تبدو بريطانيا بحاجة لنصف مليون مقعد دراسي جديد قبل العام 2019، والسبب يعود إلى المعدل المرتفع لعدد مواليد المهاجرين.


لندن: ستصبح انكلترا بحاجة لنصف المليون مقعد دراسي جديد قبل نهاية العقد في 2019. وأقرت الحكومة بضرورة بناء 543 من المدارس الابتدائية ورياض الأطفال في غضون السنوات الثماني المقبلة.

وتبعا لصحافة التابلويد البريطانية يوم الجمعة فإن السبب في هذا هو المعدل المتسارع والمرتفع أبدا في عدد مواليد المهاجرين.

ونقلت عن مسؤولين حكوميين وصفهم هذا الأمر بأنه laquo;قضية كبرىraquo;، وعن إحدى المنظمات الجماهيرية (laquo;مايغريشن ووتشraquo; المعنية بشؤون الهجرة) قولها إنه قد يكلف دافع الضرائب 40 مليار جنيه (64 مليار دولار).

وتأتي هذه التوقعات في أعقاب الفوضى التي شهدها مطلع العام الدراسي لهذه السنة في سبتمبر / أيلول الماضي إذ عجز مئات التلاميذ عن الحصول على مقاعد دراسية بينما تلقى آلاف آخرون دروسهم في فصول مؤقتة.

وكل هذا في وقت أجبرت فيه وزارة التعليم على خفض الميزانية المخصصة لبناء مدارس جديدة بنسبة 60 في المائة في الفترة من الآن والسنة الدراسية 2014 - 2015.

ويرجع العاملون في مجال الإحصاء السبب في هذا الوضع إلى تزايد مضطرد في عدد الشابات المهاجرات في سن الولادة.

وأظهر مسح نشرت نتائجه مساء الخميس أن عدد المقيمين في بريطانيا ممن ولدوا خارجها تجاوز الضعف خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة.

وقد ارتفع معدل المواليد بنسبة 10 في المائة خلال السنوات الـ25 الماضية ويتوقع له أن يرتفع بنسبة 16 في المائة في الـ25 المقبلة.

وألقت جهات باللائمة على الحكومات العمالية السابقة (1997 - 2010) قائلة إنها أغلقت أكثر من ألف مدرسة ابتدائية منذ العام 1999 وسمحت في الوقت نفسه بوصول أعداد المهاجرين الى رقم قياسي.

وقالت وزارة التعليم إن عدد تلاميذ الابتدائية يبلغ 3.9 مليون في الوقت الحالي، وإنه سيرتفع إلى 4.5 مليون بحلول العام 2018، أي بزيادة قدرها 540 ألف تلميذ.

ويستلزم هذا أن يرتفع عدد الابتدائيات والرياض من الحالي وهو 3 آلاف و986 إلى 4 آلاف و529.
لكن هذا الوضع يتباين بشدة مع اتجاه حكومة المحافظين - الديمقراطيين الائتلافية الى خفض الإنفاق على تشييد المدارس الجدية من 7.6 مليار جنيه للسنة الدراسية الحالية إلى 4.9 مليار خلال السنة المقبلة وإلى 3.4 مليار في السنة 2014 - 2015.

وقد تسببت الهجرة في تضاعف عدد التلاميذ الذين لا يتحدثون الانكليزية كلغة أم.

وتبلغ نسبة هؤلاء في الوقت الحالي 16 في المائة، ويتوقع لها أن ترتفع إلى 23 في المائة بحلول العام 2018. ويتجلى هذا بشكل خاص في لندن حيث يهيمن الآسيويون على بعض الأحياء الرئيسية، مثل تاور هاملتس الذي تبلغ نسبة تلاميذه المتحدثين بغير الانكليزية 80 في المائة.

ويذكر أن أرقام laquo;مكتب الإحصاء القوميraquo; تظهر أن عدد المهاجرين ارتفع بنسبة 11 في المائة خلال 13 عاما هي عهد العمال في السلطة. ويبلغ عدد سكان البلاد المولودين خارج بريطانيا الآن 1.3 مليون من شبه القارة الهندية ورقما مماثلا من إفريقيا، وهذا بالمقارنة مع 900 ألف من المولودين في جمهورية آيرلندا والولايات المتحدة وكندا واستراليا ونيوزيلندا مجتمعين.