لندن: اعترض رئيس هيئة المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث أحمد الجلبي على إتهامات ساقها ضده قائد القوات الاميركية في العراق راي اديرنو بالارتباط مع إيران ووصفها بانها هستيرية وناتجة عن فشل أميركي في إعادة البعث إلى الساحة السياسية العراقية.

وقال الجلبي في بيان اصدره المؤتمر الوطني العراقي الذي يتراسه وتلقت quot;ايلافquot; نسخة منه اليوم ان تصريحات اديرنو تضمنت quot;ادعاءات بعض الأجهزة الأميركية بوجود (أدلة استخباراتية) حول علاقات ألجلبي بإيران على حد زعمه وجرح في تصريحاته عمل هيئة المسائلة والعدالة وكال لها ولمديرها التنفيذي اعلي فيصل اللامي التهم وشكك في إجراءاتها المتعلقة باجتثاث من ينطبق عليه قانون المسائلة والعادلة من المرشحين للانتخابات العراقية المزمع إقامتها في السابع من شهر آذار المقبلquot;.

واعتبر ان إن هذا التصريح يأتي في سياق quot;سلسلة التصريحات الأميركية الهستيرية الأخيرة والتي تصاعدت حدتها بعد أن ظهر للعيان أن أميركا فشلت في مخططها الرامي لإعادة البعث إلى الساحة السياسية في العراق من جديد بعد أن اصطدمت هذه المحاولات الأميركية بصخرة الصمود العراقي المتماسكquot;.

وقال الجلبي quot;إننا وإذ نستنكر هذه التصريحات جملة وتفصيلا وإذ نعتبرها تطاولا على الرموز الوطنية العراقية نراها أيضا تدخلا سافرا في الشأن السياسي الداخلي العراقي ولا يسعنا هنا الا أن نذكر الجنرال اوديرنو بأنه عسكري وأن الانتخابات شان داخلي عراقي لا يندرج في إطار مهمته وطبيعة عمله في العراق التي حددتها الاتفاقية الامنية المبرمة بين الحكومة الأمريكية والحكومة العراقية والتي تتعلق بالجانب الأمني أولا وأخيراquot;.

واضاف ألجلبي ان اتهامه بالارتباط بإيران هو اتهام عار عن الصحة وسبق لأحد الأجهزة الأميركية quot;المشبوهةquot; أن روج لمثل هذا الاتهام في محاولة لتحجيم وكسر شوكته لانه quot;ما فتئ يعترض على السياسات الأميركية الخاطئة في العراق منذ أيام الحاكم المدني بول بريمر والى يومنا هذا, ولقد سبق للقوات الأميركية أن داهمت منزله وانتهكت حرمته وعبثت بمحتوياته بحثا عن (أدلة استخباراتية) مزعومة تثبت تورطه بعلاقات غير طبيعية مع الجارة العزيزة إيران وفشلت تلك القوات ومن يحركها في الحصول على أي شئ يثبت ادعاءاتها الكاذبةquot;.

ودعا أوديرنو quot;إلى الالتفات إلى عمله الأصلي وعدم التدخل في شؤون لا تعنيه ونستغرب لدفاعه المستميت ومن قبله الجنرال باتريوس عن البعثيين الصداميين ونتساءل هل يقبل الشعب الأميركي من قادته السياسيين والعسكريين أن يدافعوا عن النازيين في ألمانيا أو الفاشيين في ايطاليا؟ بالطبع لا يقبل. إن الدفاع عن البعثيين الصداميين هو مثل الدفاع عن النازيين والفاشيين وهو أمر يرفضه العالم المتحضرquot;.

وقال quot;أخيرا إننا ندرك جيدا أن مثل هذه الاتهامات الباطلة تأتي في سياق الضغط السياسي المتواصل والذي بدأه نائب الرئيس الأميركي السيد جوزيف بايدن على رئاسة هيئة المسائلة والعدالة لإرغامها على التراجع عن القيام بواجبها الوطني والأخلاقي والقانوني لحماية العملية السياسية من تسلل البعثيين الصدامين إليها من جديد وواصل الضغط السفير الأميركي في بغداد السيد كريستوفر هيل ولكن تماسك الشعب العراقي وقواه السياسية وخصوصا الائتلاف العراقي الوطني في الدفاع عن الدستور وتطبيقه افشل هذا الضغط واصدر القضاء العراقي قراره المستقل دفاعا عن الدستور والقانون وعلى الجنرال اوديرنو احترام قرارات القضاء العراقي المستقلquot;.

وكان ادييرنو قد اكد الليلة الماضية متحدثا في quot;معهد الدراسات الحربيةquot; في واشنطن ان quot;إيران لديها تأثير واضحquot; على علي اللامي واحمد الجلبي مضيفا quot;لدينا معلومات مباشرة تفيد عن ذلكquot;. وعلي اللامي هو رئيس هيئة المساءلة والعدالة التي حلت محل هيئة اجتثاث البعث وقد استبعدت 145 مرشحا من الانتخابات المقررة الشهر المقبل في العراق بتهمة الانتماء الى حزب البعث المنحل. واحمد الجلبي المشرف على هذه الهيئة كان حرض على الاجتياح الاميركي عام 2003 قبل ان تتدهور علاقاته بواشنطن.

واثار الجدل حول استبعاد اعداد من المرشحين من الانتخابات التشريعية توترا طائفيا في العراق ومخاوف لدى واشنطن التي تعتبر هذه الانتخابات اختبارا لجهود المصالحة بين السنة والشيعة تمهيدا للانسحاب الاميركي من العراق المقرر بحلول نهاية 2011.

وقال الجنرال ا دييرنو الذي سيستقبله الرئيس باراك اوباما اليوم في البيت الابيض ان علي اللامي واحمد الجلبي شاركا في عدة اجتماعات عقدت في إيران مع احد المعاونين المقربين من قائد فيلق القدس وهو وحدة في الحرس الثوري مكلفة القيام بعمليات سرية. واضاف في اشارة الى النظام الإيراني quot;نعتقد انهم ضالعون بشكل تام في التاثير على نتيجة الانتخابات وامكانية قيامهم بذلك هو مصدر قلقquot;.

وكان علي اللامي اعتقل عام 2008 بعدما اتهمته الاستخبارات الاميركية بالضلوع في اعتداءات استهدفت مدنيين وعسكريين اميركيين في بغداد، وافرج عنه في اب (اغسطس) عام 2009 لعدم وجود ادلة بحقه يمكن استخدامها في المحاكم العراقية على حد قول ادييرنو. واوضح quot;لم يكن لدينا سوى معلومات استخباراتية تربطه بهذا الهجوم فاضطررنا الى اطلاق سراحه مثلما فعلنا مع اخرينquot;.

وقال ان اللامي quot;ضالع منذ فترة من الوقت في انشطة مشينة للغاية في العراقquot; معتبرا quot;من المخيب للامل ان يعين شخص مثله على رأس هذه الهيئةquot;. وقال ا دييرنو ان انشطة طهران في العراق انتقلت من الوسائل quot;القاتلةquot; الى استخدام السبل السياسية والمالية لممارسة النفوذ. واضاف quot;ما زلنا نكتشف صواريخ إيرانية ومعدات اخرى مصنوعة في إيران وافرادا تدربوا في هذا البلد على شن هجمات على القوات الاميركية والعراقيةquot; غير ان هذه الانشطة باتت quot;اقل مما كانت عليهquot; في الماضي.