تحدث رئيس الوزراء العراقي السابق أياد علاوي عن البرنامج الانتخابي للقائمة الوطنية العراقية التي يرأسها مؤكداً إعادة تكوين دولة المؤسسات ذات الولاء للوطن و ذلك بالخروج من المحاصصة الطائفية السياسية وبناء المصالحة الوطنية ومناقشة الدستور والابتعاد عن القمع والثأر وتسييس القوانين.
مالمو: لا يزال العراق يشهد بعد أكثر من ست سنوات على تغيير النظام، حالة من التحولات السياسية والامنية والاقتصادية لم تستقرّ بعد ونحن على أبواب الانتخابات التي ستبدأ في السابع من مارس المقبل.
وفي هذا الإطار أجرت إيلاف حديثاً مع رئيس الوزراء العراقي السابق أياد علاوي الذي أمضى ستة أشهر على رأس الحكومة العراقية، إذ شهدت هذه المدة تحولا وانتقالا ملموسا نحو اعادة البناء ومحاولات فرض الامن والتهدئة والمصالحة والإسهام في وضع أسس جديدة لإعادة الجيش وجهاز الشرطة التي تم حلها من قبل الاميركيين وعلى اساس الولاء للعراق وليس للحزب او الطائفة.
علاوي كان ولا يزال من اشد المعارضين للتوجه الطائفي او العرقي كونه ينتمي الى فكر وطني علماني يؤمن بالقيم الديمقراطية واحتضان كل اطياف الشعب العراقي من شماله الى جنوبه. يرأس القائمة الوطنية العراقية في الانتخابات المقبلة وتضم أكثر من أربعين كياناً وتياراً سياسياً، انضووا تحت لوائها تمهيدا لخوض دورة الانتخابات الثانية بعد التغيير.
عن توجهات القائمة العراقية وبرنامجها وتطلعاتها لعراق المستقبل كان هذا الحوار:
* تزدحم الخارطة السياسية العراقية بالكثير من الاحزاب والكتل والحركات السياسية، التي تتقاطع في برامجها وتختلف في توجهاتها واهدافها ألا تعتقدون ان هذا الكم من التشكيلات والتيارات الحزبية من شأنه ان يشوش على وعي المواطن الذي بات يعاني من كم الافكار والتجاذبات مقابل غياب لتنفيذ الوعود والتنظيرات؟
- لا يزال العراق يمر في مرحلة انتقالية لكنها خطرة ومشوشة وغير واضحة المعالم ومن إفرازات ذلك هو عدم الوضوح في المواقف السياسية للبعض والتشرذم والتجاذبات، لكن الاخطر يبقى متعلقا بالوحدة الوطنية وتماسك البلاد وهذا ما يتحدد من خلال العملية السياسية ان كان سيتحقق لها التوازن والاختيار السليم ام لا، وهذا الامر نتركه للأيام القادمة.
* طرحت القائمة العراقية مشروعا يؤكد على الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية وتسييس الدين، في الوقت الذي كنتم فيه على رأس الحكومة وحركة الوفاق الوطني وتم الترويج للانتخابات السابقة من طرفكم بشكل جيد الا ان النتائج لم تأت كما هو مأمول، ما الاسباب التي وقفت وراء ذلك؟ وهل ثمة استحضارات جديدة في الجولة المقبلة لتلافي ما حصل؟
- القائمة العراقية ترى ان توازن العملية السياسية، بضم كل العراقيين والخروج من المحاصصة الطائفية السياسية وبناء المصالحة الوطنية وعودة كل العراقيين لممارسة دورهم ومشاركتهم في العملية باستثناء الارهابيين والقتلة واعادة مناقشة الدستور والابتعاد عن القمع والثأر وتسييس القوانين، هو الذي سيمكن اعادة تكوين دولة المؤسسات ذات الولاء للوطن والتي تعتمد الحرفية والكفاية كمقياس واقعي، هذا هو توجهنا. اما الشق الاخير من سؤالكم فنحن نحاول ونبذل اقصى الجهود لحث المجتمع الدولي والامم المتحدة والجامعة العربية والمنظمات الدولية على تأمين الرقابة والمساهمة بضمان نزاهة الانتخابات.
* إن غياب التوازن في اللجنة التي انجزت الدستور كان سببا في ظهور الاشكاليات الحالية التي يعاني منها العراق لاسيما مسألة كركوك وصيغة الانتخابات والمرونة الفيدرالية، والنفط وتوزيع الثروات وما الى ذلك، كيف تنظرون لإصلاح وتعديل الدستور مستقبلا وهل من بدائل لهذا الخلل؟
- للاسف اللجنة التي شرعتها انا حول مسألة كركوك وهي لجنة سياسية تم الغاؤها من قبل رؤساء الوزراء الذين أتوا بعدي وبقرار اداري تمت الاستعاضة عنها بلجنة تنفيذية تابعة لمجلس الوزراء وهذا هو الخلل الاساس للاسف، لو سرنا على ما تم رسمه في اللجنة السياسية التي شكلتها حينذاك لكانت الامور على غير ما هي عليه الان... حل مسألة الدستور واقرار قانون النفط والغاز وتوزيع الثروات وضمن ذلك مسألة كركوك وغيرها هي مسائل مركزية يتعين ان تعالج سياسياً وبعيداً عن الاعلام ووفق منطلق وحدة البلاد.
