موسكو: بدأت روسيا والناتو (حلف شمال الأطلسي) أمس مشاورات من المفروض أن تؤدي إلى تحقيق اتفاق رئيس روسيا وقادة الحلف لإنشاء نظام دفاع مشترك مضاد للصواريخ.

غير أن العديد من الخبراء العسكريين يرون أن تحقيق ذلك أمر صعب جدا أو مستحيل لسببين أولهما أن روسيا لا تتفق مع الناتو على أن صواريخ إيران تمثل أكبر تهديد صاروخي لأوروبا لاسيما وإن إيران لا تمتلك صواريخ قادرة على الوصول إلى العواصم الأوروبية بحسب رأي الخبراء الروس.

والسبب الثاني هو أن روسيا لا توافق الناتو الرأي حول تنظيم الدفاع الصاروخي الأوروبي، فبينما يصر الناتو على أنه بمقدور روسيا الانضمام إلى نظام دفاع صاروخي قد يتخطى حدود أوروبا سيقوم الحلف بإنشائه، ترى روسيا ضرورة أن ينشئ الناتو نظامه على حدود أوروبا في حين تقوم روسيا بإنشاء نظامها على حدودها ويكون كل من الطرفين مسؤولا عن تأمين أجوائه، أي أن روسيا مطالبة بإسقاط صاروخ يحلق في أجوائها نحو أوروبا بينما يتعامل الناتو مع صاروخ يحلق في سماء أوروبا باتجاه روسيا.

ويرفض الناتو تقاسم المسؤولية على هذا النحو بناء على اقتراح روسيا لأن الأطلسيين لا يثقون - غالب الظن - بموسكو.

وقد حذر الرئيس الروسي ميدفيديف الشركاء الغربيين أنه إذا لم تجد روسيا المكانة اللائقة في شبكة أوروبية مضادة للصواريخ يزمع إنشاؤها فقد ننظر إلى هذا النظام على أنه موجه لروسيا.

وربما لم يكن مصادفة أن يعلن قائد قوات الدفاع الجوي الفضائي الروسية الجنرال فاليري إيفانوف قبيل بدء المشاورات في بروكسل أن روسيا ستنشئ شبكة دفاع جوي فضائي تضم خمسة أنظمة فرعية: نظام دفاع مضاد للطائرات ونظام إنذار مبكر لاكتشاف الصواريخ المهاجمة ونظام مراقبة الفضاء ونظام تشويش إلكتروني ونظام دفاع مضاد للصواريخ، قبل منتصف عام 2011.

وذكر الجنرال إيفانوف أن القوات التي تحمي أجواء العاصمة الروسية والتي تتسلح بصواريخ quot;س-300quot; وquot;س-400quot; الآن وسوف تتسلح بمنظومة جديدة هي quot;س-500quot; أو quot;تريومفاتورquot; في المستقبل، ستبدأ باستلام منظومات الدفاع الجوي الصاروخية المدفعية القريبة المدى quot;بانتسيرquot; ابتداء من شهري مارس وأبريل المقبلين.