يشكك الخبراء في احتمال ان تثبت الانتخابات العراقية التي تجرى بعد سبعة اعوام على غزو العراق، صحة موقف الرئيس الاميركي السابق جورج بوش، لكنهم يقرون في الوقت نفسه بتقدم ملحوظ للديموقراطية في البلاد.

واشنطن: يطرح تقرير لمجلة نيوزويك الاسبوعية الصادرة هذا الاسبوع بعنوان quot;النصر، اخيراquot;، هذه الاشكالية ويبدأ بتصريح للرئيس الاميركي السابق الذي امر باطاحة نظام صدام حسين حيث قال quot;الديموقراطية ستنتصر في العراقquot;.

وادلى بوش بتصريحه هذا في تشرين الثاني/نوفمبر 2003 بعد ان تحول الانتصار السهل والسريع في العراق الى جحيم للقوات الاميركية في هذا البلد، ومعاناة اكبر للشعب العراقي الذي بات اسيرا وضحية لنزاع مروع.

وكتبت المجلة ان quot;خطاب بوش حول الديموقراطية حمل اصداء سخرية مريرة .. وكذلك ظهوره قبل اشهر مفاخرا على متن حاملة طائرات امام لافتة ضخمة تقول quot;المهمة انجزتquot;. واستخدمت الصحيفة صورة ذاك الحدث على غلافها.

بالرغم من ذلك quot;برز في العراق شيء يشبه الديموقراطية الى حد بعيدquot;، على ما اكدت المجلة عشية الانتخابات النيابية المقررة الاحد معتبرة ان العراق الجديد قد يمثل quot;حقبة جديدة في تاريخ الشرق الاوسط البعيد كل البعد عن الديموقراطيةquot;.

وقالت المحللة نورا بنساحل من منظمة quot;راندquot; لوكالة فرانس برس ان quot;الوضع في العراق اكثر تعقيدا مما يوحي به تقرير نيوزويكquot;. وتابعت quot;لا نقاش في ان صدام حسين لما كان غادر السلطة وان النظام الديموقراطي لما كان انشئ عام 2003 لولا الاجتياحquot;.

واضافت quot;لكن قرارات الرئيس بوش حول قيادة الحرب، وخصوصا ما بعد الحرب، ادت الى تراجع العملية الديموقراطية التي كان يمكن ان تكون افضلquot;. وتابعت بنساحل quot;ان مجرد وجود حكومة فاعلة في البلاد تقر القوانين وتنفذ بعضها، مؤشر ايجابي جدا على طريق احلال الديموقراطيةquot;.

واوضحت ان الوضع افضل بكثير مما كان يمكن توقعه قبل عامين، مشيرة في الوقت نفسه الى العناصر المجهولة الكثيرة والخطيرة في فترة ما بعد الانتخابات، كوضع المناطق الكردية وتوزيع عائدات النفط والعلاقة بين السلطة الفدرالية والاقاليم، الخ.

ولخص مايكل اوهانلن من مؤسسة بروكينغز في رسالة الكترونية لوكالة فرانس برس quot;لدي امل من اجل العراق، لكن ما زال ينبغي القيام بالكثيرquot;. وذكر اوهانلن ان استحقاق الاحد يأتي بعد انتخابات اولى عام 2005، مشيرا الى ان quot;الانتخابات الثانية محورية لانها تثبت ترسخ الممارسات، بما في ذلك انتقال السلطة سلميا بين اكثريتينquot;. وختم الخبير بالقول quot;تقنيا، ان نيوزويك محقة لان العراق ديموقراطيةquot; مضيفا ان الصحيفة تتسرع قليلا في الاستنتاجات.

على عكس نيوزويك، هاجم الصحافي الاميركي مايكل هايستينغز الذي يقوم بمهمة في العراق حاليا، عبر مدونة ديلي بيست، داعمي الحرب السابقين في العراق الذين يؤكدون مع اقتراب الانتخابات quot;الحرب كانت مريعة، بالطبع، لكن في النهاية كنا محقينquot;. واضاف ان الاستحقاق المرتقب الاحد quot;قد يكون نفس الديموقراطة الاخير قبل ان تغرق البلاد مجددا في السلطوية المعهودةquot;.