الأمير تركي الفيصل
الأمير تركي الفيصل

الكويت: حسمت 15 شخصية سياسية عربية أمرها بعد 6 أشهر من إشهار مجلس العلاقات العربية والدولية، وقررت مجتمعة أن تكون العاصمة الكويتية هي دولة المقر للمجلس الذي سيباشر مهام عمله عربياً ودولياً بقيادة رئيسه محمد جاسم الصقر الذي منح quot;إيلافquot; تصريحات خاصة حول التوجهات والمهام المستقبلية، والعديد من التفاصيل الفنية المتعلقة بعمل المجلس خلال المرحلة المقبلة، والتغيير الطفيف الذي حدث على تركيبة المجلس، الذي وافقت الحكومة الكويتية على قانونه الأساسي.

قال رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية في تصريحات خص بها quot;إيلافquot; أن عمل المجلس الذي أشهر أواخر العام الماضي، وأقر نظامه الأساسي أمس الأول سيصل الى تفاصيل سياسية لم تتمكن المؤسسة الرسمية العربية من الوصول إليها فيما يتعلق بالخلافات العربية البينية، خصوصا تلك المزمنة التي تحتاج الى الكثير من الجهد والمتابعة من خلال التواصل الدائم، لأنها ستسلك طريقها الى تلك الخلافات بأسلوب مباشر وسلس ومن خلال الحوارات الشعبية المكثفة، إذ أن العديد من المشكلات العربية لا تزال منذ عقود بدون أي حلول دائمة، لأن الدبلوماسية العربية الرسمية كان لديها بإستمرار أولويات مستجدة، كانت تصرف أنظارها عن المشكلات القديمة، وهو المجال الذي سيشهد تحركات مكثفة من قبل مجلس العلاقات العربية والدولية، الذي إتخذ هذا الإسم الجديد بعد أن ظل إسمه المعلن لاحقا لمرحلة الإشهار (المجلس العربي للشؤون الإقليمية والدولية)، إلا أن الصقر يشير الى أن الإسم القديم كان موقتا، ولغايات الإشهار، والإتفاق على النظام الأساسي الذي أعلن أمس الأول.

ووفقا للصقر الذي ظل رئيسا للبرلمان العربي الإنتقالي حتى تنحيه طوعا عن موقعه بسبب عزوفه عن المشاركة في الإنتخابات البرلمانية الماضة في بلاده التي جرت في الثامن عشر من أيار (مايو)، فإن quot;المجلس مؤسسة مجتمع مدني قومية عربية، تعنى بالسياسة الخارجية، وتكون عوناً لأصحاب القرار سواء للجامعة العربية أو وزراء الخارجية العرب، مشيراً الى أن كثيرا من الدول لديها مؤسسات تقوم بأبحاث وتعطي آراء لتساعد أصحاب القرار على اتخاذ القرار السليمquot;.

وأوضح في حديث خاص لـquot;إيلافquot; انه quot;تم بحث كل القضايا الرئيسية التي ستكون أساسيات العمل، لافتا الى ان قضية التمويل ستكون خاصة وليست تابعة للحكومات، كما ان العضوية تشترط ألا يكون أحد الاعضاء عضوا حاليا في اي من السلطات التنفيذية، مؤكدا ان المجلس لن يكون منافساً للحكومات بل مكمل لعملها من خلال المساعدة في المشورة واعطاء الرأي والمقترحاتquot;.

وقدم الصقر نبذة مختصرة عن فكرة انشاء المجلس، مشيرا الى أنه لاحظ بحكم خبرته السياسية كعضو مجلس أمة ورئيس للجنة الشؤون الخارجية لمدة أحد عشر عاماً، ورئيس للبرلمان العربي لمدة أربع سنوات وعضو مجلس العلاقات الخارجية الاميركي لمدة عشرين عاماً، أن quot;العالم العربي همّش دور مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالسياسات الخارجية، والتي غالباً ما يكون القرار في هذه الدول نابعا من الحكومات ممثلة بوزارة الخارجيةquot;.

الصقر متوسطا السنيورة والراشد أمس الأول خلال المؤتمر
الصقر متوسطا السنيورة والراشد أمس الأول خلال المؤتمر

وأوضح الصقر أنه quot;في الدول الديمقراطية يخضع القرار المعني بالسياسة الخارجية للمؤسسات والمجالس المتخصصة في مثل هذه القضايا، ومن ثم لا يخضع القرار في مثل هذه الدول للرؤساء، وانما يخضع الى دورة كاملة من الاستشارات في مختلف الجهات المعنيةquot;.

وجدد الصقر تأكيده quot;أن القرارات الخاصة بالسياسات الخارجية في العالم العربي تستأثر به الحكومات، ومن ثم فإن أغلب الحكومات العربية تفتقر الى الكثير من المشاركات الشعبية، ولا تأخذ مثل هذه القرارات الدورة الكاملة في البحث والتداول، مشيرا الى أنه تم بحث تأسيس المجلس مع أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، الذي أبدى ترحيبا كبيرا بالفكرة، وأصر على أن يكون عضوا فيه، مشيرا الى أنه سيمثل إضافة كبيرة للمجلس، لا سيما أن جامعة الدول العربية هي أم مؤسسات المجتمع المدني العربية quot;.

وردا على سؤال بشأن إمكانية حوار مباشر بين العرب وإيران عبر مجلس العلاقات العربية والدولية قال الصقر أنه إبان رئاسته للبرلمان العربي الإنتقالي فقد زار العاصمة الإيرانية والتقى عدة مسؤولين إيرانيين بغية التحضير لهذا الحوار، ولمس لدى الإيرانيين حماسة كبيرة لهذا المشروع، إلا أن إستقالته من رئاسة البرلمان العربي الإنتقالي كانت وراء تجميد الفكرة، التي سيحييها من خلال مجلس العلاقات العربية والدولية.

المؤسسون

وحول اللجنة التأسيسية للمجلس، قال الصقر أن المجلس يضم في عضويته ساسة عرب ليس لهم أي صفة تنفيذية في بلادهم، كاشفا عن إنضمام الأمير تركي الفيصل الى عضوية المجلس.

أما المؤسسين فهم: الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية، ورئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة، ورئيس وزراء العراق الاسبق د. اياد علاوي، ورئيس وزراء الأردن الأسبق، رئيس مجلس الأعيان د. طاهر المصري، ووزير الخارجية المصري السابق أحمد ماهر، ووزير الخارجية المغربي الأسبق محمد بن عيسى، ووزير الثقافـة اللبناني الأسبق د.غسان سلامة، ود. محمد جابر الأنصاري، ود. رياض الداودي، ومدير عام محطة العربية الإخبارية عبدالرحمن الراشد، والرئيس التنفيذي لبنك الكويت الوطني إبراهيم دبدوب، ومستشار غرفة تجارة وصناعة الكويت ماجد جمال الدين، ورئيس البرلمان العربي السابق محمد الصقر، والدكتور غانم النجار أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت.