حذرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الكونغرس من اعتماد قرار يصنف مجازر الارمن التي ارتكبت في ظل الحكم العثماني بانها ابادة.

واشنطن: اتصلت كلينتون الاربعاء برئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب هاورد بيرمان عشية مناقشة اللجنة الخميس قرارا رمزيا يستخدم عبارة quot;ابادة الارمنquot;، بحسب المتحدث باسم مجلس الامن القومي مايكل هامر. وقال هامر في بيان ان كلينتون اكدت في الحديث انه في حال مضى الكونغرس قدما في اعتماد القرار، quot;فسيضع العراقيل امام تطبيع العلاقاتquot; بين تركيا وارمينيا.

وضاعفت انقرة الضغوط للحؤول دون تمرير القرار. واتصل الرئيس التركي عبد الله غول مساء الاربعاء بنظيره الاميركي باراك اوباما لبحث هذه المسألة، فيما حض وزير خارجيته احمد داود اوغلو النواب الاميركيين بالتصويت على القرار بالرفض.

وصرح داود اوغلو في انقرة quot;تشهد العلاقات التركية الاميركية مرحلة مهمة جدا تحتاج فيها الى التعاون الاستراتيجي على اعلى المستويات في تاريخهاquot;. وتابع quot;اتخذنا خطوات بالغة في الاهمية باتجاه تطبيع كامل في القوقاز. ينبغي تجنب زعزعة هذه الجهودquot;، في اشارة الى عملية التطبيع الحساسة للعلاقات التركية الارمنية. لكن بيرمان اكد في كلمة قبل تصويت اللجنة صباح الخميس quot;لا شيء يبرر تجاهل تركيا حقيقة الابادة الارمنيةquot; وحث النواب على تبني القرار.

ويدعو النص الذي لا يتمتع بقوة قانونية الرئيس الاميركي الى quot;ان يسمي بدقة التصفية المنتظمة والمتعمدة لمليون ونصف مليون ارمني بانها ابادةquot;. وتشكل مسألة الابادة الارمنية حقل الغام دبلوماسيا. فالارمن يضغطون من اجل اعتبار المجازر وعمليات الترحيل التي تعرضوا لها بين 1915 و1917 ابادة، حيث ادت بحسبهم الى مقتل اكثر من مليون ونصف مليون في صفوفهم. غير ان تركيا تعترف يمقتل 300 الى 500 الف فحسب، لا بسبب حملة تصفية، بل بسبب الفوضى التي سادت في السنوات الاخيرة من حياة الامبراطورية العثمانية، بحسبها.

وترفض تركيا قطعا مفهوم الابادة الذي اقرته فرنسا وكندا والبرلمان الاوروبي. وكان اوباما وعد في حملته الانتخابية باقرار الابادة الارمنية غير انه امتنع عن استخدام هذه العبارة فيما دعمت بلاده اعادة فتح الحدود واقامة علاقات دبلوماسية بين تركيا وارمينيا.