التوقيع على اتفاقيات اقتصادية وثقافية على جدول زيارة فرانسوا فيون الى دمشق، أول رئيس وزراء فرنسي يزور سوريا منذ 1977. كما يبحث فيون مع المسؤولين السوريين تعزيز التعاون بين البلدين فضلا عن عدد من القضايا الإقليمية من بينها عملية السلام في الشرق الأوسط.

دمشق: بدأ فرانسوا فيون رئيس الوزراء الفرنسي الجمعة زيارة رسمية إلى سورية على رأس وفد رفيع تهدف لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وقد استقبل بشار الاسد الرئيس السوري، فيون مساء الجمعة في قصر الشعب حيث أقام مأدبة عشاء على شرفه. ووفقاً لفرانك موروا، المستشار في السفارة الفرنسية في دمشق فان وزيرة الاقتصاد كريستين لاغارد التي زارت سورية نهاية العام الماضي ستفتتح صباح السبت (ملتقى رجال الأعمال السوري ـ الفرنسي) الذي ينظمه مجلس الأعمال المشترك للبلدين إلى جانب نائب رئيس الوزراء عبد الله الدردري.

كما يجري فيون محادثات مع نظيره السوري محمد ناجي عطري، يليها توقيع عدة اتفاقيات بين البلدين في المجالات الاقتصادية والثقافية، قبل أن يغادر فيون والوفد المرافق إلى الأردن، ثاني جولاته الشرق أوسطية.

وأكّد موروا أهمية زيارة رئيس الوزراء الفرنسي لسورية، وما يمكن أن تحققه من دفع للعلاقات الاقتصادية والثقافية بين البلدين، وقال في تعليق لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء quot;خلال زيارة فيون لدمشق سيبحث مع القيادة السورية تطوير العلاقات الثنائية، ويتبادل معها وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية من بينها عملية السلام في الشرق الأوسط، والوضع على الساحة الفلسطينية والعربية والوضع في العراقquot;، وأضاف quot;كما سيتم التوقيع غداً على عدة اتفاقيات اقتصادية وثقافية، معظمها اتفاقيات بسيطة، إلا أن أهم ما فيها هو التوقيع على اتفاق لبيع سورية طائرات صغيرة ومتوسطةquot;.

ومن المتوقع أن يتم ابرام اتفاق بين شركة (أي تي آر) الفرنسية ـ الإيطالية لتزويد سورية بطائرتين صغيرتين من طراز 72 تتسع كل منها لـ 66 راكباً، وهو حل بديل غير كاف في ظل تعثر صفقة بيع طائرات إيرباص لسورية بسبب العقوبات الأميركية على سورية، والصفقة لا تخضع لحظر البيع الأميركي كون أقل من عشرة بالمائة من مكوناتها أميركيا.

وكانت سورية وقعت مذكرة تفاهم مع شركة إيرباص الفرنسية بداية العام الماضي تتضمن شراء 14 طائرة يتم تسلمها خلال ثماني سنوات، و36 طائرة أخرى خلال العشر سنوات التي تليها، لكن العقوبات الأميركية على سورية حالت دون ذلك.

وتأمل سورية أن تخفف هذه الصفقة من الضغط على الأسطول السوري الذي لم يعد فيه سوى طائرتين عاملتين بحالة جيدة، والباقي متوقف أو شبه متوقف. وللزيارة ايضا جانب ثقافي، اذ سيوقع خلالها وزير الثقافة الفرنسي فريديريك ميتران اتفاقا لبناء شبكة متاحف حديثة وتأهيل نحو ثلاثين موقعا اثريا.

ويزور فيون سورية برفقة وفد رفيع المستوى يضم في عضويته وزيرة الاقتصاد كريستين لاغارد والثقافة والاتصالات فريديريك ميتران، ووزير العلاقات مع البرلمان هنري دورينكور، ومدير الوكالة الفرنسية للتنمية جان ميشال سيفرينو، ورئيس معهد العالم العربي دومينيك بوديس، ورئيس متحف اللوفر هنري لواريت، وخمسة نواب فرنسيين، وعدد كبير من رجال الأعمال، ومن المقرر أن يتم التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين في المجال الاقتصادي وعلى صعيد التعاون التعليمي وخاصة الجامعي. وبعد دمشق يزور فيون الأردن مساء السبت في زيارة تستمر يومين أيضاً

وتأتي زيارة فيون إلى سورية بعد أيام من زيارة مبعوث الرئيس الفرنسي الخاص لسورية فيليب ماريني الذي التقى الرئيس الأسد واطلع على الاتفاقيات المتوقع توقيعها بين سورية وفرنسا خلال زيارة رئيس الوزراء الفرنسي.

يشار الى ان فيون هو اول رئيس وزراء فرنسي يزور سوريا منذ 1977. وكان فيون قال في مقابلة مع صحيفة الوطن السورية نشرت الخميس ان زيارته تهدف الى ترسيخ العلاقة مع سوريا والسماح بالعبور الى مرحلة تالية، لافتا الى انه سيعرض على دمشق quot;شراكة شاملةquot;. واعرب فيون في حديثه الى الوطن عن امله في ان تجد سوريا والولايات المتحدة quot;سبلا للتقاربquot;، وخصوصا اثر اعلان تعيين سفير اميركي في دمشق بعد خمسة اعوام من الغياب.

وتأمل باريس بزيادة تبادلها التجاري مع سوريا التي بلغت نسبة النمو فيها ثلاثة في المئة خلال 2009 وفق صندوق النقد الدولي.

يذكر ان فرنسا تحتل المرتبة الرابعة عشرة بين الدول المستثمرة في سوريا، وتبدي اهتماما كبيرا بمشروع اقامة مترو انفاق في دمشق العام 2016.