بعد قضائه مدة طويلة في السجن على أثر توجيه تهم ضده بالاحتيال عام 2003 برز خودوركوفسكي الآن زعيما غير متوقع للمعارضة في روسيا.


تصدر روسيا أكبر حكم على قيادةبوتين- مديفيدف اليوم مع بلوغ الدعوى الأخيرة المرفوعة ضد مليادير النفط ميخائيل خودوركوفسكي ذروتها. ويقضي هذا المنافس السياسي السابق لبوتين حكما بالسجن صدر ضده بتهم الاحتيال منذ عام 2003.
واعتبرت الدعوى المرفوعة ضد خودوركوفسكي الذي كان يعتبر أغنى رجل روسي بارومترا لقياس المناخ السياسي في روسيا. فصدور حكم بالسجن لفترة طويلة أخرى ضد الشخص الذي كان يشكل تهديدا على وصول بوتين للسلطة إشارة أخرى إلى حالة الهبوط الكبير للسلطة القضائية ووقوعها رهينة بيد أمزجة وأهواء زعماء روسيا ، وأطلاق سراح غير مرجح سيعتبر انتصارا لقوى الإصلاح.

تعتبر هذه الدعوى الثانية ضد خودوركوفسكي وشريك أعماله السابق بلاتون ليبديف الذي تم توقيفه بطريقة درامية عام 2003 وصدر حكم ضده بالاحتيال والتهرب من دفع الضرائب بعد عامين.
انشئت امبراطورية خودوركوفسكي النفطية خلال فترة مزادات الخصخصة المليئة بالفساد خلال التسعينات من القرن الماضي وتم الاستيلاء عليها بطريقة فجة من قبل أفراد ينتمون إلى جهاز الدولة آنذاك. لكن من زنزانته في سيبيريا ولاحقا في موسكو نما الملياردير السابق ليصبح رئيسا لمعارضة روسية مفككة وضعيفة.

وكانت الدعوى الأخيرة قد رفعت ضد الرجلين عام 2007 وقدم فريق الادعاء العام تهما جديدة ضدهما وفي هذه المرة كانت التهمة اختلاس 200 مليون طن من النفط وغسل الأموال التي نجمت عن بيعها. وخلال المحاكمة ظل خودوركوفسكي يشير إلى تفاهة القضيتين المرفوعتين ضده: التهرب من الضرائب على أموال مبيضة أمر يخلو من المنطق.

وخلال فترة المحاكمة التي استمرت سنتين بدا خودوركوفسكي في الغالب يعيش حالة من الضيق وخلالها قاد بنفسه الدفاع عنه على الرغم من وجود فريق من المحامين معه. وجاءت آخر ملاحظاته الشهر الماضي وكأنها بيان سياسي يتحدى خودوركوفسكي فيه عصر حكم بوتين.

وفي هذه المرافعة قال خودوركوفسكي إن quot;دولة تدمر أفضل شركاتها التي كانت على وشك أن تصبح بطلة عالميا، وبلد يمسك مواطنيه بطريقة مزدريةن ولا تثق إلا بالبيروقراطية والخدمات الخاصة هي دولة مريضةquot;.

وأضاف خودوركوفسكي مخاطبا هيئة المحكمة: quot;مصير أكثر من شخصين بأيديكم. فهنا سيتقرر مصير كل مواطن في بلدنا يتقررquot;.