بحثت الجامعة العربية امس السبت الوضع في السودان في ضوء اقتراب موعد استفتاء تقرير المصير.


القاهرة: عقد مجلس جامعة الدول العربية دورة غير عادية على مستوى المندوبين الدائمين أمس السبت لبحث عدة ملفات كان في مقدمتها الوضع في السودان الشقيق في ضوء اقتراب موعد استفتاء تقرير مصير جنوبه المقرر تنظيمه في التاسع من شهر كانون الثاني المقبل.

وأكد المجلس في بيان أصدره في ختام اجتماعه على مبدأ الحفاظ على الوحدة الترابية لكل الدول العربية وعلى تضامنه مع السودان والتزامه بسيادته واستقلاله وإحلال السلام والاستقرار في ربوعه والعمل على ضمان مستقبل سلمي مزدهر للشعب السوداني.

كما شدد البيان على أن أمن السودان وسلامه مرتبطان عضويا بأمن الدول العربية وسلامها.

وأشار البيان إلى ضرورة احترام مبدأ لجوء جميع الأطراف في السودان إلى الطرق السلمية فيما يخص تنفيذ اتفاق السلام الشامل والالتزام بإجراء استفتاء ذي مصداقية وعدم العودة إلى الحرب وترسيخ دعائم السلم والاستقرار والتكامل في ربوع السودان.

ورحب البيان بالجهود العربية والدولية الصادقة التي تسعى إلى جعل وحدة السودان خيارا جاذبا كما قدر جهود الجامعة العربية والدول العربية التي تسعى إلى ترسيخ وتعزيز السلام في دارفور من خلال توحيد المواقف التفاوضية للحركات المسلحة هناك ومعالجة الأوضاع الإنسانية وتعزيز الإنعاش الاقتصادي والإعمار والتنمية وتوفير الخدمات الأساسية في جميع أنحاء السودان ولاسيما في دارفور ومنطقة شرق السودان.

وكان السفير يوسف أحمد مندوب سوريا الدائم لدى جامعة الدول العربية أكد في مداخلاته أمام الاجتماع على موقف سوريا الثابت في دعم وحدة السودان أرضا وشعبا محذرا من أن تكون مشاريع التقسيم التي تحضر للسودان الشقيق هي بداية حقبة تاريخية جديدة في تنفيذ المخطط الدولي والإسرائيلي الذي يقوم على تقسيم العالم العربي وتفتيته إلى أقاليم ودويلات على أسس عرقية ودينية وطائفية بغية الوصول إلى مرحلة يبرئ فيها العالم إسرائيل وهي اليوم الكيان الوحيد الغريب المزروع في المنطقة القائم على أساسٍ ديني وعنصري.

وأشار السفير أحمد في هذا السياق إلى المخاطر الكبيرة لما يدور من حديث عن ضمانات أميركية لإسرائيل كي تعود إلى المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين مقابل تجميد جزئي للاستيطان لا يشمل القدس.

ولفت السفير أحمد إلى أن اجتماع العرب السبت من أجل البحث في أزمة السودان ومناقشة استفتاء قد يؤدي إلى انفصال جنوبه إنما يشكل حدثا خطيرا ومفصلا تاريخيا يجعل الأمة العربية مطالبة اليوم وأكثر من ذي قبل بالانتقال بمنظومة العمل العربي إلى مستوى من الجدية والفاعلية من خلال التمسك بالمصالح القومية وبأولوية الأمن القومي العربي بعيدا عن اعتبارات واملاءات مفروضة من القوى الدولية.

وحذر السفير أحمد من أن استمرار معالجة الأزمات العربية بذات المنهج غير المجدي والعاجز سيؤدي إلى تكرار الاجتماعات التي تبحث كل مرة في قضية انفصال جزء من هذا البلد العربي أو ذاك.

واعتبر السفير أحمد أن الوعود التي أطلقها بعض المسؤولين الأميركيين برفع اسم السودان عن قائمة ما يسمى quot;الدول الراعية للإرهابquot; مقابل تسهيل إجراء الاستفتاء إنما تؤكد أن محاربة الإرهاب هي مجرد أجندة سياسية أميركية للضغط على الدول لكي تعلن عجزها وتتجاوب مع السياسات الأمريكية في المنطقة والعالم.

من ناحيته أقر عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية في مداخلته بوجود مخاوف من أن يكون استفتاء تقرير مصير جنوب السودان جزءا من مخطط لتقسيم هذا البلد العربي إلى أكثر من دولة.

وقد أكد العديد من المندوبين الدائمين في مداخلاتهم على ضرورة اتخاذ موقف عربي واحد يتمسك بوحدة السودان أرضا وشعبا ويرفض مخططات التقسيم والتفتيت.

وكان اجتماع مجلس الجامعة بحث في مجموعة من القضايا الأخرى الخاصة بالمنتديات الاقتصادية ومنتديات التعاون العربي مع كل من اليابان والهند والصين وأصدر مجموعة من القرارات التي تدفع في طريق تعزيز العلاقات العربية مع هذه الدول وتحقيق المصالح الاقتصادية والسياسية المتبادلة.