تداعيات جديدة القت بظلالها على حادث الطائرة السودانية التي تحطمت بامارة الشارقة تشرين الأول/أكتوبر الماضي ولقي طاقمها المكون من ستة أفراد حتفهم،إذ اعلنت الهيئة العامة للطيران المدني بدولة الامارات أن الصندوقين الأسودين الخاصين بالطائرة المحطمة quot;بوينغ 707quot;، ثبت انهما معطلان قبل وقوع الحادث وتحديدا خلال الرحلة التي سبقت الحادث، لذلك لم تتمكن الجهات المختصة من الحصول على معلومات منهما لمعرفة الأسباب التي أدت إلى الواقعة، التي مازالت تشهد تحقيقات موسعة حتى الآن.
دبي: جاء ذلك بعد استلام الهيئة العامة للطيران المدني بدولة الامارات التقرير الفني الخاص بالصندوقين من quot;المملكة المتحدةquot; التي اثبتت عطل الصندوقين، وكانت الامارات قد قامت فور العثور على الصندوقين وسط حطام الطائرة بإرسالهما الى بريطانيا للتعرف على المعلومات الموجودة بداخلهما، بهدف الوقوف على حقيقة الامر ومن ثم الأسباب التي أدت إلى وقوع الحادث.
من جانبه أكد عبد الوهاب محمد الرومي، المدير العام لدائرة الطيران المدني في الشارقة، أن قرار الهيئة العامة للطيران المدني الاماراتي والقاضي بمنع شركة quot;عزة للطيرانquot; المالكة للطائرة السودانية التي تحطمت، من استخدام أجواء الإمارات ما زال ساريا حتى إشعار آخر.
و أوضح أن الهيئة وضعت مجموعة من الإجراءات ضمن برنامج متكامل يهدف إلى التأكد من توافر جميع الاشتراطات الدولية الخاصة بالأمن والسلامة في تلك الطائرات حفاظا على سلامة وأمن المجتمع.
و اعلنت الهيئة العامة للطيران المدني الاماراتي انه سيتم إجراء فحوصات مخبرية دقيقة لبعض القطع المتبقية من الطائرة المحطمة لمعرفة الاسباب الحقيقية للحادث ليتم توضيحها في التقرير النهائي للتحقيق، ولم تحدد الهيئة فترة زمنية محددة لاعلان التقرير النهائي، وذلك بسبب أن التحقيقات في مثل هذه الحوادث تتطلب جمع وتحليل البيانات بشكل دقيق ومنظم.
كما أكدت الهيئة العامة للطيران المدني أنها تولي اهتماماً كبيراً لسلامة وأمن قطاع الطيران في الدولة، و اوضحت أن هناك معايير صارمة لقياس مستويات الأمن والسلامة لدى مشغلّي الطائرات المسجلة في الدولة، إضافة إلى أن الهيئة تعمل ومنذ بداية العام الماضي، بتطبيق برنامج لتقييم سلامة الطائرات المسجلة في الدول الأجنبية للتأكد من سلامتها وصلاحيتها للعمل في أجواء البلاد.
وكان شهد مطار الشارقة 20 تشرين الأول/أكتوبر الماضي حادث تحطم طائرة شحن quot;بوينغ 707quot; تابعة لشركة الطيران السودانية quot;عزةquot;، بعد دقيقتين فقط من إقلاعها من مطار الشارقة الدولي، حيث سقطت في منطقة quot;أم فنينquot; بالقرب من نادي غولف الشارقة وعلى بعد ميلين من المطار، و كانت الطائرة متجهة إلى العاصمة السودانية quot;الخرطومquot;، وبعد ايام قليلة من وقوع الحادث تسلمت القنصلية السودانية جثامين طاقم طائرة الشحن السودانية quot;الستةquot; غير انهم كانوا مشوهين تماما، ودعت السفارة السودانية لاستدعاء ذويهم من السودان للتعرف عليهم، وفور الانتهاء من الاجراءات الفنية والتحقيقات الاولية تم نقل الجثامين بواسطة طائرة خاصة اقلتهم إلى الخرطوم، وسط حضور جمع غفير من ابناء الجالية السودانية التي حرصت على وداعهم واقامة صلاة الجنازة عليهم في مقر المختبر الجنائي بالشارقة.
التعليقات