بعد يومين فقط على بدء أكبر هجوم عسكري تشنه القوات الدولية ضد معاقل حركة طالبان في مرجة جنوب افغانستان، تقول واشنطن إن التقدم جيد جداً، أما الرئيس الافغاني فقد عبر عن حزنه لمقتل عشرة مدنيين بعد سقوط صاروخ على منزل خلال العملية.

كابول: اعلن الرئيس الافغاني حميد كرزاي الاحد مقتل عشرة مدنيين في الهجوم الكبير الذي تشنه القوات الدولية والافغانية على احد معاقل طالبان في مرجه، جنوب افغانستان. وجاء في بيان صادر عن الرئاسة الافغانية ان quot;الرئيس حميد كرزاي حزين جدا لمقتل عشرة مدنيين اثر سقوط صاروخ على منزل خلال العملية العسكريةquot;. واضاف البيان ان quot;الرئيس امر بفتح تحقيقquot; موضحا ان مدنيين اخرين اصيبوا بجروح.

هذا في وقت اعتبر الجنرال جيمس حونز مستشار الامن القومي للرئيس الاميركي باراك اوباما الاحد ان الهجوم ضد حركة طالبان بقيادة اميركية في جنوب افغانستان quot;يتقدم بشكل جيد جداquot;.

واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاحد في الدوحة ان quot;ليس من مصلحة الولايات المتحدة احتلالquot; افغانستان، لكنها quot;لن تتخلى عنهاquot; حتى يستتب فيها الامن، وقالت كلينتون في كلمة القتها في الدوحة في منتدى العالم الاسلامي والولايات المتحدة quot;ليس من مصلحة الولايات المتحدة احتلال افغانستان. كما اننا لا ننوي التخلي عنهاquot;.واضافت quot;عندما تنسحب القوات الدولية من افغانستان، سيستمر وجودنا المدني بشكل يتيح لنا اقامة شراكة على المدى البعيد بين افغانستان والولايات المتحدة والدول الاخرىquot;.

كما عبر المسؤولون العسكريون في حلف شمال الاطلسي الاحد عن ارتياحهم في اليوم الثاني من الهجوم على مرجه احد معاقل حركة طالبان في جنوب افغانستان اذ يبدو ان المتمردين لا يبدون سوى مقاومة قليلة مستخدمين الالغام وعمليات القنص.

واعلن ناطق باسم الجيش البريطاني الاحد في لندن ان المرحلة الاولى من الهجوم الذي تشنه القوات الدولية والافغانية على احد معاقل طالبان في مرجه جنوب افغانستان، يجري quot;كما هو مخطط لهquot;، واعلن الجنرال غوردن مسنجر في مؤتمر صحافي ان المسؤولين العسكريين البريطانيين على الارض، دون مجاملة، quot;يرون ان كل شيء يسير كما هو مخطط لهquot;. واضاف ان الجنود البريطانيين خاضوا مواجهات بالاسلحة الخفيفة لكن quot;لا شيء منع العملية من التقدمquot;، واكد ان المرحلة المقبلة تتمثل في تعزيز المنطقة حول ناد علي التي كلف بها الجيش البريطاني.

Corporal Paul Whibley of 28 Engineer Regiment from Kent in England ...
جنود أميركيون يتعرضون لاطلاق نار في معقل سابق لطالبان

ولم تتجاوز خسائر القوات الدولية الجنديين احدهما بريطاني والثاني اميركي. اما الجيش الافغاني الذي يشارك في العملية فقال ان عشرين من عناصر طالبان قتلوا. ويشن العملية 15 الف جندي معظمهم من الاميركيين يليهم البريطانيون تحت راية القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف) التابعة للحلف الاطلسي.

وكان حلف شمال الاطلسي اعلن السبت مقتل خمسة عسكريين بينهم ثلاثة اميركيين في الجنوب الافغاني لكنه لم يوضح ما اذا كان البريطاني والآخرون قتلوا في اطار العملية الجارية. وبعد 24 ساعة من بدء العملية قال الجنرال غوردن ميسنجر الناطق باسم الجيش البريطاني في لندن ان المسؤولين العسكريين في الحلف والجنرالات البريطانيون quot;مرتاحون جداquot;.

واكد ان الشعور ذاته عبر عنه المسؤولون العسكريون الاميركيون. واضاف الجنرال البريطاني quot;جرت مواجهات متفرقة (...) لكن طالبان لم يتمكنوا من تنظيم مقاومة متماسكةquot;، مشيرا الى quot;مقتل عدد قليل من المتمردينquot;.

