وعد مسؤولون سعوديون بالاهتمام أكثر بجدة المنطقة التراثية التي عانت من خمسةحرائق خلال السنوات الخمس الماضية. وقال عبد الله الجداوي مدير عام الدفاع المدني بجدة لـ إيلاف إنهم سوف يعملون على تركيب شبكة إطفاء متقدمة تغطي كامل المنطقة التاريخية.

جولة للمسؤولين السعوديين

أمل إسماعيل من مكة: شهدت المنطقة التاريخية في جدة تحركاً رسمياً مهماً من قطاعات عديدة وعلى رأسها الهيئة العليا والآثار السعودية إثر الحرائق التي طالت المنطقة وأتلفت العديد من مبانيها وحرق أخرى بشكل جزئي وسط مطالبات من المهتمين بالمحافظة على تراث جدة.

ووعد مسؤولو الدفاع المدني بالاهتمام أكثر بالمنطقة التاريخية حيث قال مدير عام الدفاع المدني بجدة عبد الله الجداوي لإيلاف إنهم سوف يعملون على تركيب شبكة إطفاء متقدمة تغطي كامل المنطقة التاريخية.

وعقدت اللجنة العليا لتطوير المنطقة التاريخية في جدة اجتماعا ظهر الثلاثاء بحضور رئيس الهيئة العليا للسياحة والآثار السعودية الأمير سلطان بن سلمان بهدف الخروج بنتائج تحافظ على البيوت التاريخية في جدة.

وقدر الأمير سلطان بن سلمان عدد المباني التاريخية التي خسرتها مدينة جدة منذ اعتمادها في العام 1980 بنحو200 مبنى، وقال خلال رئاسته اجتماع اللجنة العليا لتطوير المنطقة التاريخية إن متوسط عدد الحرائق التي شبت في المنطقة التاريخية في محافظة جدة بلغ 5 حرائق خلال السنوات الخمس الماضية.

وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن العمل في المنطقة التاريخية مستمر، موضحا أن جدة التاريخية ليست ملكا لجدة ولأهالي جدة بل هي ملك وطني، وأضاف أن الدولة رأت أن تقدمها إلى منظمة اليونسكو كموقع تراث عالمي بعد أن تم تسجيل مدائن صالح في التراث العالمي في المنظمة، والرفع بملف جدة التاريخية للمنظمة، معربا عن أمله أن يتم التصويت على الدرعية القديمة صيف هذا العام في اليونسكو.

وأضاف أن المملكة كلما خسرت أو تأخرت في قضية إنقاذ المباني وتحويلها إلى موقع اقتصادي تاريخي ثقافي عالي القيمة، كلما قللت الفرص في أن يستعيد هذا الموقع مكانته.

وأوضح أن المنطقة شهدت في فترة من الفترات وضعا مأساويا، مشيرا إلى أن جدة التاريخية تعد المدينة الوحيدة الباقية في العالم العربي مكتملة العناصر والتي تعكس المدينة التاريخية والتراث العمراني الإسلامي، مؤكدا في الوقت ذاته أن المدينة التاريخية تحتضر.

وأشار الأمير سلطان بن سلمان إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار قامت بعمل جبار وقدمت خطة متكاملة ومفصلة ودراسات تفصيلية، وأن الأمانة بدأت تنفذ مشاريع في المنطقة التاريخية تقدر قيمتها بنحو50 مليون ريال لإيصال مشروع إطفاء الحريق والذي يعد مشروعا مختلفا عن مشاريع الإطفاء في المواقع الأخرى.

وأفاد بأن الأمير مشعل بن عبد العزيز محافظ محافظة جدة سيرأس الأربعاء اجتماعا لاستكمال بحث مشروع جدة التاريخية وستكون هناك قرارات مهمة في ما يتعلق بالمستودعات والتمديدات الكهربائية والعمالة السائبة، مشيرا إلى أن هذه المشاكل طرحت معالجتها قبل سنوات، ورغم ذلك ومع الأسف تحدث الحرائق.

وأكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن تعليمات وتوجيهات أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل واضحة، وأن جدة التاريخية جزء تاريخي مهم للسعودية ومورد اقتصادي عالي القيمة، وحث الجهات المعنية على العمل كجهة موحدة، مقدرا التدخل العاجل للدفاع المدني في إخماد ومحاصرة الحريق .

وألمح إلى أن هناك قرارات مهمة سوف يعلن عنها قريبا، مشيرا إلى أن العمل على أرض الواقع قد بدأ، ولكن هناك تسريع للعمل في المنطقة التاريخية، وقال إن شركة وسط جدة تأسست وتعمل بالشراكة مع الأمانة ، وأن الهيئة تعمل مع شركة وسط جدة وسوف تقدم الشركة خطتها للتطوير الشهر المقبل، مؤكدا أن الشركة تدخل في هذا المشروع كمطور لوسط جدة وليس التاريخية فقط .

كما كشف أن الهيئة سوف تسرع أي معاملة تأتيها من الملاك أو المطورين مع بنك التسليف، لافتا إلى أن قرار مجلس الوزراء الذي صدر يمكن بنك التسليف من تقديم قروض للقرى التراثية.

وذكر الأمير سلطان بن سلمان أن وسط جدة التاريخية صنفته الهيئة ضمن مشاريع وسط المدن الذي تقوم عليه الهيئة بالشراكة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، مستشهدا بوسط الهفوف الذي انطلق، ووسط الطائف الذي سيضع حجر أساسه أمير منطقة مكة المكرمة، ووزير الشؤون البلدية والقروية الشهر المقبل، مشيرا إلى أن وسط جدة أعطى أولوية كبيرة جدا.

وأوضح أن طموح الجميع أن تتحول جدة التاريخية إلى مقصد للتاريخ والثقافة والتميز، مؤكدا أن المملكة وسكانها وقيادتها لا تقبل أن تكون مثل هذه المواقع المزرية في وسط هذه المدينة المتقدمة اقتصاديا.

من جهته توقع أمين محافظة جدة المهندس عادل فقيه الانتهاء من تنفيذ كامل شبكة إطفاء الحريق بالمنطقة التاريخية نهاية العام الجاري، مشيرا إلى أن هذا المشروع هو هدية الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأهالي جدة.

وقال فقيه إنه تم إنجاز معظم هذه الشبكة من خزانات مياه ومضخات، موضحا أن تنفيذ المشروع جاء نظرا لما تشهده المنطقة التاريخية من صعوبة وصول سيارات الإطفاء التابعة للدفاع المدني للمناطق التي تشهد حريق بسهولة ويسر.

وأوضح أن المشروع يوفر 112 وحدة لإطفاء الحريق بين كل واحدة والأخرى مسافة 75 مترا طوليا كحد أقصى، مع توزيع تلك النقاط داخل النسيج التاريخي الذي يمتاز بضيق الشوارع والممرات، مشيرا إلى أنه تم ربط تلك الوحدات بمضخة رئيسية وأخرى احتياطية وخزان ماء رئيسي في المشروع بسعة 1500 متر مكعب، كما تم تحديد ساحة باب جديد لعمل الخزان والمضخات اللازمة للمشروع.

وبالعودة لتصريح الجدواي لـquot;إيلافquot; فإنه نفى أن يكون استخدام الماء بكميات كبيرة هو المتسبب في انهيار المباني وفق ما يعتقده البعض. ودعا الجداوي إلى ضرورة وجود عمليات وقاية وحماية قبل الحريق لا بعده، وقال إن أغلب ساكني المنطقة التاريخية ليس لديهم إلمام بعمليات السلامة ، مؤكدا أن هنالك خطوات كثيرة وجديدة سوف تتم في الأيام المقبلة حرصا على تاريخ جدة وتراثها، ومنها تركيب شبكة إطفاء حريق داخل كل مبنى لكونها تساعد كثيرا أثناء عملية الإطفاء لأن عملية إحضار سيارات الدفاع المدني وإخراجها لتلك الإحياء تستغرق الكثير من الوقت.