لوحظ أن القيادة السياسية الكويتية قد فصلت فصلا تاما بين غضبها المعلن من فضائية الجزيرة القطرية، والعلاقة السياسية مع الدوحة، إذ أوفدت رجل الثقة لدى أمير الكويت لحضور الاحتفالات بالعيد الوطنيّ القطريّ، وكانت فضائيّة الجزيرة خارج نطاق البحث.


أمير قطر مستقبلا مشعل الصباح في الدوحة

الكويت: الابتسامة العريضة التي أستقبل بها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني موفد القيادة السياسية الكويتية مشعل الأحمد الصباح أخو أمير دولة الكويت صباح الأحمد الصباح، ورجل الثقة لديه، على مدخل قصر (الوجبة) الأميري، عكست انطباعا بأن العلاقة السياسية بين الكويت وقطر لم تتأثر سلبا، بقرار الحكومة الكويتية يوم الأحد الماضي إقفال مكتب فضائية الجزيرة القطرية في العاصمة الكويتية، لتدخلها في الشؤون الداخلية للكويت، إذ تقول قطر دوما أن كون الجزيرة تبث من قطر، فذاك لا يعني أنها تمثل قطر، أو تعبر عن وجهة نظرها، فالرسالة القطرية للدول العربية إستندت في الأوان الأخير الى الطلب عبر جهات عليا في الدوحة عدم محاسبتها بجرائر الجزيرة.

ووفقا لمعلومات quot;إيلافquot; الخاصة فإن المشاركة الكويتية في الإحتفالات القطرية باليوم الوطني الذي يصادف السبت، كانت مبرمجة سلفا.

إذ أن الدعوة وُجهت قبل نحو شهر من قبل أمير قطر للشيخ مشعل الأحمد الصباح الذي يشغل منصبا عسكريا هو نائب رئيس جهاز الحرس الوطني، الذي يرأسه سالم العلي الصباح عميد أسرة آل الصباح الحاكمة، الذي يشغل هذا المنصب منذ عقد الستينات من القرن الفائت، إذ إستندت الدعوة القطرية للشيخ مشعل كممثل لأمير الكويت، بمعزل عن التطور الأخير الذي قاد الى غضب كويتي معلن من فضائية الجزيرة بسبب إلتزامها تغطية وجهة نظر لون سياسي واحد في الكويت، وإنصرافها عن مبدأ الحياد المهني في التغطيات الصحافية المتعلقة بالشأن الكويتي، إلا أن ذلك لم يعكس حردا كويتيا قاد الى تخفيض تمثيل الكويت الى إحتفالات قطر، لا الى الخلط من الجانب الكويتي بين قطر البلد، والجزيرة كإعلام يبث من قطر.

وفي قصر الوجبة الأميري لوحظ بأن القيادات القطرية العليا التي دعاها أمير قطر لحضور مأدبة الغداء على شرف الشيخ مشعل الصباح لم تشمل الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني رئيس مجلس إدارة شبكة قنوات الجزيرة الإخبارية، رغم أن الأخير بات في الأشهر الأخيرة، الضيف الدائم على الولائم والمآدب الأميرية التي تقام على شرف ضيوف القيادة السياسية القطرية، وهو الأمر الذي عللته مصادر معلومات quot;إيلافquot; بأنه يندرج في إطار السعي القطري لتكريس قناعة أمام الكويتيين بأن الدوحة لا تفرض الجزيرة على ضيوفها، ولا ترغم الأشقاء على التعاطي معها، وسط معلومات بأن قضية مكتب الجزيرة في الكويت ظلت خارج نطاق البحث في اللقاء الكويتي القطري إن في الإستقبال الرسمي، أو على مأدبة الغداء.

يشار إلى أن مشعل الأحمد الصباح قد شغل منصبا رسميا واحدا في مسيرته المهنية هو ترؤسه لدائرة المباحث السياسية في عقد الثمانينات من القرن الفائت، وغادره الى الظل، وسط معلومات عن تفرغه لعمله الخاص في حقل التجارة والإستثمار، فيما تشير معطيات كويتية الى أن مشعل ظل قريبا من القرار الأعلى بملازمته لأمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح في أزمته الصحية عامي 2001 و2002، وظل مرافقا له حتى وفاته في كانون الثاني/يناير، في حين أبقى الأمير الكويتي الجديد الشيخ صباح أخاه غير الشقيق مشعل إلى جواره، ورافقه في أسفار كثيرة إن رسمية أو خاصة، وهو دائم الظهور إلى جواره.