ياسر عرمان الذي رشحه المتمردون الجنوبيون السابقون للانتخابات الرئاسية في نيسان/ابريل في مواجهة عمر البشير، هو مسلم علماني من شمال السودان يجيد التحدث الى الصحافة، وكان منضويا في الحركة الشعبية لتحرير السودان.
الخرطوم: انضم الكثير من سكان شمال السودان الى حركة التمرد الجنوبية السابقة كما التحق عدد من سكان الجنوب بالقوات الحكومية خلال الحرب الاهلية التي استمرت من 1983 الى 2005 وانتهت بتوقيع اتفاق سلام شامل نص على تنظيم الانتخابات التعددية العامة واستفتاء تقرير المصير في جنوب السودان المقرر في 2011.
ينتمي ياسر عرمان الاربعيني الى منطقة الجزيرة الزراعية الخصبة. التحق بكلية الحقوق في الثمانينات في جامعة القاهرة في الخرطوم، وكان حينها ينتمي الى التيار الشيوعي العلماني القريب من حركة التمرد الجنوبية املا في بناء quot;السودان الجديدquot; على اساس المواطنة وليس الدين والانتماء القبلي.
غادر الخرطوم في العام 1986 بعد اتهامه بقتل اسلامي. وبدأ مسيرته في الحركة الشعبية لتحرير السودان بقراءة نشرات الاخبار في اذاعة حركة التمرد وبرز منذ ذلك الحين اهتمامه بالصحافة والاعلام.
واصبح ياسر عرمان الذي يحاربه بعض الاسلاميين الراديكاليين في الخرطوم، رئيس كتلة الحركة الشعبية لجنوب السودان في المجلس الوطني (البرلمان) وراح يعمل على تعزيز مكانة الحركة في الشمال، وذلك بنهاية الحرب الاهلية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية بين حزب المؤتمر الوطني بزعامة البشير - الذي قاد الانقلاب العسكري في 1989 بدعم من الاسلاميين - وحركة التمرد السابقة.
وقال الحاج علي الوراق سيد احمد، مدير التحرير السابق لصحيفة quot;اجراس الحريةquot; اليسارية المقربة من الحركة الشعبية في الجنوب، quot;انه مسلم من الشمال، هذا يضيع على حزب المؤتمر الوطني فرصة اللعب على عنصر الدين او الانتماء القبليquot;.
ويرى عدد من المراقبين المشككين مسبقا في نزاهة الانتخابات، ان فرص ياسر عرمان في انتزاع الفوز من امام البشير ضئيلة، لا بل معدومة. ويواجه الرئيس السوداني مذكرة توقيف بحقه اصدرتها المحكمة الجنائية الدولية على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في اقليم دارفور حيث تدور حرب اهلية منذ 2003 في غرب السودان. ويامل حزبه في ان يحقق نصرا ساحقا لتعزيز شرعيته في وجه القوى الغربية التي تدعم المحكمة الجنائية.
ويقول نيال بول، رئيس تحرير صحيفة quot;سيتيزنquot; (المواطن) الصادرة بالانكليزية في جوبا، المدينة الرئيسية في جنوب السودان، ان quot;اختيار ياسر عرمان للانتخابات الرئاسية لعموم السودان وسالفا كير (نائب الرئيس السوداني حاليا) لرئاسة الجنوب، يعني ان الحركة الشعبية تحبذ الانفصال عن الشمالquot;. وياسر عرمان متزوج من امراة من قبيلة الدنكا، كبرى قبائل جنوب السودان. ولا يزال ينبغي ان يحظى ترشيحه بموافقة اللجنة الانتخابية.
التعليقات