عن عشّهما ضد غزوات النسور الأخرى. وليس غريبا على النسور أن يلجأ ذكرها إلى ذكر آخر في حال غياب الأنثى. لكن ديتليف اختار رفقة غويدو ولم يمانع هذا الأخير رغم وجود الإناثraquo;.

ولأن هذه العلاقة تقف حائلا دون التكاثر، فقد قررت الحديقة فصل النسرين العاشقين فأزاحت غويدو إلى حديقة حيوان أخرى في اوسترافا بجمهورية التشيك على بعد 650 كيلومترا، وأتت مكانه بنسر أنثى من الحديقة نفسها، علّها تدغدغ أحاسيس ديتليف. ومن يعلم؟ فربما ازدان عشهما بنسور صغيرة بعد حين.

وقال فيفرز ردا على الجماعات المثلية، التي ثارت ثائرتها على قرار الحديقة فصل ديتليف وغويدو وlaquo;تفكيك أسرة سعيدةraquo; بالتالي، إن ديتليف laquo;يعيد الآن في ما يبدو النظر في توجهاته الجنسية. ورغم أنه لم يفعلها بعد مع الأنثى التشيكية الجديدة، فهو على الأقل لم يرفضها، ولذا فآمالنا كبيرة في رؤية الصغار قريباraquo;.

لكن ثمة مشكلة، وهي أن كلا من ديتليف وغويدو في سن الرابعة عشرة وهذا عمر متقدم نسبيا، ولذا فربما كان الوقت متأخرا على laquo;التصحيح الجنسيraquo;.

وقالت أنباء غير سارة من جمهورية التشيك إن غويدو لا يبدو سعيدا بالحياة الجديدة المفروضة عليه في حديقة اوسترافا وسط إناث تتطلع إليه في مهمة ربما كانت عسيرة عليه.