أخبار وأصداء quot;الثورة الثالثةquot; لـ ويكيليكس لحظة بلحظة في إيلاف |
تاريخ النشر: 6 ديسمبر الساعة 13:30 غرينتش
أثار نشر وثائق قالت صحيفة quot;الأخبار اللبنانيّةquot; المموّلة من إيران والداعمة لحزب الله إنها حصلت عليها حصريًّا من quot;ويكيليكسquot;، ووعدت قرّاءها بترجمتها الى العربية تباعًا التساؤلات حول أصالة هذه الوثائق وإن كان مصدرها ويكيليكس.
لندن: تناول الصحافي ماكس فيشر على صفحات مجلة quot;ذي أتلانتيكquot; الأميركية مزاعم صحيفة quot;الأخبارquot; اللبنانية حصولها على قرابة 200 وثيقة حصرية من برقيات quot;ويكيليكسquot; نشرت 183 منها يوم الخميس بالانكليزية على موقعها الالكتروني ووعدت قرّاءها بترجمتها الى العربية تباعًا.
ويتساءل الصحافي الأميركي على صفحات مجلة quot;ذي أتلانتيكquot; الأميركية عن أصالة الوثائق التي تنشرها الصحيفة اللبنانية التي تقول إنها برقيات نشرها موقع ويكيليكس وصادرة عن السفارات الاميركية في كل من لبنان ومصر والعراق والمغرب وتونس والجزائر وموريتانيا.
ويشير الى أن هذه البرقيات لم يرد لها ذكر سواء على موقع ويكيليكس أو في الصحف العالمية المعروف أنها حاصلة على حق النشر الحصري منه، مثل quot;نيويورك تايمزquot; الأميركية وquot;غارديانquot; البريطانية وquot;البايسquot; الاسبانية، ولكن شريطة التنسيق مع الموقع في ما يخص مواعيد النشر.
ويذكر أن quot;الأخبارquot;، التي أسسها جوزف سماحة في 2006، تعرّف نفسها بأنها quot;جريدة معارِضة.. تنتمي الى معسكر رافضي الهيمنة من قلب الولايات المتحدة الأميركية الى أقاصي الشرق وأفريقيا وأميركا الجنوبية وأوروباquot;.
ويقول فيشر إنه توجّه بالسّؤال الى مدير تحرير quot;الأخبارquot;، خالد صاغية، عن مصدر البرقيات فأجاب بقوله: quot;لسنا في وضع يتيح لنا كشف هذا المصدرquot;. ويقول إنه أيًّا كان هذا المصدر، فإنّ حقيقة انه طلب ان تبقى هويته مجهولة وحدها تشير الى انه ليس ويكيليكس.
ويضيف أنه ذكر هذا لصاغية وقال له إن موقع ويكيليكس جاهر بدوره وروج له بصخب إعلامي عال مع كل واحد من تسريباته. لكن الصحافي اللبناني رفض ان يؤكد أو ينفي علاقة ويكيليكس بالبرقيات التي تقول صحيفته إنها حصلت عليها.
إذن فليس معروفا، تبعا لفيشر، كيفية حصول quot;الأخبارquot; على تلك البرقيات وما إن نشرتها على موقعها الالكتروني بموافقة ويليليكس - الذي يفرض رقابة صارمة على مَن ينشر برقياته ومتى - أو من الصحف الأخرى الحاصلة على حق النشر.
لكن الثابت هو أنه لا ويكيليكس ولا هذه الصحف نشرت البرقيات الواردة على صفحات quot;الأخبارquot;. وبافتراض أن هذه الأخيرة نسقت نشرها مع ويكيليكس فمن المنطقي ان تكون الصحيفة اللبنانية قد مُنحت ما يكفي من الوقت المسبق لترجمة البرقيات الى العربية.
وتتحدث الوثائق عموما عن المصاعب التي تواجه الدبلوماسيين الاميركيين في فهم انظمة المنطقة القمعية أو التأثير عليها بسبب صعوبة التنبؤ بما ستفعله. وتقول مجموعة من البرقيات من بغداد ان رئيس الوزراء نوري المالكي استبعد، قبل انتخابات العام الحالي، المئات من أكثر مسؤولي الاستخبارات والأمن خبرة وعيّن مكانهم ضبّاطًا quot;سياسيينquot; غير مؤهلين.
