إستبعد محللان عسكريان اسرائيليان أن تشهد المنطقة حربا وشيكة. ورغم التقارير الاعلامية الاسرائيلية التي تؤكد مواصلة حركة quot;حماسquot; سباق التسلح وحصولها على عتاد عسكري قد يؤثر على مجريات المعركة القادمة، إلا أن المراقبين أكدا في تصريحات لـquot;إيلافquot; أن الحديث عن حرب ليس حديث الساعة.


إستبعاد تجدد المواجهة العسكرية في المنطقة

المتابع لحال الصحافة الإسرائيلية في الآونة الأخيرة، يلمس أن ثمة معركة عسكرية وشيكة قد تشهدها المنطقة، حيث يتسابق القادة العسكريون والسياسيون في اسرائيل للتلويح بشن حملة عسكرية على قطاع غزة مع سقوط كل قذيفة صاروخية على المستوطنات الإسرائيلية جنوب اسرائيل المحيطة بالقطاع الفلسطيني.

ومن خلال متابعة تصريحات رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال غابي اشكنازي، والقادة الميدانيين، وكذلك تصريحات المسؤولين السياسيين إن كان ذلك وزير الأمن الإسرائيلي أيهود باراك أو رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية وزير الأمن الأسبق شاؤول موفاز، يلحظ أن التصعيد الإسرائيلي بات حالة يومية، وكأن المنطقة تقف على كف عفريت وان حربا إسرائيلية جديدة ضد حركة quot;حماسquot; أو quot;حزب اللهquot; في لبنان بات مرمى حجر.

كثيرا ما تتحدث وسائل الإعلام الإسرائيلية عن توتر على الحدود مع غزة أو على الجبهة الشمالية مع لبنان، وتقوم بنقل تقارير مفادها أن quot;حماسquot; و quot;حزب اللهquot; يواصلان سباق التسلح وأنهما قاما بتعزيز قدراتهما العسكرية للمواجهة القادمة. وهي تعطي بذلك مبررا لأي حرب تقوم الحكومة الإسرائيلية بالإقدام عليها، بادعاء المحافظة على موازين القوى في المنطقة.

وتشير كافة التقارير والتصريحات للمسؤولين الإسرائيليين الى أن الجولة القادمة بين اسرائيل وquot;حماسquot; أو quot;حزب اللهquot; ستكون فاصلة ونوعية ليست كتلك الحروب التي خاضتهما حكومة اولمرت في لبنان صيف 2006 وفي غزة نهاية العام 2008 ومطلع العام 2009.

وتذكر وسائل الإعلام أن الجيش الإسرائيلي يستعد ويجهز نفسه لمواجهة تكون فيها استعادة لحالة الردع الإسرائيلية التي تضررت وانهارت في أعقاب حربي لبنان وغزة، هذا بالإضافة إلى سعي اسرائيل العمل على استعادة الجندي المحتجز جلعاد شاليط، منذ حزيران/يونيو 2006.

في هذا الاطار، يقود الجيش الإسرائيلي حالة حرب علنية مفادها أن اسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي حيال استمرار حركة quot;حماسquot; في الحصول على صورايخ ومعدات عسكرية بمقدورها أن تكبد الجيش الإسرائيلي المزيد من الخسائر، ولم تهدا حالة التهديد والوعيد المتواصلة ضد quot;حماسquot; وquot;حزب اللهquot;، التي بدأت مع نهاية الجولة الأخيرة من الحرب في غزة في كانون الثاني/يناير 2009، وآب/أغسطس 2006 على الحدود مع لبنان.

ويحاول رئيس الأركان المنتهية ولايته غابي اشكنازي والذي اختير للمنصب بعد استقالة سلفه دان حالوتس، في أعقاب الإخفاقات الإسرائيلية في حرب تموز/يوليو 2006، إظهار جاهزية الجيش الإسرائيلي للحرب، ولا يدخر أي جهد أو يضيع أي مناسبة للتذكير بان الجيش الإسرائيلي ليس نفسه الجيش الذي كان خلال حرب تموز/يوليو 2006، ويركز على جاهزيته لأي معركة.

وأمس خرج قائد سلاح الجو الإسرائيلي عيدو نحوشان مذكرا بان عملية تطوير منظومة القبة الحديدية لاعتراض صواريخ الفصائل الفلسطينية أوشكت على الانتهاء، ولم يستبعد أن يتم نصب هذه المنظومة بعد انجازها وتطويرها وفق الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية.

