فيون في الجامع الأموي

على الرغم من وجود quot;خلافاتquot; عميقة حول الملف الإيراني، تريد باريس الاستفادة إقتصاديًا من تقاربها مع دمشق، وهو الهدف الأساسي لزيارة رئيس الحكومة الفرنسية إلى العاصمة السورية الذي طالب من جهة ثانية السوريين ببذل مزيد quot;من الجهودquot; لتحقيق السلام في المنطقة.

دمشق: أعرب رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون في مؤتمر صحافي عقده خلال زيارته لدمشق عن رغبته في تعزيز الشراكات الاقتصادية بين البلدين التي اعتبر انها quot;لا تزال اقل بكثير مما يمكن ان تكون عليهquot; ومعتبرًا أنها quot;ليست على مستوى العلاقات السياسيةquot;.

إلا انه قال في افتتاح منتدى اقتصادي في العاصمة السورية قبل ذلك ان quot;احد الشروط لاستمرار التنمية الاقتصادية في سوريا هو السلام والامن في المنطقةquot; وهما النقطتان اللتان quot;تستطيع سوريا ان تمثل في اطارهما دورًا اساسيًّاquot; حسب قوله.

واضاف quot;اذا كانت فرنسا قد اختارت استئناف الحوار وتعزيزه مع سوريا، فلأننا نعتقد أن لسوريا دورًا أساسيًّا في إرساء السلام في الشرق الاوسطquot;، مؤكدًا أن quot;ما يجب ان يسود هو الحقيقة والشفافيةquot;. وتابع quot;من اجل تحسن الوضع، على كل طرف ان يبذل جهودًاquot;. واعتبر ان خيار فرنسا بالتقارب مع سوريا منذ العام 2008 كان quot;خيارًا مناسبًاquot;، مضيفًا ان الولايات المتحدة quot;قلدتquot; فرنسا في هذا المجال في إشارة إلى بداية تقارب أميركي سوري.

وحول عدد الملفات التي يمكن ان تكون سوريا مفيدة في اطارها، شدد على الملف الإيراني حيث لا تزال طهران ترفض تعليق نشاطاتها النووية، على الرغم من العقوبات التي فرضها عليها مجلس الامن حتى الان. واعتبر فيون ان quot;السلام يمر بتغيير موقف الحكومة الإيرانيةquot;، مضيفًا ان quot;إيران لا تحترم القواعد الدولية وتنتهك على الدوام قرارات مجلس الامنquot; الدولي.

ورأى فيون ان التقرير الاخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول إيران quot;مقلقquot; ولم يستبعد قيام مجلس الامن quot;باعتماد اجراءات جديدة خلال الاسابيع القليلة المقبلةquot;. واضاف quot;لقد مددنا اليد الى الحكومة الإيرانية من دون ان ننجحquot; واعرب عن الامل بان quot;تساعدنا سوريا في هذه الجهود لكي تتراجع إيران عن اتخاذ قرارات خطرة على السلام في العالمquot;.

في سوق الحميدية

من جانبه، أكّد رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري ان دمشق دعمت على الدوام الاستخدام السلمي للطاقة النووية، داعيًا الى quot;نزع الاسلحة النووية من المنطقةquot; لأن التهديد مصدره اسرائيل. ولم تعترف اسرائيل يومًا بأنها تملك ترسانة نووية، لكن خبراء اجانب يؤكدون ان الدولة العبرية تملك 200 رأس نووي وصواريخ بعيدة المدى.

وحول مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين المتوقفة منذ الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في شتاء 2008، كرر فيون ان باريس لن تتنازل عن quot;امن دولة اسرائيل والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية ضمن حدود معترف بها وامنةquot;، مؤكدًا ان quot;الموضوعين متلازمانquot;.

وشدد على انه يولي موضوع quot;المصالحة الفلسطينيةquot; بين حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة والسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس quot;اهتمامًا بالغًاquot;، معتبرًا ان هذه المصالحة quot;تمر بتخلي حماس عن العمل المسلحquot; ضد اسرائيل. وكرر ان فرنسا quot;مستعدة للمشاركة في احياء الحوار بين سوريا واسرائيل، بمشاركة تركيا التي يمكنها ان تؤدي دورًا اساسيًّاquot;.

واضاف quot;نبذل كل ما هو ضروري لاستئناف الحوارquot; الذي علق بسبب الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة. وتعليقًا على عملية اغتيال احد قادة حركة حماس في دبي الشهر الماضي التي نسبت الى الاستخبارات الاسرائيلية، قال فيون ان quot;الاغتيال ليس اسلوبًا يعتمد في العلاقات الدوليةquot;. وقال ان quot;فرنسا تدين الاغتيال. وإن عمليات الاغتيال يجب ان تدان من حيثما اتت، وأيًا كان الطرف الذي خطط لهاquot;.

وطالب فيون من دمشق بالتدخل للافراج عن الفرنسية كلوتيلد ريس المحتجزة في إيران معتبرًا ان هذه المواطنة الفرنسية quot;محتجزة في إيران في شكل ظالمquot;. واضاف quot;انها امراة بريئة لا سبب لتوقيفها وينبغي اذا الافراج عنها في اسرع وقت من دون شروطquot;.

وتابع فيون quot;تلك هي الرسالة التي نوجهها الى الحكومة الإيرانية، وأودّ مجددًا ان اشكر الرئيس (بشار) الاسد لمساعدتنا في ايصال هذه الرسالةquot;. وعلى الصعيد الاقتصادي، تم توقيع عقد بقيمة 27 مليون يورو لبيع طائرتي شحن وتأجيل توقيع بروتوكول لبيع الخطوط الجوية السورية 14 طائرة من طراز ايرباص.

واشار فيون الى ان مشروعًا لانشاء مترو جديد في دمشق ومحطة جديدة في المطار quot;قد يكونان رمزًا للتعاون المثمر بين بلديناquot;. وغادر فيون العاصمة السورية مساء السبت ووصل الى عمان في زيارة رسمية الى الاردن.