تسعى القيادة العسكرية الإيرانية جاهدة إلى تعزيز قدرتها الجوية مستفيدة من خبراتها من مخاطر الإعتماد على الخارج لمساعدتها في التطوير.

ضمن مناورات نظمتها القوات الإيرانية أخيرًا، أظهرت طهران قدرا عاليا من فخرها بقوتها الجوية ودفاعاتها بما فيها أنظمة الرادار وبطاريات المدافع المضادة للطائرات وطرق جديدة في استعمال طائرات الهجوم والإستطلاع من دون طيار.

وتدل المنوارات على أن القيادة العسكرية الإيرانية تسعى لتعزيز قدرتها الجوية إيمانا منها بأن من الممكن للطائرات الأميركية والإسرائيلية أو صواريخها أن تضرب مرافقها النووية.

لكن صحيفة نيويورك تايمز لا ترى أن إيران نجحت في تحقيق مكاسب تكتيكية للجمهورية الإسلامية حسب ما يقول محللون دفاعيون.

فالجزء الأكبر من قدرات إيران الهجومية يعتمد كثيرا على نسخ مكيفة محليا من طائرات حربية قديمة بما فيها الطائرات السوفيتية القديمة ميغ والأميركية من نوع أف 14 أيه توماكاتس التي تعود إلى فترة السبعينات من القرن الماضي.

لكن إيران لا تزال تسعى إلى تغطية النواقص حول المواقع النووية بما فيها مختبرات تخصيب اليورانيوم الرئيسة وكسر التقدم الذي حققته الولايات المتحدة وإسرائيل في مجال تكنولوجيا الطائرات دون طيار.

في هذا الإطار، يرى آمرو الجيش الإيراني الآن هذا النوع من الطائرات مهما جدا بما فيها مراقبة الأسطول الخامس.

وكان الأميركيون قد أكدوا أنهم أسقطوا عددا من طائرات الإستطلاع الإيرانية فوق العراق، في الوقت نفسه تباهت إيران بأن طائراتها قد أخذت صورا للسفن البحرية الأميركية في الخليج.

وتشدد القيادة العسكرية الإيرانية على أنها قد حسنت برنامج صواريخها بعيدة المدى وتؤمن واشنطن بأن إيران قد تكون حصلت على صواريخ من كوريا الشمالية تعرف باسم بي أم -25 وهي قادرة على توسيع المدى من 1200 ميل إلى 2400 ميل حسب ما ذكر موقع quot;ويكيليكسquot;.

وقد تعلمت إيران مخاطر الإعتماد على الخارج لمساعدتها في تطوير قدراتها العسكرية حين قررت روسيا إلغاء شحن نظام الصواريخ المضادة للطائرات بعد صدور العقوبات الدولية الأخيرة ضد إيران.

وشملت المناورات العسكرية التي قامت بها إيران هجمات تحاكي الهجمات الحقيقية على المواقع النووية الإيرانية. وقال الجنرال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الأسبوع الماضي إن قواته quot;أكثر استعدادا من أي وقت آخرquot; لمواجهة التهديدات العسكرية.

لكن كثيرا من المراقبين الغربيين يقولون إن إيران تحاول فقط أن تستخرج ما تستطيع إليه من أسلحة عمرها عدة عقود.

فقوتها المركزية تبقى متمثلة بالحرس الجمهوري البالغ عدده 120 ألف عسكري مسلحين بشكل أفضل مما كانوا عليه خلال الحرب مع العراق مع مليون متطوع يطلق عليهم اسم الـ quot;باسيجيquot;.

لكن إيران انفقت مبالغ طائلة على تطوير قدراتها العسكرية وانشاء فرع جديد من القوة الجوية بناء على أوامر مرشد الثورة الإسلامية خامينيئي.

وفي آب -اغسطوس الماضي كشف الرئيس محمود أحمدي نجاد عن طائرة طولها 13 قدما دون طيار سماها بـ quot;سفير الموتquot; وهي قادرة على حمل صواريخ كروز يصل مداها إلى 620 ميلا.

بدوره، قال اليكس فاتانكا المحلل الرفيع في شؤون الشرق الأوسط ضمن quot;مجموعة جين للمعلوماتquot; إن ما يقوم به الإيرانيون هو من أجل quot;الهيبةquot;. أما بول روجرز بروفسور العلوم السياسية في جامعة برادفورد البريطانية فقال لمراسل صحيفة الديلي تلغراف اللندنية إنه من المرجح quot;أن تحاول إيران إطلاق طلعات استطلاع بواسطة طائراتها العاملة من دون طيار فوق الأراضي الإسرائيلية في الوقت الذي يناسبها. وسيكون التأثير ضئيلا لكن التأثير السياسي سيكون كبيرا جداquot;.