قال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد يوم الخميس ان ايران أنتجت أول شحنة من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة وذلك بعد يومين من اعلانها انها بدأت في انتاج وقود نووي أعلى تخصيبا.
طهران: قال أحمدي نجاد في خطاب نقله التلفزيون ان ايران ستزيد انتاجها من اليوارنيوم المخصب الى ثلاثة أمثاله في المستقبل القريب وان لديها القدرة على انتاج يورانيوم مخصب بنسبة نقاء أعلى كثيرا في نطنز.
وأبلغ الرئيس حشدا كبيرا من المواطنين يلوحون بالاعلام في ساحة أزادي في طهران في تصريحات من المرجح ان تعمق مخاوف الغرب بشأن طموحات ايران النووية quot;في الوقت الراهن لدينا في نطنز القدرة على تخصيب اليورانيوم الى مستويات أعلى بكثير.quot;
وأضاف في احتفال لاحياء الذكرى 31 لقيام الثورة الاسلامية quot; بفضل الله.. أعلن أن الشحنة الاولى من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة انتجت ووضعت تحت تصرف العلماءquot;، وتابع quot;في المستقبل القريب سنزيد انتاجه الى ثلاثة أمثالهquot;.
قالت إيران إن إتفاق تبادل الوقود النووي ما زال مطروحًا، وذلك بعد إعلانها توسيع تخصيب اليورانيوم يوم الثلاثاء. وقوبل إعلان إيران بتحذير أميركي من فرض المزيد من العقوبات عليها في وقت رفضت فيه طهران عرضًا قدمته واشنطن لإمدادها بنظائر طبية.
قال تلفزيون إيراني مملوك للدولة إن إيران أعربت عن اعتقادها بأن إتفاق تبادل الوقود النووي مع الغرب مازال ممكناً وذلك بعد توسيع الجمهورية الاسلامية برنامجها لتخصيب اليورانيوم وهو ما قوبل بتحذير أميركي من فرض مزيد من العقوبات على طهران.
إلى ذلك قالت هيئة الإذاعة الإسلامية الإيرانية إن الرئيس الإيراني أبلغ نظيره السوري الرئيس بشار الاسد انه يجب التصدي لإسرائيل والقضاء عليها اذا شنت هجومًا في المنطقة. قال أحمدي نجاد للاسد يوم الاربعاء quot;اذا كرر النظام الصهيوني أخطاءه وبدأ عملية عسكرية فيجب التصدي له بكل قوة لوضع نهاية له للابدquot;.
وبالعودة إلى إتفاق التبادل، قال علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية لتلفزيون برس تي.في. الناطق بالانكليزية quot;الإتفاق ما زال مطروحًا على الطاولةquot;.
لكنه كرر ان التبادل يجب ان يتم بشكل متزامن وعلى أرض إيرانية وهو شرط لن تقبله على الارجح القوى الغربية التي تريد من طهران ان ترسل معظم مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب الى الخارج قبل ان تحصل في المقابل على يوارنيوم مخصب لدرجة اعلى لمفاعل ابحاث طبي. وقال صالحي ان اليورانيوم الإيراني يمكن ان توضع عليه أختام ويوضع تحت quot;وصايةquot; الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة داخل إيران الى ان تحصل طهران على الوقود النووي الذي تحتاج إليه للمفاعل.
واتخذت طهران قرار توسيع تخصيب اليورانيوم بعد الفشل في الإتفاق على شروط المبادلة التي كانت سترسل إيران بموجبها معظم مخزونها من اليورانيوم المخصب الى الخارج مقابل حصولها على وقود مخصب الى درجة نقاء بنسبة 20 في المئة لمفاعل في طهران ينتج النظائر الطبية. ومن المقرر ان ينفد مثل هذا الوقود اللازم للمفاعل في وقت لاحق هذا العام.
ورفضت إيران أمس، عرضًا قدمته الولايات المتحدة لإمدادها بنظائر طبية، في مقابل امتناعها عن رفع التخصيب مكررة أن مشروع تبادل الوقود النووي لا يزال مطروحاً، فيما أعلن الرئيس الاميركي باراك أوباما أن المجتمع الدولي يتحرك quot;في سرعة مقبولةquot; لفرض عقوبات جديدة على طهران.
وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست ان quot;هذا العرض غير منطقيquot;، مضيفًا ان quot;اغلاق المفاعل او وقف انتاج (النظائر) الطبية ليس حلاً. الحل هو ان يتعاون الطرف الآخر لزيادة (عدد) هذه المفاعلات، وتلبية احتياجات المرضىquot;. وكان الناطق باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي أكد نية الولايات المتحدة التعاون مع الإيرانيين quot;لاستيراد بدائل طبية، إذا كان هذا الأمر يقلقهم فعلاًquot;.
جاء ذلك في وقت شدد اوباما على ان رفع إيران مستوى التخصيب quot;يظهر لنا انهم يواصلون السعي الى مسار يقود الى تسلح نووي، على الرغم من موقفهم بأن الطاقة النووية التي يمتلكونها مخصصة للاستخدام المدنيquot;. وقال: quot;سندرس سبلاً مختلفة يمكن من خلالها دولاً ابلاغ إيران ان موقفها غير مقبول، وستكون الامم المتحدة جانباً في إطار جهد أوسع مدىquot;.
وسئل اوباما عن مدى سرعة الجهود الرامية الى فرض عقوبات، فأجاب: quot;انها تمضي قدماً بسرعة معقولةquot;. وقال ان الإيرانيين quot;أخذوا خيارهم، لكن الباب لا يزال مفتوحًا. ما سنعمل في شأنه على مدى الاسابيع المقبلة، هو تطوير نظام عقوبات فعال يظهر لهم مدى عزلتهم عن المجتمع الدولي ككلquot;، مضيفًا أن الولايات المتحدة على ثقة من أن العالم quot;متحد في شأن سوء تصرف إيران في هذا المجالquot;. وأضاف quot;سنرى كيف تتصرف الصين في مجلس الأمن، فيما نسعى الى فرض عقوباتquot;. وأشاد بـ quot;الموقف التقدميquot; لروسيا إزاء إيران.
في لندن، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند إن نظيره الصيني يانغ جيشي طمأنه حول تصميم بكين على منع حصول طهران على اسلحة نووية. وقال ان يانغ اكد له أن quot;الصينيين ملتزمون تمامًا بالهدف الذي يوحّد الدول الست والأمم المتحدة، وهو ضمان ألا تصبح إيران دولة نوويةquot;.
وإذ اعتبر وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان الوقت حان لفرض عقوبات على إيران، حض نظيره البرازيلي سيلسو أموريم على تسوية النزاع quot;من خلال الحوار والوسائل السلميةquot;.
وكانت إيران تخصب اليورانيوم الى مستوى 3.5 في المئة قبل ان ترفعه الى نسبة 20 في المئة يوم الثلاثاء. ويتطلب صنع قنبلة نووية تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المئة. وعلى الرغم من ان صناعة قنبلة نووية يتطلب نسبة نقاء تصل الى 90 في المئة الا ان الحصول على نسبة نقاء تبلغ 20 في المئة هي خطوة كبيرة لان التخصيب الى مستويات أدنى هو المرحلة الاصعب في العملية وتستغرق وقتًا أطول.
واعلنت إيران يوم الثلاثاء انها بدأت تخصيب اليورانيوم الى درجة نقاء 20 في المئة لكن مذكرة الوكالة قالت quot;ابلغنا بان من المتوقع ان تبدأ المنشأة انتاح ( اليورانيوم المنقى) الى درجة تصل الى 20 في المئة خلال بضعة ايام.quot; وقالت مذكرة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو ان إيران أعادت معايرة 164 جهاز طرد مركزي وهو جزء ضئيل من الاف اجهزة تخصيب اليورانيوم التي لديها لاستخدامها في تخصيب اليورانيوم لدرجة أعلى في منشأة نطنز التجريبية.
وأوضح صالحي ان إيران ستوقف انتاج قضبان وقود نقي بنسبة 20 في المئة لمفاعلها اذا حصلت عليه من الخارج بدلا من ذلك لكنه اوضح ان طهران لم تتراجع عن مطلبها بان يتم التبادل بشكل متزامن وهو شرط على الارجح لن تقبله القوى الكبرى المشاركة في جهود للتوصل الى حل دبلوماسي للنزاع المحتدم منذ فترة طويلة.
وقال صالحي quot;اليورانيوم يمكن ان يوضع تحت وصاية الوكالة (الدولية للطاقة الذرية) في إيران ويمكن وضع اختام عليه.. والى ان نتسلم الوقود المخصب بنسبة 20 في المئة من الخارج.
quot;اذا تقدموا ومدّونا بالوقود حينها سنوقف عملية التخصيب بنسبة 20 في المئةquot;. ونقلت برس تي.في. عن صالحي قوله ان إيران قررت انتاج اليورانيوم المخصب لمستوى اعلى بعد ان رفضت الدول الغربية امداد إيران بالوقود النووي الذي يحتاج إليه مفاعلها الطبي. وذكر التلفزيون ان هذا المفاعل ينتج نظائر مشعة quot;ضرورية لرعاية صحية تنقذ أرواح أكثر من 850 ألف مريض إيرانيquot;.
