الخرطوم: أعلن مجلس الوزراء السوداني اليوم عن رفضه قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن الادعاء المقدم من المدعي العام للمحكمة بتوجيه تهمة الابادة الجماعية في حق الرئيس السوداني عمر حسن البشير معتبرا القرار استهدافا صريحا لسيادة واستقلال السودان.

وذكر المجلس في بيان عقب جلسة برئاسة الرئيس البشير ان quot;القرار يأتي في خطوة جديدة استهدفت زيادة أبعاد التآمر على السودان ويهدف الى تعطيل الانتخابات المقبلة في السودان الذي شهد العالم اكتمال تحضيراته المتمثلة في اتمام مراحل السجل الانتخابي وفتح أبواب الترشيح لكل المستويات بما فيها رئاسة الجمهوريةquot;.

واضاف ان هذا القرار يسعى الى تعميق معاناة الانسان في دارفور والى تعطيل جهود التسوية السلمية ويعطي اشارات سلبية لصالح الحركات المتمردة بما يؤدي الى اثنائها عن الحضور والمشاركة في مفاوضات الدوحة التي تحظى برعاية دولية واقليمية.

واعلن مجلس الوزراء المضي قدما في خططه الرامية الى تحقيق متطلبات التنمية السياسية والاقتصادية في السودان واتمام الجهود الرامية الى تسوية ازمة دارفور من خلال مواصلة حملات التنمية والاعمار وتوطين قرى النازحين واقرار كافة فرص الحل السلمي لقضية دارفور.

ودعا مجلس الوزراء quot;كل أصدقاء السودان وجيرانه وكافة دول الاقليم ومنظماته والأتحاد الأفريقي وأصدقاء السودان في كافة المنابر والمحافل الى رفض هذا القرار وتكثيف الجهود لعزل هذه المحكمة الجائرة وتجنيب العالم كل مخططاته العدوانية الرامية الى استعمار الشعوب وكسر كرامتهاquot;.

وأكد المجلس ثقته في رفض كافة قطاعات الشعب السوداني لهذا القرار مناشدا كل القوى السياسية الوطنية لمجابهة هذا القرار بمزيد من التماسك والوحدة الوطنية وتغليب الخيارات الوطنية. وكانت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي قررت امس اعادة النظر في عدم توجيه تهمة الابادة الجماعية للرئيس السوداني.

وجاء ذلك في جلسة علنية بعد أن قدم المدعي العام لويس مورينو أوكامبو استئنافا لدى المحكمة لتضم تهمة الابادة الجماعية في مذكرة توقيف بحق البشير. وكان قضاة المحكمة أصدروا في الرابع من مارس 2009 مذكرة توقيف بحق البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في اقليم دارفور غرب السودان لكنهم أسقطوا تهمة الابادة الجماعية.

يذكر أن الحكومة السودانية رفضت قرار المحكمة الجنائية واعلنت عدم تعاونها معها بدعوى انها غير موقعة على ميثاق روما الخاص بانشاء المحكمة. ومنذ ذلك الوقت سافر البشير الى عدد من الدول العربية والافريقية من بينها مصر والسعودية وقطر واريتريا واثيوبيا.