واكد الجنرال ميسنجر ان القوات الدولية quot;ضمنت امن اهداف استراتيجية ولم تواجه سوى حدا ادنى من المعارضةquot;. وفي محيط مرجهع رأى الجنرال الاميركي لاري نيكولسون ان الساعات ال24 الاولى للهجوم quot;جيدةquot;، حسبما نقل مصور لوكالة فرانس برس.ط

واضاف quot;تعرضنا لاطلاق نار من قناصةquot; بينما قامت آليات نزع الالغام quot;بتفجير عدد كبير من العبوات الناسفةquot;، موضحا ان ذلك يبطىء من تقدم رجاله. وقتل الجندي البريطاني السبت في انفجار احدى هذه العبوات في بلدة مجاورة لمرجه حسب لندن بينما مقتل الاميركي بالرصاص في مرجه، حسبما اكد نيكولسون.

وقالت كابول والقوات الدولية ان الهجوم هو مرحلة اولى من عملية واسعة تهدف الى بسط سلطة الحكومة على ولاية هلمند احد المعاقل الرئيسية لحركة طالبان وquot;خزانquot; الافيون الذي يشكل مصدر مهما لتمويل طالبان. وفي واشنطن قال البيت الابيض انه يتم اطلاع الرئيس الاميركي باراك اوباما عل مجريات الهجوم الذي يجري في جنوب افغانستان منذ ليل الجمعة السبت. وسيعقد اجتماع صباح اليوم الاحد في هذا الشأن.

وهي اكبر عملية للقوات الدولية منذ اعلان الرئيس الاميركي في كانون الاول/ديسمبر الماضي ارسال ثلاثين الف جندي اميركي اضافي خلال العام الجاري من اجل قلب مسار الحرب في افغانستان حيث يتصاعد التمرد الذي تشنه حركة طالبان.

ويصف مسؤولون عسكريون العملية بانها اكبر هجوم تشنه القوات الدولية منذ بداية الحرب في نهاية 2001، بعد طرد طالبان من السلطة. لكن المتمردين سخروا من العملية التي quot;احيطت بضجيج اعلامي كبيرquot; ضد مرجه quot;المنطقة الصغيرة جداquot;.

وقال الناطق باسم حركة طالبان يوسف احمدي السبت quot;قتلنا ستة جنود اجانب في اولى الاشتباكاتquot;. وبدأت العملية بعيد منتصف ليل الجمعة السبت بانزال عناصر من مشاة البحرية الاميركية (المارينز) وجنود افغان بواسطة 60 مروحية في بلدة مرجه، في حين تقدم القسم الاخر من الجنود من المنطقة المحاذية التي سيطروا عليها قبل ايام.

وستتركز العملية على مدينة مرجه ومحيطها حيث يقدر عدد السكان ب125 الف نسمة. وقالت السلطات المحلية ان آلاف السكان فروا قبل الهجوم. وطلب الرئيس الافغاني حميد كرزاي مجددا السبت من حركة طالبان في افغانستان القاء السلاح، محذرا في الوقت نفسه من خسائر بشرية وداعيا مقاتلي طالبان الى quot;الاستفادة من هذه الفرصة (الهجوم) لنبذ العنف والعودة للحياة المدنية الى جانب مواطنيهم الافغان لما فيه مصلحة البلادquot;.

وكان المتحدث باسم حركة طالبان يوسف احمدي توعد مؤخرا بمقاومة شرسة تعتمد على التكتيكات الاعتيادية للحركة باستخدام عبوات ناسفة يدوية الصنع و عبوات مزروعة على حافة الطريق ونصب كمائن.

في سياق آخر، اعلنت وزارة الدفاع البريطانية ان جنديا بريطانيا قتل الاحد في انفجار قنبلة جنوب افغانستان في حادث منفصل عن عملية quot;مشتركquot; العسكرية.

واصيب الجندي بالانفجار فيما كان يقوم بدوية راجلة شمال شرق سانغين في ولاية هلمند الجنوبية. ولم يكن مشاركا في عملية quot;مشتركquot; التي انطلقت ليل الجمعة السبت في مرجه، احدى معاقل حركة طالبان في هلمند.

وفي وقت سابق الاحد، اعلنت قوة حلف شمال الاطلسي في افغانستان مقتل احد جنودها في انفجار قنبلة يدوية الصنع جنوب افغانستان. ولم تحدد جنسيته او مكان الانفجار.

وبذلك يرتع الى 259 عدد الجنود البريطانيين القتلى في افغانستان منذ 2001.

.. من السابق لاوانه توقع موعد انتهاء هجوم افغانستان

من جهته، قال الاميرال مايك مولين رئيس هيئة الاركان الأميركية المشتركة يوم الاحد ان الهجوم الذي يقوده حلف شمال الاطلسي ضد معقل حركة طالبان في افغانستان quot;بدأ بداية طيبةquot; مضيفا انه لا يعلم متى سينتهي هذا الهجوم.

وردا على سؤال خلال زيارته لاسرائيل بشأن موعد الاستيلاء على بلدة مرجه وتأمينها قال مولين quot;لدينا (تصور) من وجهة نظر المخططات التي تحدثنا عنها منذ بضعة اسابيع لكني بأمانة لا اعرف.quot;