فرضت الظروف التي يعيشها تنظيم القاعدة حالياً في جزيرة العرب نوعاً من التعاون الوثيق مع جناحه في بلاد المغرب الإسلامي. فوسط الملاحقات الامنية المتواصلة لعناصره، والتعطش المستمر للتمويل وللمجندين، يعمل الفرعان على دعم بعضهما البعض كلما ضاق الخناق.


بعد أن وضع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قدميه في سكة quot;الجهادquot; العالمي، تناسلت التحليلات والمعطيات حول إحتمال فتح هذا التنظيم خط التنسيق مع القاعدة في جزيرة العرب، الذي بات يؤرق الأجهزة الأمنية.

وقال محمد ضريف، أستاذ باحث في شؤون الجماعات الإسلامية، إن quot;الظروف التي يمر عبرها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، فرضت نوعا من التعاون بينه وبين القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كون أن هذا الأخير يعمل على استقطاب المقاتلين وإرسالهم إلى جزيرة العربquot;.

وأضاف محمد ضريف، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، quot;قد لا نفاجأ غدا إذا سمعنا عن وجود مقاتلين من منطقة المغرب العربي في اليمنquot;، مشيرا إلى أن quot;القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والقاعدة في جزيرة العرب، عمليا تنتميان إلى التنظيم نفسه، ألا وهو تنظيم القاعدة الأم، الذيه يقوده أسامة بن لادن وأيمن الظواهريquot;.

كما اكد المحلل المختص في شؤون الجماعات الإسلامية quot;أن الاختيار التنظيمي للقاعدة الأم، هو أنه يتبنى طريقة أفقية، بمعنى أنه يمنح التنظيمات المرتبطة نوعا من الاستقلالية، وهذه المسألة تفرضها الظروف الجغرافيةquot;.

وأوضح أن quot;التنظيمين يتبنيان الإديولوجية السلفية الجهادية نفسها، ولهما الأهداف ذاتها تقريباquot;، واوضح quot;نلاحظ أن هناك نوعا من التعاون على أساس أن من الوظائف الأساسية للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، هو تجميع المقاتلين بقصد إرسالهم إلى بؤر التوتر، إذ أنه كان يستقطب مقاتلين من المغرب، والجزائر، وموريتانيا، والدول المجاورة، ويبعثهم إلى بعض الدول، كالعراق وأفغانستان، وفي لحظة من اللحظات شرع في إرسالهم إلى الصومالquot;.

سيعد لكحل، الأستاذ الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية اكد ما عرضه ضريف وقال quot;بالتأكيد أن القاعدة في جزيرة العرب والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هما فرعان لتنظيم القاعدة الأم ولهما العقائد والدوافع والأهداف نفسهاquot;، مبرزا quot;أنهما مرتبطان بالقاعدة الأم وبايع أعضاؤهما بن لادن على السمع والطاعة والولاء التام. إذن من الناحية التنظيمية هما امتداد لتنظيم القاعدة ضمن إستراتيجيته الرامية إلى عولمة الإرهاب ويعملان في إطارهاquot;.

أما من الناحية العقائدية، يشرح سعيد لكحل، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، quot;فهما يعتنقان العقائد التكفيرية والتدميرية نفسها تحت مسمىquot;الجهادquot;.

وعلى هذا المستوى، يؤكد المحلل المغربي انه quot;لا يمكن الحديث عن التقارب، فهما فرعان لتنظيم واحد. والتقارب الذي يمكن الحديث عنه يأخذ معنى التنسيق بين الفرعين. وهذا له خطورته البالغة، وتتمثل في توفير المال والمجندينquot;.

وأضاف سعيد لكحل quot;نحن نعلم أن الجماعات المتطرفة في المغرب العربي تعمل على تجنيد المتطوعين وإرسالهم للقتال في مناطق الصراع مثل العراق، وأفغانستان، والصومال، واليمن، وحتى السعودية. والأمر نفسه يفعله تنظيم القاعدة في السعودية، حيث يستقطب ويجند المقاتلين لإرسالهم إلى مناطق الصراع. وما دامت منطقة الساحل والصحراء تعرف نوعا من الحرب ضد تنظيم القاعدة ولو في بداياتها الأولى، فإن فرع القاعدة في المغرب الإسلامي بحاجة إلى مقاتلين وإلى خبرات لمواجهة دول المنطقة، خاصة موريتانيا، والجزائر، وماليquot; .

وأشار إلى أن quot;الخطورة تكمن في الدعم المالي والبشري الذي يوفره كل فرع للآخر متى احتاج إلى دعم. ونظرا لاعتماد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على خطف الرهائن للحصول على المال، وعلى الاتجار بالمخدرات للغرض نفسه، فهذا يوفر له موارد مالية مهمة يمكن أن يدعم بها نظيره في جزيرة العرب الذي يتعرض لضربات قاسية من الأجهزة الأمنية في السعودية وبات بحاجة إلى مال ومقاتلينquot;.

وكانت الشرطة الدولية quot;الأنتربولquot; أعلنت، أخيرًا، أن تنظيم القاعدة يخطط لشن هجمات إرهابية في الولايات المتحدة وأوروبا أثناء عطلة عيد الميلاد.

وقالت متحدثة باسم الأنتربول إن quot;معلومات وصلت عبر مكتب بغداد تشير إلى احتمال شن عمليات إرهابية في الولايات المتحدة وأوروبا بصورة خاصة بعد صدور أوامر لخلايا تابعة لتنظيم القاعدة في هذا الشأنquot;.