أثنى باراك أوباما على quot;التقدمquot; الذي تحققه القوات الأميركية في أفغانستان، وأكد، خلال زيارة خاطفة إلى قاعدة باغرام، أنها ستنجح في مهمتها لكنه حذر من أيام صعبة. وتأتي زيارة أوباما المفاجئة في وقت تضع إدارته اللمسات الأخيرة على مراجعة مفصلة للإستراتيجية الأميركية في أفغانستان ووسط احتقان العلاقات بين البلدين.


US President Obama is greeted as he arrives at ...

قاعدة باغرام:غادر الرئيس الأميركي باراك أوباما أفغانستان ليل الجمعة - السبت بعد زيارة مفاجئة استمرت نحو أربع ساعات لقاعدة باغرام العسكرية. وخلال تجمع مع قوات بلاده داخل القاعدة ، قال اوباما في كلمة للجنود الأميركيين quot;ستنجحون في مهمتكمquot; مؤكدا أنهم يوقفون اندفاع طالبان.

وقال أوباما لأكثر من 3000 جندي quot;أنتم تحققون أهدافكم، سوف تنجحون في مهمتكمquot;. وأضاف quot;قلنا إننا سنوقف اندفاع طالبان. وهذا ما تفعلونهquot;. لكنه أضاف محذرا أن أمام القوات المنتشرة في افغانستان quot;أياما صعبةquot; في التصدي لمتمردي طالبان. وأكد quot;لن ندع هذا البلد أبدا بعد الآن يتحول إلى ملاذ للإرهابيين ليهاجموا الولايات المتحدة الأميركية مجدداquot;.

وتابع quot;لن يحصل هذا أبدا. هذا الجزء من العالم في قلب مجهود عالمي يهدف إلى تدمير وتفكيك وهزيمة القاعدة وحلفائها المتطرفين. لهذا السبب نحن هنا، ولهذا السبب مهمتكم على هذه الدرجة من الأهميةquot;.

يذكر أن ائتلافا دوليا بقيادة الولايات المتحدة اجتاح أفغانستان وأطاح بنظام حركة طالبان في أواخر 2001 في أعقاب اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر في الولايات المتحدة التي نفذها تنظيم القاعدة الذي كان متمركزا في أفغانستان.

وبدا الرئيس الأميركي متأثرا لدى وصفه زيارة إلى مستشفى القاعدة حيث منح الجنود الجرحى ميداليات quot;القلوب البنفسجيةquot;. وقال أوباما quot;لست بحاجة إلى تذكيركم بأن هذا قتال صعب .. لقد أتيت لتوي من وحدة طبية ورأيت محاربينا الجرحىquot;. وأضاف quot;تحدثت إلى السرب الذي خسر ستة من عناصره في عمل عنف مجنونquot;.

وكان أوباما وصل إلى قاعدة باغرام الواقعة على مشارف كابول في زيارة هي الثانية التي يقوم بها إلى أفغانستان منذ تسلم مهامه في كانون الثاني/يناير 2009. وجرت الزيارة السابقة في آذار/مارس الماضي.

وقال أوباما quot;هذه مهمة صعبة .. والتقدم يأتي بطيئاquot;. إلا أنه أكد للجنود ومعظمهم من الفرقة المجوقلة 101 التي تتمركز حاليا في القاعدة quot;اليوم نستطيع أن نفخر بأن عدد المناطق الواقعة تحت سيطرة طالبان تراجع، وأنه أصبح أمام عدد أكبر من الأفغان فرصة لبناء مستقبل أكثر إشراقاquot;. وأكد أوباما للقوات أن دعم واشنطن لها قوي، رغم تشكيك الأميركيين في جدوى الحرب.

وقال quot;رغم أن المناقشات التي تجري في البلاد هي من سمات الديمقراطية الأميركية .. أستطيع أن أقول دون تردد إن أمرا واحدا لا انقسام عليه هو دعم جميع الأطراف للرجال والنساء الذين يعملون في القوات المسلحةquot;.

وخلال الزيارة، التقى أوباما قائد القوات الأميركية الجنرال ديفيد بترايوس كما تحدث هاتفيا مع الرئيس حميد كرزاي بعد أن ألغي لقاء بينهما عبر الدائرة المغلقة بسبب مشاكل فنية.

يشار إلى أن الزيارة أتت في الوقت الذي تشهد فيه العلاقة بين الإدارة الإميركية وكرزاي بعض التوتر بسبب معلومات تتضمن وصفا محرجا للرئيس الأفغاني وردت في برقيات دبلوماسية سرية سربها موقع ويكيليكس.

فقد وصفت بعض البرقيات كرزاي بأنه quot;شخص ضعيف ومسكون بعقدة الإضطهاد وقليل الخبرة على صعيد قواعد بناء بلدquot; لكنه يعتبر نفسه quot;بطلا قوميا قادرا على انقاذ البلاد من الإنقسامquot;.

وفي البرقيات أيضا أن السفير الأميركي كارل ايكنبري أعرب عن قلقه من تفشي الفساد في البلاد ومن طريقة تفكير كرزاي المسكون بنظرية المؤامرة على حد قوله.

وتعكف الإدارة الأميركية حاليا على مراجعة استراتيجتها للحرب في افغانستان، على أن تكتمل تلك المراجعة قبل عطلة الرئيس لمناسبة الأعياد في أواخر كانون الأول/ديسمبر.

وتأتي هذه الزيارة بعد أسبوعين أيضا على قمة الحلف الأطلسي في لشبونة التي اتُخذ فيها قرار رسمي ببدء نقل المسؤوليات الأمنية إلى الشرطة والجيش الأفغانيين في 2011، على أن تنتهي أواخر 2014. لكن مسؤولا في البيت الأبيض اعتبر أيضا أن القوة الدولية للحلف الأطلسي في البلاد (ايساف) قد تخوض quot;معارك قاسيةquot; قبل أن تتمكن من نقل المسؤوليات الأمنية في كل أنحاء البلاد.