تشهد دمشق حملة إنتخابيّة عراقيّة، فصور المرشحين للإنتخابات وملصقاتهم تملأ شوارعها،جالت إيلاف في العاصمة السورية، لإستطلاع أراء العراقيين المتواجدين عن مشاركتهم في عمليّة الإقتراع أو عدمها .
عبد الرحمن الماجدي من دمشق: منذ أيام وشوارع دمشق تشهد ظاهرة، تبدو لبعضهم غريبة، فأجواء الشوارع وملصقاتهاتظهر أن البلد مقبل على انتخابات حادة في التنافس، مع حدة الوعود وتوسلات أصحاب صور الاعلانات بانتخابهم. حيث لاتحدد الاعلانات بعبارات واضحة، بل غاب عن بعضها الاشارة إلى أن هذه الاعلانات لمرشحين عراقيين يتنافسون على مقاعد البرلمان العراقي المترنح تحت وابل ضربات المتنافسين، وقد انتشرت لكماتهمتحت وفوق الحزام.
اينما وليت وجهك في شوارع دمشق، ثمة اعلانات يكبر أو يصغر حجمها لمرشح عراقي، لتنتبه بعد التدقيق في أحزاب وقوائم هؤلاء المرشحين أن ثمة توزيع من قبل لاصقي هذه الاعلانات نحو كل حي وشعبية كل حزب عراقي وطائفة أو قومية.
ففي وسط دمشق ثمة حضور طاغ لائتلاف العراقية بقيادة رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي ( السوريون يسمونه إياد والعراقيون أياد)، وفي داخل أحياء دمشق تبرز صور بقية أعضاء ائتلاف العراقية الذي نال شهرة كبيرة بعد ازمة الاجتثاث، التي باتت معها شهرة النائب المبعد صالح المطلك اكثر من شهرة حليفه أياد علاوي نفسه. لكن في أحياء مثل الزاهرة هناك حضور لاعلانات الائتلاف الوطني (الشيعي) خاصة لمرشحي هذا الائتلاف لرئاسة الوزراء عادل عبد المهدي نائب رئيس جمهورية العراق، وباقر الزبيدي وزير المالية في صورتين ملتصقتين. ليعاود أياد علاوي وحلفائه للظهور في حي جرمانا بصور كبيرة جداً حيث يلحقون أي عبارة ترويجية بالاشارة الى أن المرشح من قامئة أياد علاوي.
أما إئتلاف دولة القانون فمكانها مع منافسه الائتلاف الوطني، فصور مرشحيه في حي السيدة زينب الذي يغلب على معظم سكانه من الشيعة العراقيين مناصرة رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي. ليتنافس مرشحو الكرد في حي برزة الابعد عن جرمانا والست زينب. كذلك صور رئيس البرلمان السابق محمود المشهداني الذي يشترك مع وزير الداخلية جواد البولاني في ائتلاف وحدة العراق تنشر بحجم كبير في عدد من شوارع دمشق. واللافت أن معظم السكان السوريين وبعض العراقيين لايعرفون الكثير من هؤلاء المرشحين الذين اضطروا لالحاق عبارة ( من قائمة علاوي أو المالكي أو البولاني) ليتعرف عليهم السكان العراقيون في دمشق.
إيلاف سالت عدداً من العراقيين عن توجهاتهم الانتخابية وان كانوا سيصوتون في الانتخابات التي ستسبق انتخابات داخل العراق، فقد تساءل بائع الشاي في حي جرمانا عن جدوى الوعود من مرشحين تمت تجربتهم طوال الفترة الماضية ولم يقدموا شيئاً. وإن كان التصويت سيجدي نفعا مادامت نفس الوجوه ستتكرر. وهو لم يحسم امره بعد للتصويت لأي مرشح أو للاشتراك في التصويت حتى. مطالباً بمرشح صادق وهو أمر نادر حسب كريم الذي يقول إنه يبيع الشاي في الشارع منذ نحو سنتين ولم يهتم به وبإسرته أحد.
