ملف خاص: نتائج الإنتخابات البرلمانيّة في مصر لحظة بلحظة

شهدت الإنتخابات البرلمانية المصرية كماً من الإنتهاكات بحق السيدات من مرشحات وناخبات، وهذا ما رصدته جمعيات عدة. إلا أن المنافسة انحصرت بين زوجات وشقيقات وبنات النخبة سواء من السياسيين أو البرلمانين أو كبار ضباط الشرطة.


خلال الإنتخابات البرلمانية التي جرت الأحد الماضي، تعرضت المرأة المصرية سواء ناخبة أو مرشحة للعديد من الإنتهاكات والتجاوزات، ورغم أن قانون الكوتا خصص 64 مقعداً للمرأة لتمكينها سياسياً، إلا أن معظم المرشحات كن ممن يطلق عليهن في الشارع المصري لقب quot;الهوانمquot;، وانحصرت المنافسة بين زوجات وشقيقات وبنات النخبة سواء من السياسيين أو البرلمانين أو كبار ضباط الشرطة، إضافة إلى سيدات الأعمال، ومن تشغلن مناصب قيادية. بينما اختفت تماماً المرشحات اللاتي يعبرن عن الغالبية الكادحة من النساء المصريات.

وتعرضت المرشحات والناخبات من غير المنتميات للحزب الوطني الحاكم للعديد من الإنتهاكات، وصلت إلى حد الإعتداء بالضرب، حتى أجهض حمل إحداهن، وبرز دور quot;البلطجياتquot; بوضوح.

وخاضت 380 مرشحة تجربة الإنتخابات على المقاعد المخصصة للمرأة، و76 مرشحة على المقاعد المفتوحة، ومن بين المرشحات كان هناك 145 مرشحة عن الأحزاب و223 مرشحة مستقلة. شارك الحزب الوطني بـ69 مرشحة، وخاض حزب الوفد الإنتخابات بـ23 مرشحة، وكان لـquot;التجمعquot; 8 مرشحات، وquot;الأحرارquot; 6 مرشحات، وquot;الغدquot; 5 مرشحات، وquot;الجيل الديمقراطيquot; مرشحتان، وquot;شباب مصرquot; مرشحتان، وquot;الجمهوري الحرquot; 6 مرشحات، وquot;السلام الديمقراطيquot; 8 مرشحات، وquot;العربي الناصريquot; 6 مرشحات، وquot;العدالة الاجتماعيةquot; مرشحة واحدة، وquot;مصر العربي الاشتراكيquot; 4 مرشحات، وquot;الخضرquot; مرشحة واحدة، وquot;الاتحادي الديمقراطيquot; مرشحتان، وquot;التكافل الإجتماعي quot;مرشحة واحدة، وquot;المحافظونquot; مرشحة واحدة.

انتهاكات وquot;بلطجةquot;

رصدت المنظمات النسائية في مصر تعرض المرشحات والناخبات لإنتهاكات مختلفة، وبرز الإستعانة بquot;البلطجةquot; النسائية لإرهاب الناخبات اللواتي يعتقد أنهن سيدلين بأصواتهن لصالح مرشحات من غير الحزب الوطني الحاكم.

ووفقاً لتقرير صادر عن جمعية نظرة للدراسات النسوية، فإن أغلب التجاوزات تمثلت في quot;عدم الدراية الكافية من الموظفين القائمين على العملية الانتخابية بنظام مقاعد المرأة.

وبطاقات الكوتا غير واضحة المعالم في معظم اللجان، وتسويد البطاقات الانتخابية وتقديم رشاوى انتخابية، والإستعانة بالبلطجيات لترهيب النساء والرجال. كما أن معظم السيدات يدعمن مرشحين رجال والسيدات الداعمات للنساء هن ممن تنتمين لجماعة الإخوان المسلمينquot;.

وأضاف التقرير أن لجان محافظة القاهرة شهدت جملة من تلك التجاوزات منها وجود حالات تصويت جماعي من قبل ممرضات مستشفى قصر العيني بلجنة السيدات بمدرسة قصر الدوبارة لصالح الدكتورة مديحة خطاب، شقيقة وزيرة الأسرة مشيرة خطاب، وعميد كلية طب قصر العيني، ومرشحة الحزب الوطني. وتم تغيير الرقم الانتخابي للمرشحة المستقلة جميلة إسماعيل من رقم 17 إلى رقم 14 في صباح اليوم الانتخابي.

وكان صندوق مقعد المرأة فى جميع لجان مدينة 15 مايو خشبياً، ولم يتم التأكد من أنه فارغ قبل التصويت، وتعرضت الناخبات للمعاملة بعنف من قبل أفراد الأمن. وفي مصر الجديدة، تم منع مندوبي المرشحة عن حزب quot;التجمعquot; نجوى عباس كما تعرضت إبنتها للضرب من قبل أحد أنصار وزير البترول سامح فهمي منافسها قائلا لها quot;والله لأخلص على أمك النهاردةquot;.

