وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري مع نظيره الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس |
أكد المغرب اليوم أن الملك محمد السادس سيغيب عن القمة المغربيّة - الأوروبيّة المقبلة، وأعلن وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري، أن رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي سيترأس وفد بلاده الى قمة غرناطة التي ستعقد في السابع والثامن من الشهر المقبل.
الرباط، وكالات: أعلن وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري، أن رئيس وزراء بلاده هو الذي سيقود الوفد المغربي إلى القمة الأولى بين المغرب والاتحاد الأوروبي التي ستعقد في السابع والثامن من الشهر المقبل، في مدينة غرناطة، في ظل الرئاسة الإسبانية للاتحاد، واصفاً الوفد بالمهم. وبذلت إسبانيا جهوداً دبلوماسية مكثفة منذ مدة، من أجل ضمان حضور الملك محمد السادس.
وتعلق الحكومة الاشتراكية في مدريد، أهمية كبرى على القمة، كونها ستمنح إسبانيا دفعاً معنوياً قوياً خلال رئاستها للاتحاد، وخاصة أنها البلد الأوروبي المتضرر أكثر من غيره من الأزمة المالية العالمية، كما أن القمة ستعقد ضمن إطار سياسي جديد بعد التعديلات التي أدخلت على هياكل الاتحاد الأوروبي.
واختارت إسبانيا أن تتم المراسم الرسمية للقمة المرتقبة في قصر الحمراء التاريخي، على اعتبار أن المكان وكذلك المدينة، حافلان بالرموز والدلالات التاريخية التي تذكر بمجد الحضارة العربية الإسلامية في الربوع الأيبيرية والتي ساهم المغرب بالنصيب الأوفر في قيامها واستمرارها عبر القرون الماضية.
وأملت في أن يكون المكان حافزاً سياسياً وثقافياً للعاهل المغربي، لكي يسافر إلى غرناطة. ويضيف الإسبان سببا آخر جعلهم يتشبثون بمشاركة الملك محمد السادس، يتمثل في أن حضوره يعني مشاركة العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس ورئيس الاتحاد الأوروبي الجديد هيرمان فان رومبوي، ورئيس المفوضية الأوروبية خوصي مانويل باروصو، إضافة إلى الممثلة الأسمى للسياسة الخارجية التي تقود دفتها البريطانية كاترين أشطون.
هذا، وورد إعلان وزير خارجية المغرب في معرض لقاء مع الصحافة اليوم الأربعاء، عقب المباحثات التي أجراها في الرباط مع نظيره الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس الذي حل في العاصمة المغربية في محاولة أخيرة للحصول على تأكيدات بمشاركة العاهل المغربي، طبقا للأمنية التي أعرب عنها الإسبان، على اعتبار أن القمة هي الأولى منذ أن منح الاتحاد الأوروبي صفة الوضع المتقدم للمغرب في أكتوبر/ تشرين الأول 1998 وأن غياب الملك عنها قد يشكل إحراجا للإسبان على صعيد البروتوكول، كما قد يعرض حكومة مدريد للنقد من طرف المعارضة التي ستتهمها بالعجز عن إقناع شريك للاتحاد الأوروبي من حضور حدث تاريخي غير مسبوق.
وقال الفاسي الفهري ان مباحثاته مع موراتينوس تندرج في اطار الحوار المنتظم بين المغرب واسبانيا والمشاورات المثمرة حول القضايا ذات الاهتمام المشترك الرامية الى تجديد آليات الحوار والتعاون الثنائي. واضاف أن رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي سيترأس وفد بلاده الى قمة غرناطة.
وأشار إلى أن مباحثاته مع نظيره الاسباني تطرقت أيضا الى القضايا المتعلقة بالجالية المغربية المقيمة في أوروبا واتحاد المغرب العربي بالاضافة الى الوضع في افريقيا. وفي ما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط أكد الفاسي الفهري ضرورة استئناف المفاوضات من أجل اقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف مشددا في هذا السياق على حل دولتين تعيشان جنبا الى جنب في اطار السلم والأمن.
من جانبه قال موراتينوس اليوم إن قمة الاتحاد الأوروبي - المغرب تشكل quot;لحظة تاريخيةquot; لتعزيز العلاقات بين الرباط والتكتل الاوروبي. واضاف موراتينوس ان القمة quot;ستعطي دفعة جديدة للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمغربquot; كما quot;ستشكل فرصة لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك خاصة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية من أجل مواكبة الاصلاحات التي يقوم بها المغرب لضمان اندماجه في الاتحاد الأوروبيquot;.
ولم يعط رئيس الدبلوماسية المغربية إيضاحات عن طبيعة الوفد الوزاري المشارك في القمة، لكن مصادر إسبانية أشارت إلى أنه سيضم على الأغلب وزراء المالية والتجارة والصناعة والنقل إضافة إلى وزير الخارجية.
إلى ذلك أوضح وزير خارجية المغرب إن الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة بين بلاده وإسبانيا ستنعقد في المغرب دون أن يحدد موعدها ومكانها. ولم تعلق مدريد على مستوى مشاركة المغرب في القمة، ويبدو أنها تفهمت الأسباب التي أعرب عنها الجانب المغربي.
التعليقات