وقال جلين ديفيس سفير الولايات المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان إيران استمرت في تصوير تحركها على انه quot;انسانيquot; لكنها بدلاً من ذلك تعرّض حياة اشخاص للخطر لانها على عكس الموردين الاجانب لن تتمكن من تعويض مخزون الوقود قبل ان ينفد.
ويقول دبلوماسيون غربيون ان من الاهداف المحتملة لأي عقوبات جديدة البنك المركزي الإيراني والحرس الثوري وهما من الاهداف التي تقول الدول الغربية انها ذات دور حيوي في البرنامج النووي لإيران وشركات النقل البحري وقطاع الطاقة. وفرضت وزارة الخزانة الأميركية يوم الاربعاء عقوبات على أربع شركات تابعة للحرس الثوري الإيراني وعلى رئيس قطاع الانشاءات في الحرس الثوري.
وتحظر هذه الخطوة التي جاءت توسيعًا لعقوبات سابقة على الحرس الثوري ومؤسسة خاتم الانبياء التابعة له والمتخصصة في الانشاءات ابرام صفقات أميركية مع الشركات المذكورة وتهدف الى تجميد أي أموال موجودة تحت الاختصاص القضائي الأميركي.
في سياق متصل، ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية يوم الخميس أن ايران تشهد انتكاسات مفاجئة في جهودها لتخصيب اليورانيوم وأن تقييمات تشير الى حدوث أعطال في معدات وصعوبات أخرى قد تقوض جهود الجمهورية الاسلامية للمضي قدما في برنامجها النووي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين سابقين وخبراء نوويين مستقلين قولهم ان مشاكل تقنية قد تعطل لكنها لن توقف على الارجح سعي ايران لامتلاك قدرات تسلح نووي، ويأتي تقرير واشنطن بوست حول تراجع قدرة ايران على تخصيب اليورانيوم وسط تقارير أفادت بأن طهران تعتزم البدء في تخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى في غضون أيام.
وقالت الصحيفة الأميركية إن تقارير صادرة عن الامم المتحدة العام الماضي أظهرت تراجعا في انتاج المنشأة الايرانية الرئيسية لتخصيب اليورانيوم بالقرب من مدينة نطنز، وأضافت أن تقييما جديدا يستند على بيانات داخلية لمدة ثلاث سنوات من تفتيشات نووية تجريها الامم المتحدة يشير الى أن المشاكل الميكانيكية التي تواجهها ايران أكبر مما كان يعتقد.
وأوضحت أن مسودة دراسة أعدها ديفيد أولبرايت رئيس معهد العلوم والامن الدولي ذكرت أن أداء منشأة نطنز حتى نهاية عام 2009 بدا فقيرا لدرجة أنه لا يمكن استبعاد حدوث أعمال تخريبية لتفسير ذلك.
وذكرت الصحيفة أن تحليلا منفصلا سيصدر قريبا لاتحاد العلماء الأميركيين يناقش الاداء الضعيف لايران ويشير الى أن الاخفاقات قد تزيد من رغبة ايران في التوصل لاتفاق مع الغرب، وقال ايفان أولريتش نائب رئيس برنامج الامن الاستراتيجي التابع للاتحاد للصحيفة ان قادة ايرانيين بدا أنهم سارعوا بانتاج اليورانيوم المخصب بدرجة كبيرة لاسباب سياسية.
وأضاف quot;يكافحون بالفعل لاعادة انتاج تكنولوجيا يمكن القول انها تعود لنصف قرن مضى في أوروبا كما أنهم يفعلون ذلك بطريقة رديئة بالفعلquot;، وقالت الصحيفة ان هذه النتائج تتفق مع تقييمات للعديد من المسؤولين الأميركيين والاوروبيين السابقين ومحللي الاسلحة الذين يقولون ان أجهزة الطرد المركزي الايرانية يبدو أنها تتعطل بمعدل أسرع مما هو متوقع.
لكن محللين حذروا أيضا من أن ايران لا تزال قادرة على انتاج ما يكفي من اليورانيوم المخصب لترسانة صغيرة من الاسلحة النووية اذا قررت ذلك.
التعليقات