كما نفذ سلاح الجو الإسرائيلي الأسبوع الأخير سلسلة غارات جوية على قطاع غزة، كان آخرها الهجوم الذي شنه مساء الجمعة، بعد ساعات من إعلان القيادي في quot;حماسquot; د. محمود الزهار التزام حركته بالتهدئة إذا ما التزمت بها اسرائيل.

رون بن يشاي: أي حرب في المنطقة ستزيد من أزمة اسرائيل في الحلبة الدولية

في حديث لـquot;إيلافquot; استبعد المحلل العسكري في موقع quot;واي. نتquot; رون بن يشاي، أن تشهد المنطقة حربا وشيكة، مؤكدا أن أي من الإطراف المعنية بالأمر ليس لديها أي مصلحة في نشوب حرب، ولكن يمكن الحديث عن معركة عسكرية على غرار حملة quot;الرصاص المصبوبquot; التي شهدتها غزة نهاية العام 2008 ومطلع العام 2009.

كما رأى بن يشاي انه لا يوجد أي مصلحة للجيش الإسرائيلي الخوض حاليا في حرب أو حملة عسكرية، وقال ردا على سؤال لـquot;إيلافquot;: لا لن تكون هناك حربا. وبين أن هدف التهديدات والتلويح بش حرب على قطاع غزة، هو تذكير حركة quot;حماسquot; أن إمكانية شن حرب لا زالت قائمة وواردة بالحسبان، والجيش يريد أن يذكر الفصائل في غزة أن حالة الردع الإسرائيلية ما زالت قائمة ولا يمكن تجاهلها.

وأضاف: مواصلة quot;حماسquot; الحصول على عتاد عسكري، والتي كان آخرها صاروخ مضاد للدبابات لا يعني بالضرورة أن يؤدي إلى تغيير موازين القوى. وان المشكلة الأساسية التي ستواجه الجيش الإسرائيلي في الحملة العسكرية القادمة، هي كيفية مواجهة العدو الذي يحارب وسط مناطق مأهولة بالسكان، والقضية في القطاع ليست عسكرية، والسؤال كيف يمكن أن تحارب مجموعة مسلحة وسط السكان. وأشار أن على رئيس الأركان وقائد المنطقة الجنوبية أن يتنبهوا إلى مسالة السكان.

وأضاف ردا على سؤال في ما إذا عملية خطف مواطنين وجنود إسرائيليين ستؤدي إلى شن حرب، أوضح بن يشاي أن حركة quot;حماسquot; ستواصل مساعي خطف جنود أو مواطنين، ولكن أمل أن لا يتم ذلك.

وفي رده على سؤال هل ستبادر الحكومة الإسرائيلية لشن حرب على غزة للخروج من مأزقها السياسي، أشار بن يشاي أن الحكومة الإسرائيلية لن تبادر لحرب على غزة، فرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق فتح النار وشن حملة quot;الرصاص المصبوبquot; اثر تزايد وتيرة الضغوطات الشعبية على الحكومة، ولم يستطع الوقوف أمام هذه الضغوطات، وفي حالة الحكومة الحالية لن تشن حربا، كون أي حملة عسكرية إسرائيلية على غزة ستزيد ورطة الحكومة الإسرائيلية امام الأسرة الدولية.

وبالنسبة للبنان استبعد بن يشاي أن تشهد الحدود الشمالية حربا جديدة مع quot;حزب اللهquot;، منوها الى أن الوضع على الجبهتين الجنوبية والشمالية صعب، وإننا نعيش في منطقة الشرق الأوسط وليس في سويسرا، ولا يمكننا معرفة متى تقع الحرب، وما هي الأسباب.

اما بخصوص الملف النووي الإيراني، فقال بن يشاي انه فقط مع نهاية العام 2011 يمكن معرفة ما قد يحصل.

يوآب ليمور: الحديث عن استعدادات للحرب أمر طبيعي

بدوره أكد المحلل العسكري في القناة الأولى من التلفزيون الإسرائيلي وصحيفة quot;يسرائيل هيومquot; يوآب ليمور انه لن تكون هناك حربا وشيكة في قطاع غزة، واستبعد في حديث لـquot;إيلافquot; أن تكون المنطقة تقف أمام حرب أو معركة عسكرية.

وأضاف: الاستعدادات للحرب متواصلة في الجيش الإسرائيلي، وهذا أمر طبيعي الاستعدادات للحرب وتجهيز الجيش لذلك، وأنا لا أرى أي من الأطراف معني بحرب في المنطقة، فإسرائيل غير معنية وكذلك quot;حماسquot;، ولا يوجد أي مبرر للحديث عن حرب أو تصعيد عسكري في المنطقة.