وفي لجنة السيدات بمدرسة هدى شعرواى، منع السيدات من جماعة الإخوان المسلمين من الإدلاء بأصواتهن منذ الساعة 11 صباحا، وفي تمام الساعة الخامسة والنصف إعتدى رجل أمن يرتدي زياً مدنياً بالسب على السيدات وضرب فتاة صغيرة. وفي دائرة شبرا تواجد رجال في لجان السيدات، ولم تستطع الناخبات الإدلاء بأصواتهن، بسبب التصويت بأسمائهن مسبقاً.

ورصد التقرير في الإسكندرية حشد النساء في سيارات تابعة لشركتي المياه والكهرباء، وتم نقلهن إلى اللجان للتصويت لمرشحة الحزب الوطني التي تشغل منصباً رفيعاً في المحافظة. وحسب التقرير فإنه تم رصد مجموعة من البلطجية يحملون سيوفاً ومسدسات صوت أمام لجان السيدات في مدارس جابر الغزالي والرضوان والمعلمات بمحافظة البحيرة، مما أدى إلى إرهاب الناخبات، وعزوفهن عن التصويت.

وتقدمت المرشحة عن حزب التجمع عائشة أبو صماده بشكوى حول وقوع أعمال تزوير في لجان دسونس التابعة لدائرة مركز دمنهور. فيما تقدمت مرشحة جماعة الإخوان منال إسماعيل بشكوى للجنة المشرفة على الانتخابات من تسويد البطاقات ضدها فى عدة مدارس.

واقتحم أنصار المرشح الوفدي زكي عامر لجنة السيدات رقم 212 بمدرسة منشية عامر، وقاموا بتسويد البطاقات لصالح المرشح كما تم التعدي بالضرب على بعض الناخبات. وفي مدينة المحلة الكبرى أغلقت البلطجيات لجان السيدات بمدرستي الفرير ونوتردام، وطردت مجموعة أخرى من البلطجيات المندوبات خارج لجنة السيدات بمدرسة السيدة زينب بالمدينة نفسها، وإعتدين على أحد مرشحي جماعة الإخوان بالأحذية.

كما رصد التقرير انتهاكاً في لجنة السيدات بمدرسة السيدة عائشة للبنات بالمحلة حيث تم الاعتداء على إحدى المنتقبات لإعلانها عن وقائع تزوير، وتعرضت إمرأة حامل للضرب المبرح، مما أدى إلى إجهاضها، وذلك أمام مدرسة ميت حبيب الابتدائية بمحافظة الغربية.

واستطاعت البلطجيات منع الناخبات من دخول مدرسة عمر مكرم بالدائرة الثانية بالمحلة، وألقين عليهن زيت سيارات مستعمل. بينما ألقت الشرطة القبض على عدد من مراقبات المجتمع المدني من مركز ابن خلدون، أثناء رصدهن تلك الإنتهاكات ومنهن رشا محمد ومها توفيق. وطردت شقيقة ومندوبة المرشح المستقل القدري رسلان من اللجنة، ولما رفضت الإنصياع هددها ضابط شرطة بالضرب من خلال البلطجيات، وقال لها quot;لو ليكى مزاج، عندي بلطجيات من النسوانquot;.

وحسب تقرير جمعية quot;نظرةquot; فإن عبد الرؤوف مهني مندوب مرشحة الإخوان الدكتورة سوزان سعد زغلول تعرض للطعن بمطواة على يد مجموعة من البلطجية التابعين لمرشح عن الحزب الحاكم، مما أدى لإصابته بقطع طولي فى يده وكدمات.

إرهاب الناخبات

ورصد المركز المصري للدفاع عن حقوق المرأة أيضاً مجموعة من التجاوزات التي وقعت ضد النساء في الإنتخابات، وقال إن الجهات المشرفة على عملية التصويت مارست التعنت تجاه المرشحات المستقلات والحزبيات من أحزاب المعارضة في إدخال مندوبيهم إلى مقرات اللجان. وورد في تقرير المركز أنه جرى إستخدام سلاح البلطجة لإرهاب المرشحات وأنصارهن، كما حدث في مدرستي نجيب محفوظ والبراجيل الثانوية بمحافظة السادس من أكتوبر، حيث حشدت أعداد من البلطجية يحملون السنج والسيوف في ميكروباص خرج من باب الوحدة الصحية التي تتوسط المدرستين وتم توزيعهم على اللجان الانتخابية بالمنطقة مما تسبب في إرهاب الناخبات وتراجعهن عن التصويت.

وفي لجنة مدرسة السادات الثانوية بنات بمحافظة الغربية تم طرد وضرب مندوبات مرشحات الإخوان وأصيب العديد بجروح خطيرة. وفي محافظة السويس تم طرد مندوب مرشحة الإخوان وطعنه بمطواة من قبل البلطجة. وفي لجان مدرسة عثمان بن عفان الابتدائية بمحافظة القاهرة تم إجبار النساء اللاتي لا يعرفن القراءة و الكتابة على اختيار مرشحات محددات.