*مرت سنوات على الحكومة الحالية دون اثر يذكر في مجال البناء والاعمار وكذلك أظهرت ضعفاً واضحاً في تحقيق الاستقرار الامني الى جانب انتشار الفساد الاداري والفوضى والبطالة، برأيكم ماهي الاسباب التي قادت لذلك؟ ومن المسؤول عن هذا التدهور، البرلمان، الاحزاب، الحكومة؟
- تكمن الاسباب في غياب سلطة الدولة ومؤسساتها الوطنية وتراجع او غياب دور القطاع الخاص والاستثمار. اما المسؤولية فانها تقع على عاتق الولايات المتحدة التي فككت الدولة ومؤسساتها وكذلك بعض الساسة العراقيين الذين دعموا مثل هذا التوجه الاميركي.
* يشكل المهاجرون والمهجرون نسبة كبيرة من المواطنين، في البلدان العربية او الاجنبية، نلمس ضعفا كبيرا في ادامة العلاقة بين الحكومة وابناء العراق في الخارج لاسيما من بينهم الكثير من الكفايات العلمية العالية التي من شأنها ان تساهم في الاعمار واعادة البناء لكن ما صدر من قرارات بهذا الشأن لم ينفّذ وظل مجرد شعارات، كيف تنظرون الى هذه القضية ومعالجتها؟
- للاسف الجهات النافذة في الحكم تعتبر ان المهاجرين والمهجرين هم اعداء للحكومة وليسوا جزءا من ابناء المجتمع الذين تعرضوا لضغوط قسرية جعلتهم يغادرون الوطن رغما عنهم، هؤلاء كما نعتقد أنهم جزء من النسيج العراقي الواسع والممتد في كل انحاء العالم ولهم من الحقوق ما ينبغي ان يحصل عليه اي مواطن عراقي وبما يقرره القانون.
* ما وجهة نظركم حول ما يلي باختصار
zwnj;أ) مستقبل القوات المسلحة والامن الوطني
- هذا سيعتمد على نتائج الانتخابات وما ستأتي به وهل ستأتي بحكومة قوية لها رؤى واضحة ولها ايمان بالعراق كل العراق وتعمل من اجل ذلك ام لا. نحن نؤمن ببناء جيش عراقي وطني بعيدا عن الولاءات الحزبية، مهمته حماية العراق والحفاظ على سيادته وامنه .
ب ) المصالحة الوطنية ومواجهة الارهاب
- مازلنا نطمح ونواصل العمل على تحقيق المصالحة الوطنية وانتهاج مبدأ الاعتدال وانهاء كل انواع العنف ومواجهة بؤر الارهاب والقضاء عليها والوقوف بحزم بوجه كل من يحاول النيل من امن العراق وشعبه.
ج ndash; الخدمات المقدمة للمواطن مقابل الثروة الوطنية ؟
لكل عراقي الحق في ان يحصل على حالة العيش الكريم وبما تؤمن له الدولة من متطلبات الحياة الضرورية والاساسية بشكل عام، مع الاخذ في الاعتبار توزيع الدخل بما يعتمد على نوع العمل والانتاج و مدة الخدمة و مستوى الكفاية التي يتمتع بها كل انسان.
د- موقع المرأة في بنية المجتمع العراقي الجديد
نحرص دائما على تعزيز دور المرأة ومشاركتها الفاعلة في كل مفاصل الحياة والعمل في مختلف المواقع، لاننا ننظر الى ان دور المرأة وحضورها الحقيقي له دور مهم جدا في تدعيم وتطوير الحياة السياسية والاجتماعية.
ه- منظور العلاقات الخارجية عربيا ودوليا
نرى من المهم جدا ان يرتبط العراق بالمجتمع العربي والدولي وفق اسس وعلاقات دبلوماسية تقوم على مبدأ التوازن والتكافؤ والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشأن الداخلي وتحقيق المصالح المشتركة.
*ماهي توقعاتكم للانتخابات القادمة وما الاجراءات الجديدة والتحالفات التي ستكون ضمن قائمة الحركة الوطنية العراقية؟
- نحن رواد المشروع الوطني العراقي وسنرحب ونتحالف ونندمج مع كل من يقترب او يتطابق مع مشروعنا ليس بالقول وانما بالفعل ومشروعنا واضح وبسيط يؤمن بأن العراق للعراقيين، قائمتنا تمثل نبض الشارع العراقي وتعكس كل اطيافه، وتدعو الى ضرورة تعديل مسارات العملية السياسية بكل ابعادها والبدء بمشروع بناء المؤسسات المحترفة الوطنية والقادرة على رعاية وحماية كل المجتمع وضمان مستقبل ابنائه.
التعليقات