أما الناشط في الترويج لأحد المرشحين من كوتا الاقليات فيقول لايلاف أنه ينتظر، سيتوجه هذا اليوم لاستحصال الموافقة الأمنية للصق إعلانات ابن عمه المرشح المستقل في أربيل. ويضيف أسامة بأنه يخشى من حصول تزوير في الانتخابات من قبل الاحزاب الكبيرة وذات النفوذ المالي. كاشفاً عن ماوصفها بمحاولة جرت قبل أيام من قبل إحدى السيدات التي اتصلت بعدد كبير من العراقيين مقدمة نفسها بانها من إئتلاف العراقية ومنشغلة بجمع بينات اكثر عدد من العراقيين لغرض احصائهم. لكن اتضح أن هذه السيدة ليست من ائتلاف العراقية بعد الاتصال بمكتبهم في دمشق ولاعلم لمكتب مفوضية الانتخابات بأي احصاء.
ويفسر اسامة ذلك بأنه محاولة لتجهيز هذا الاسماء للتصويت فيها في مراكز انتخابية اخرى خاصة مع عدم وجود تدقيق كاف في انتخابات الخارج حيث يعتمد في انتخابات الداخل على البطاقة التموينية ووجود مركز انتخابي يحوي اسم الناخب، لايمكنه الانتخاب الا فيه وهو غير متوفر في انتخابات الخارج حسب أسامة. لكن مفوضية الانتخابات تنفي القدرة على التزوير مع وجود الحبر والمراقبين المستقلين وممثلي الكيانات.
سائق التاكسي السوري يتمنى أن يتفق العراقيون على مرشح يوفر لهم الاتفاق ويبعدهم عن الطائفية كي لاينزلق البلد طائفيا كما في لبنان، حسب محمود، الذي يقول أن الشام لم تشهد هكذا اعلانات سوى لمرشحي انتخابات مجلس الشعب أو غرفة التجارة أو الصناعة. معللا انتشار ملصقات المرشحين العراقيين بكثرة في دمشق بوجود عدد كبير من العراقيين كلاجئين او عاملين أو رجال أعمال. ففي الانتخابات البرلمانية اللبنانية لم يتنافس أحد من المرشحين اللبنانين في شوارع دمشق.
أما أنور الموظف الحكومي فيتمنى فوز (إياد علاوي) كي يبتعد العراقيون عن الطائفية التي كادت ان تصل لجوار العراق. وهو مقبول عربياً أيضاً وان فاز رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي فيرى أنور أن الرجل يبدو له مقبولا وصادقاً لولا مشاكله مع دول الجوار حيث تكاد تبدو العلاقات العربية مع العراق بوجوده منقطعة.
أما أبوة يعرب، وهو فلسطيني سوري يسكن مخيم اليرموك حيث تزدحم أعلانات المرشحين بشكل لافت، فيقول إنه لايحب علاوي ويرى أي رئيس وزراء سواه أفضل ويبين سبب عدم محبته له اعتراف علاوي قبل سنوات بأنه على اتصال بنحو عشرين جهاز مخابرات أجنبية. لكن العراقي سجاد الذي يبدو متدينا بأن العراق لايصلح له سوى الاسلام المعتدل على النموذج التركي مع تحسينات عراقية يرى أن المالكي اكتسب خبرة في حكم العراق ويقترح على الجميع ترشيحه.
في مكتب الخطوط الجوية العراقية في شارع الفردوس يتذمر أحد الموظفين قائلا لإيلاف : انظر ماذا فعل وزير النقل الذي تريدون انتخابه؟ لقد ألغى نسبة التخفيض (30%) الذي كان لكم كصحافيين والفنانين وحتى الدبلوماسيين بعد أن كان أقره الوزير الذي قبله، مفضلا اختيار وزير غيره يتفهم مشاكل موظفي الوزارة ويراعي سمعتها التي ليس بالضرورة تحقيق اكبر نسبة سنوية الارباح على حساب هذه السمعة. حسب قول هذا الموظف. يذكر أن نحو مليوني عراقي يعيش في سوريا حسب السلطات السورية ونحو نصف مليون أو اقل حسب السلطات العراقية ومن المنتظر أن يشكل تصويتهم نسبة لابأس بها من أصوات الخارج
التعليقات