عشية انعقاد اول قمة تجمع المغرب والاتحاد الأوروبي، اشاد مصدر بالعلاقة الاستراتيجية بين الجانبين.

الرباط: اشاد مصدر أوروبي، بانعقاد القمة الأولى التي ستجمع المغرب بالاتحاد الأوروبي في مدينة غرناطة الإسبانية يومي 6و7 من الشهر الجاري، واصفا علاقة الشراكة بين الجانبين بالخيار الاستراتيجي.

كما اشار المصدر إلى المعاني الرمزية الكثيرة التي ترمز إليها القمة، على اعتبار أنها الأولى في ظل الرئاسة الإسبانية والهياكل الجديدة للاتحاد التي تم إقرارها في قمة لشبونة ، والتي بمقتضاها أصبح رئيس الاتحاد هو من يمثل الدول الأعضاء عندما يتعلق الأمر بلقاء على مستوى رفيع مع الخارج كما هو الحال في القمة الحالية.

وسيرافق رئيس الاتحاد، مانويل باروصو رئيس المفوضية ، والمفوضين الأوروبيين المكلفين بالتجارة وسياسة الجوار ، بينما يشارك رئيس الوزراء الإسباني خوسي لويس ثباتيرو، ووزير خارجيته ، ميغل أنخيل موراتينوس ، بصفتهما ممثلي البلد المضيف.

وأضاف المصدر الأوروبي، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإسبانية، أن الأهمية الأخرى للقمة ، تكمن في مكان الانعقاد إي إسبانيا وغرناطة ،لما يرمزان إليه اسمهما في الماضي ، فضلا عن أنها المرة الأولى التي تلتقي فيها أوروبا بدولة من الضفة الجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط.

ووصف المصدر العلاقات مع المغرب بالمهمة جدا ، وأعرب عن الشكر للرباط كونها راهنت على الشراكة مع أوروبا في فترة انتقالية لم يتردد المصدر في وصفها بالصعبة، يمر بها الاتحاد الأوروبي حاليا، إذ يتم خلالها اختبار الآليات الجديدة التي تم إقرارها ؛ كما أبدى المصدر ارتياحه في ذات الوقت ، كون المغرب أعرب عن استعداده للمضي في إكمال الإصلاحات السياسية والاقتصادية والمؤسساتية التي بدأها منذ مدة ، مبرزا أن الجانب الأوروبي سيطلب منه بإلحاح الاستمرار في نفس النهج دون أن يكون ذلك مصدر إزعاج له أو مستغربا من طرف الاتحاد.

وطبقا لما أوردته مصادر أوروبية ، فإن القمة ستبدأ فعليا ، مساء السبت بمأدبة عشاء رسمية.و صباح الأحد ، تعقد جلسة عمل ، يتوقع أن لا تدوم أكثر من ساعتين، سيتم خلالها استعراض التحديات الكبرى المشتركة التي تواجه الجانبين وخاصة ما يتعلق بالمحافظة على البيئة والتقلبات المناخية فضلا عن قضايا الهجرة وتداعيات الأزمة المالية العالمية ، كما سيتم في ذات الاجتماع تحليل التطورات الأخيرة في المغرب والاتحاد الأوروبي.

إلى ذلك لم تستبعد المصادر الأوروبية أن يتضمن بيان القمة الإشارة إلى نزاع الصحراء وتطورات مراحل القضية الفلسطينية حيث سيؤكد الاتحاد مواقفه المبدئية المعلنة بهذا الخصوص المتوافقة مع قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية.

إلى ذلك، لم تؤثر الحملات الإعلامية التي تقوم بها منذ أيام ، جهات إسبانية مساندة لجبهة البوليساريو، على مجريات اجتماعات الخبراء التي تسبق القمة وفي هذا الصدد عبر مسؤولون من حكومة الأندلس المستقلة ،عن ارتياحهم للنتائج التي انتهى إليهاquot; منتدى السلطات المحليةquot; الذي شارك فيه أكثر من 150 مندوبا يمثلون بلديات عدد من دول الاتحاد الأوروبي إضافة إلى المغرب، حيث نوقشت في الاجتماع بعمق قضايا اللامركزية وتقريب المصالح والخدمات من المواطنين. وفي هذا الإطار جرى التنويه بالتوجه الذي يتهيأ المغرب للانخراط فيه في إطار الجهوية (المناطق) التي ستمنح بمقتضاها صلاحيات واسعة في مجال تدبير الشأن المحلي ، لتتحرر الأطراف من التبعية الإدارية الصارمة للمركز.

وفي هذا السياق، سبق لكاتب الدولة الإسباني المسؤول عن التعاون بين الأقاليم ، غاسبار ثارياس، أن عبر عن استعداد بلاده لمد الجانب المغربي بكل المساعدات والخبرات الفنية التي حققتها بلاده في مجال quot;الحكومات المستقلةquot; للاستفادة منها في بناء مشروع نظام الجهات الذي أعلن المغرب الشروع فيه منذ مطلع السنة الجارية بإحداث لجنة استشارية عهد إليها الملك محمد السادس، بلورة مشروع الجهة الملائم للبلاد.

على صعيد آخر، سبب غياب المسؤولة عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ،كاترين أشطون، عن القمة إحراجا للرئاسة الإسبانية ، بحجة أن الجانب الأوروبي ممثل على أعلى مستوى، حسبما صرحت به المتحدثة باسمها ، التي أضافت أن أشطون مرتبطة بالتزامات أخرى .

وكانت quot;اشطون quot; أشعرت مدريد بغيابها عن قمة غرناطة لكن إسبانيا لم تستسغ موقفها، خاصة وأن القمة ستناقش قضايا مهمة من صلب السياسة الخارجية الأوروبية من قبيل أزمة الشرق الأوسط.