مجموعة من مسلحي تنظيم دولة العراق الإسلامية التابع للقاعدة

أعلنت السّلطات العراقيّة اليوم عن إعتقال جميع قيادات دولة العراق الإسلاميّة التابعة لتنظيم القاعدة في محافظة الأنبار الغربيّة وعددهم 39 مسلحًا عرضتهم على الصحافيّين، وأكدت أن التنظيم فشل في تجنيد أي عناصر أجنبيّة وخصوصًا الانتحاريّين منذ العام 2009 ولذلك فهو يعتمد حاليًّا على عناصر عراقيّة مؤكدة انه لن يكون له وجود على ارض العراق قريبًا فيما تم اليوم ايضًا قتل واعتقال اربعة عناصر للقاعدة احدهما مغربيّ الجنسيّة اثر مواجهات في الموصل والقبض على مسؤول التنظيم في منطقة الفرات الاوسط خلال انزال جوي.


قال وزير الداخلية جواد البولاني في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم إن تنظيم دولة العراق الاسلامية تلقى ضربة قاضية باعتقال جميع قياداته في محافظة الانبار الغربية التي يطلق عليها quot;ولاية الانبارquot; وذلك خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة، الامر الذي قلّل من عملياته المسلحة في انحاء العراق من حوالى 50 عملية في اليوم الى 5 عمليات فقط. وأشار الى ان هذه القيادات كانت تمثل عنصر ادامة العمليات المسلحة في العراق وخصوصًا في محافظات الانبار (غرب) وبغداد (وسط) والموصل (شمال) وصلاح الدين (شمال غرب).

وأكد الوزير ان التنظيم فشل في كسب اي عنصر في تشكيلاته منذ العام 2009 كما فشل في تجنيد اي مسلحين اجانب منذ ذلك الوقت نتيجة التشديدات الامنية على الحدود ولذلك فهو يفتقر الى الانتحاريين حاليا وبدأ يعتمد على عناصر عراقية في عملياته. ودعا المواطنين الى التعاون مع الاجهوة الامنية للقضاء على quot;الفكر الارهابي التكفيري المتطرفquot; الذي يمثله تنظيم دولة العراق الاسلامية.

وأشار البولاني الى ان معظم المعتقلين حاليًّا كانوا من ضمن العناصر التي القي القبض عليها في فترات سابقة واطلقت القوات الاميركية سراحها. وأضاف أن quot;هؤلاء أطلق سراحهم لأسباب كثيرة لا نستطيع أن نتحدث عنها الآنquot; مؤكدًا ان ذلك يمثل واحدة من أبرز المعضلات التي واجهتها وزارة الداخلية. وانتقد الوزير قانون العفو العام الذي تم الاتفاق عليه العام 2007 موضحًا انه كان السبب في إطلاق المعتقلين من السجون الأميركية الذين اصبحتغالبيّتهم من قادة تنظيم القاعدة. ودعا الى تنفيذ احكام الاعدام بحق المسلحين الذين ثبت ارتكابهم جرائم قتل وتفجير ودانتهم بهذه الجرائم المحاكم العراقية.

وشدد وزير الداخلية العراقي على ان الأجهزة الأمنية ستستمر في الضغط على ألافراد الباقين لهذه الشبكات المسلحة وملاحقتها لاعتقالها او قتلها محذّرًا من أن التّنظيم ما زالت لديه القابلية على تعيين قيادات جديدة لتتولّى بعد الذين ألقي القبض عليهم. ودعا الأجهزة الأمنيّة والشّعب والعشائر والمؤسسات الدينيّة والنخب السياسّية إلى التكاتف من اجل مكافحة هذا التنظيم وملاحقة أفراده ومطاردتهم وإلقاء القبض عليهم. وعلى خلفية الاعترافات التي ادلت بها العناصر المعتقلة فقد ترأس البولاني اعمال لجنة أمنية عليا تضم كبار ضباط الوزارة للإشراف بصورة مباشرة على خطة لحماية الجامعات والوزارات والمؤسسات الاعلامية التي أكدت الاعترافات وجود مخطط لاستهدافها بتفجيرات مسلحة متتالية.

ومن جهته وخلال المؤتمر الصحافي نفسه، قال اللواء ضياء حسين مدير مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة بوزارة الداخلية ان تنظيم دولة العراق الاسلامية في الانبار كان يمثل الجهة الاكثر دعما للعمليات المسلحة في العاصمة بغداد بهدف اعادتها الى الظروف الامنية المتدهورة التي شهدتها عام 2006.

وأشار الى انه لذلك فقد تم تشكيل وحدات امنية مختصة قامت بمداهمات لاوكار واماكن تخفي عناصر دولة العراق الاسلامية في ضواحي بغداد وفي الموصل وصلاح الدين خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة فتم في البداية اعتقال 22 مسؤولا في قياداتها بينهم امراء ووزراء.