وتبعًا لصحيفة quot;الأخبارquot;، فإن مجموعة أخرى من البرقيات الواردة من بيروت في 2008 تكشف أن وزير الدفاع اللبناني، الياس المر، قال لدبلوماسيين اميركيين ان الجيش اللبناني quot;لن يقاوم اجتياحا اسرائيليا طالما التزمت اسرائيل بشروط معينةquot;، وأنه quot;اوحى لهم بأن عليهم ايصال هذه الى المسؤولين الاسرائيليينquot;.
وكان المر يأمل، على ما يبدو، في أن يشل مثل هذا الاجتياح الكثير قدرات حزب الله القتالية والجماعات التي تؤيده في جنوب لبنان، فوعد بعدم التصدي للاجتياح الاسرائيلي طالما انه لا يتخطى حدودًا جغرافية معينة ولا يقصف المناطق المسيحية.
ووفقًا لبرقيات quot;الأخبارquot; فقد كتب مسؤول في السفارة الاميركية ان المر quot;يحاول التوثق من الفترة التي سيحتاج اليها هجوم (اسرائيلي) لتطهير منطقة البقاع من حزب اللهquot;. ويضيف المر، تبعًا للبرقية، أنه بحث الخطة مع قائد الجيش وقتذاك ميشيل سليمان، الذي اصبح رئيس الجمهورية اللبنانية بعد ذلك.
وقد اعرب كتَّاب المدونات الانكليزية العرب، الذين يشكلون مجموعة صغيرة لكنها نشيطة في الشرق الأوسط، عن سخطهم على دعوة المر وسليمان الظاهرة لحرب اسرائيلية قائلين إن هذا سيأتي بكارثة سياسية وربما ما هو اسوأ.
ويمضي فيشر مشددا على أنه إذا لم تتلق صحيفة quot;الأخبارquot; برقياتها من ويكيليكس quot;الرسميquot;، فليس معروفا ما إن كانت قد حصلت عليها من تسريب داخل ويكليكس نفسه أو ربما من طرف ثالث أراد ان يسبق ويكيليكس في نشر البرقيات.
ولكن يبدو ان هذه ليست الحالة الوحيدة لوجود وثائق quot;هاربةquot;. ففي غضون اقل من اسبوع على شروع ويكيليكس في نشر البرقيات الأميركية - في عملية أنجز منها ما يقل عن 0.25 في المائة حتى الآن - بدا ان الموقع الغامض المغالي في تمسكه بمبدأ الشفافية فقد السيطرة على برقياته.
ومصداقا لهذا فقد قال مصدر في جماعة ضغط بواشنطن تمثل مصالح بلدان شرق اسطية ان الصحافة المحلية في دول عربية متعددة quot;تكتب عن وثائق لم تتحدث عنها وسائل الاعلام المتمعة بحق الحصول عليها مسبقاquot;.
وقال هذا المصدر إنه يعتقد أن بعض الحكومات quot;ربما كانت تسرب برقيات منتقاة حصلت عليها بغية عرضها بشكل يخدم مصالحها قبل ان تتاح لموقع ويكيليكس أو وسائل الإعلام المحلية فرصة تناولهاquot;. وتابع المصدر قوله إن quot;وثائق مسربة جديدة تأتي من مصادر غريبة: مؤسسات أبحاث.. بنوك عقول.. بلدان ذات علاقة.. وتزخر الصحافة المحلية باقتباسات واستشهادات من برقيات لم تُنشر بعد ولا أدري من أين تأتيquot;.
يبقى الآن الانتظار ريثما تنتهي صحيفة الأخبار من ترجمة البرقيات لقرائها العرب أو حتى ابقائها بالانكليزية على موقعها الإلكتروني. ومثلما حدث لموقع ويكيليكس الذي تعطل مرات متعدّدة منذ نشر البرقيات وواجه انسحاب مضيِّفه على الإنترنت مرتين على الأقل، فإن هناك صعوبة متزايدة في الوصول الى موقع quot;الأخبارquot; الإلكتروني منذ بدئه نشر برقياته، وقد يكون هذا نتيجة زيادة كبيرة في عدد زواره. على أن اهتمام وسائل الاعلام ببرقيات quot;الأخبارquot; الحصرية يظل ضئيلاً نسبيًّا.
التعليقات