لندن: أشار استطلاع للرأي نشر اليوم الاحد الى أن الانتخابات البريطانية المنتظرة أوائل شهر مايو/ أيار ربما لن تعطي لاي حزب السيطرة الكاملة على البرلمان بعد أن ضيق حزب العمال الذي يتزعمه رئيس الوزراء جوردون براون الفارق بينه وبين حزب المحافظين المعارض الى أقل من عشر نقاط مئوية.

ووضع الاستطلاع الذي أجراه مركز اي.سي.ام للاعلام ونشرته صحيفة صنداي تليجراف حزب المحافظين الذي ينتمي ليمين الوسط في المقدمة بتأييد 39 في المئة بانخفاض نقطة مئوية واحدة عن الشهر الماضي بينما بقيت نسبة التأييد لحزب العمال ثابتة عند 30 في المئة.

وقالت الصحيفة المناصرة للمحافظين انه اذا ظلت نتيجة هذا الاستطلاع على هذا الحال يوم الانتخابات فسوف يعني ذلك أن حزب المحافظين سيحصل على مقاعد تقل 14 مقعدا عن الاغلبية في مجلس العموم. وستكون هذه المرة الاولى التي لا تحسم فيها الاغلبية لحزب واحد في الانتخابات البريطانية منذ أواسط السبعينات. ويقول محللون ان من شأن ذلك أن يثير قلقا في الاسواق المالية من عدم تمكن المشرعين من اتخاذ قرار حاسم يتصدى للعجز غير المسبوق في الميزانية البريطانية.

وارتفعت نسبة التأييد لحزب الاحرار الديمقراطيين الى 20 في المئة مما يجعله الحزب القادر على تحقيق توازن السلطة في بريطانيا اذا لم يحقق أي من الحزبين الكبيرين الاغلبية. وتمكن براون الذي نجا من محاولة لازاحته قام بها وزيران سابقان الشهر الماضي من تقليل الفارق الذي يتقدم به المحافظون. وأظهرت استطلاعات للرأي أجريت العام الماضي تأخر حزب العمال بفارق 20 نقطة عن حزب المحافظين الغائب عن السلطة منذ عام 1997.

وعلى الرغم من الخلافات الداخلية التي وقعت داخل حزب العمال الشهر الماضي قال براون ان الحزب مازال قادرا على العودة للفوز برابع انتخابات على التوالي لاول مرة في تاريخه. وقال براون في مقابلة مع صحيفة أوبزرفر المناصرة لحزب العمال quot;انا لست راضيا لكن حزب العمال مازال قادرا على الفوز. أنا متأكد تماما من ذلك.quot;

وواجه براون انتقادات بسبب الحرب في أفغانستان وبسبب فضيحة تتعلق بنفقات المشرعين الى جانب مشكلة عجز الميزانية البريطانية الذي من المعتقد أن يتجاوز 12 في المئة من اجمالي الناتج المحلي هذا العام. وتعهد ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين بخفض العجز بسرعة وبشكل اسرع من العمال اذا ما فاز حزبه بالانتخابات.

لكن براون سعى الى هدم صورة كاميرون مسؤول العلاقات العامة السابق البالغ من العمر 43 عاما باتهامه بأنه يفتقر الى الخبرة اللازمة لادارة التعافي الاقتصادي. وقالت صحيفة التليجراف نقلا عن مصدر لم تسمه ان حزب العمال يمكن أن يحاول ارباك المحافظين بالدعوة الى الانتخابات في 15 ابريل نيسان بدلا من 6 مايو أيار وهو الموعد الذي لمح وزراء الى أنه سيكون الارجح لاجراء الانتخابات.