وأكد الحصول على وثائق مهمة يدعو فيها زعيم التنظيم السابق ابو ايوب المصري الى دعم والي بغداد لتنفيذ هجمات ارهابية فيها وقال quot; شكلنا وحدات متخصّصة لغرض متابعة العناصر الارهابية وعملنا على جمع معلومات دقيقة في محافظة الانبار بالتعاون مع شيوخ المحافظة هناك وتمكنّا من اعتقال قيادات التنظيم الارهابي في الانبار وفي حزام بغدادquot;.

وأوضح ان من بين المعتقلين وزير الحرب حازم خليل الزاوي ومساعده الاول المسؤول عن الانتحاريين ابراهيم شلال الزوبعي والمفتي الشرعي احمد حسين علي العيساوي. وقال ان هذا الشخص ارتكب جريمة قتل زوج شقيقته وقطع راسه أضافة الى تفجير مفخخات برجال الشرطة وعناصر الصحوات والعشائر.

وأكد اعتقال وزير الاعلام بدولة العراق الاسلامية علي صالح عبد الرزاق أضافة الى مسؤول شؤون المعتقلين ومسؤول تنظم مدينة الفلوجة واميرها. وقال ان هذه الاعتقالات قد اعقبت القبض على زعيم دولة العراق الاسلامية ابراهيم عواد ابراهيم السامرائي المدعو ابي دعاء والملقب ابو بكر البغدادي قبل عشرة ايام والذي اعتقل معه وزير الحرب عثمان سلمان منصور.

وأضاف ان جميع المعتقلين قد احيلوا الى المحاكم ليتم اصدار احكام بالاعدام ضدهم. وشدد على ان دولة العراق الاسلامية بدأت تتهاوى حاليًّا بفعل ضربات القوات الامنية ولن يكون لها اي وجود على ارض العراق قريبًا. وأشار الى ان هذه التطورات ساعدت على خفض العمليات المسلحة في البلاد من 50 عملية يوميًّا الى 5 عمليات فقط.

وبالترافق مع ذلك، أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء محمد العسكري اليوم قتل اثنين من قادة تنظيم القاعدة في مدينة الموصل الشمالية واعتقال اثنين اخرين احدهما مغربي الجنسية اثر مواجهات مسلحة في المدينة. كما تم الاعلان عن اعتقال زعيم تنظيم القاعدة في منطقة الفرات الاوسط سالم صرفيج خلال عملية انزال جوي نفذتها القوات العراقية.

وكان مصدر امني قد قال فيالأمس ان وزير الأمن في دولة العراق الإسلامية حازم عبد الرزاق الزاوي الذي القي القبض عليه في الرمادي قبل عشرة أيام كشف أثناء التحقيق معه عن الهوية الحقيقية لزعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو بكر البغدادي ووزير حربه الناصر لدين الله سليمان.

وأوضح أن ما اعترف به الزاوي وما تم التأكد منه هو أن أبا بكر البغدادي هو شخص يدعى الدكتور إبراهيم عواد إبراهيم السامرائي ويلقب بابو دعاء.. إما وزير الحرب الملقب بالناصر لدين الله سليمان فكان يشغل منصب والي الأنبار سابقا في التنظيم تحت اسم أبو إبراهيم واسمه الحقيقي نعمان سلمان منصور الزيدي.

وكان أبو بكر البغدادي قد نصب في السادس عشر من أيار (مايو) الماضي خلفًا لأبي عمر البغدادي الذي قتل مع وزير حربه أبي أيوب المصري في ضربة جوية في منطقة الثرثار في محافظة صلاح الدين (120 كم شمال غرب بغداد) في التاسع عشر من نيسان (ابريل) الماضي.

وقال تنظيم القاعدة في بيان اصدره آنذاك أنه بعد مقتل زعيم دولة العراق الإسلامية أبو عمر البغدادي ووزيره الأول أبو حمزة المهاجر فقد أنعقد مجلس شورى الدولة الإسلاميّة مباشرة لحسم مسألة إمارة الدولة واتفق على تولية أبي بكر البغدادي الحسيني القرشي زعيمًا للتنظيم وتولية الناصر لدين الله سليمان وهو أبو عبد الله الحسني القرشي وزيرًا أوّلاً ونائبًا له. يذكر ان تنظيم دولة العراق الإسلامية يعتبر مظلة لعدد من الجماعات المسلّحة وتأسّس في 15 تشرين الاول (أكتوبر) العام 2006 في العراق.

وهذه المجموعة ظهرت من خلال عدد من الجماعات قبل الإعلان عن quot;تأسيس الدولةquot; وهي متهمة بالمسؤولية عن العديد من العمليات التي اسغرت عن مصرع مئات العراقيين المدنيين والعسكريين وتم دعم وموالاة هذا التنظيم من قبل عدد من المجموعات المسلحة مثل مجلس شورى المجاهدين في العراق وتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وجند الصحابة والتوحيد والسنة وجيش الطائفة المنصورة وعدد من الجماعات الاخرى التي تهدف الى إقامة دولة الخلافة الإسلامية في المناطق التي يغلب عليها السنة في العراق. ويدعي تنيم دولة العراق الاسلامية ان له وجود في محافظات بغداد وديالى والأنبار وكركوك ونينوى وصلاح الدين وأجزاء من محافظتي واسط وبابل جنوب العاصمة العراقية.