نتائج أوليّة تظهر تقاربًا بين ائتلافي المالكي وعلاوي |
لندن: أكّد نائب رئيس الجمهورية العراقي طارق الهاشمي رغبته في منصب رئيس العراق وقال إنه يحترم رغبة التحالف الكردستاني بالتجديد لولاية الرئيس الحالي جلال طالباني للمرة الثانية.. فيما تشير نتائج حوالى نصف أوراق الاقتراع في الانتخابات العراقية بحسب ما علمت quot;إيلافquot; بعد ظهر اليوم إلى تقارب كبير بين ائتلافي رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس الوزراء السابق أياد علاوي بخمسة مقاعد نيابية لصالح الاول وحلول ائتلاف عمار الحكيم ثالثا وسقوط مستشارين للمالكي وعدم حصولهما على مقاعد برلمانية وفوز احمد الجلبي رئيس هيئة المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث وعادل عبد المهدي نائب الرئيس العراقي وسقوط علي اللامي المدير التنفيذي للهيئة.
الهاشمي راغب في رئاسة العراق محترما تطلع طالباني باحتفاظه بها
واكد الهاشمي رغبته في منصب رئيس العراق وقال انه يحترم رغبة التحالف الكردستاني في التجديد لولاية الرئيس الحالي جلال طالباني. واضاف مكتب الهاشمي عقب الضجة التي أثارتها تصريحاته عن ضرورة تولي الرئاسة العراقية شخصية عربية قائلا حاولت بعض وسائل الإعلام حرف مغزى تصريحات نائب الرئيس بصدد موضوع قومية رئيس جمهورية العراق المقبل وحملته دلالات وتأويلات بعيدة كل البعد عن مضمون حديثه.
واضاف quot;رداً على بعض المتصيّدين في الماء العكر يؤكد السيد النائب أن علاقته المتميزة وتقديره واحترامه لفخامة الرئيس الطالباني أمر محسوم لا يقبل الشك ولاعلاقة لها بتصريحه وانه يتفهم رغبته ويحترم رغبة التحالف الكردستاني بترشيح الرئيس الطالباني لرئاسة ثانية وهو حق مشروع لكل عراقي أو عراقية دون استثناء كما أننا نود أن نبيّن أنه من حق السيد النائب في الوقت ذاته أن يبدي رغبته في من يكون رئيساً لجمهورية العراق مستقبلاً ولا ادري كيف يكون مجرد إبداء الرغبة موقفاً غير دستوري بينما الإصرار على مرشح بعينه أو من قومية بعينها هو دستوري ؟quot;.
واشار الى ان موقف الهاشمي مبدئي quot;من أخواننا الكرد ودعم تجربتهم في كردستان بل ودعم ترشيح فخامة الرئيس عام 2006 معلومة للجميع وهو موقف انطلق وينطلق من نظرة موضوعية وحرص على العراق وفي هذا السياق جاءت تصريحاته الأخيرة وهي ليست موجهة ضد قومية بعينها ولا شخصية بعينها وهو يتفهم أن العراقيين سواء في الحقوق والواجباتquot;. وناشد quot; كافة وسائل الإعلام بالانصراف إلى ماهو أهم بدل انشغاله بمسألة سوف تحسم في النهاية بعيداً عن الإعلام ومن خلال المفاوضات بين الكتل السياسية المختلفةquot;.
وجاءت توضيحات الهاشمي هذا بعد ان اعتبرت رئاسة اقليم كردستان التصريحات التي اطلقها الهاشمي حول ضرورة تولي شخصية عربية لرئاسة الجمهورية بدلا من الكردي جلال طالباني بأنها شوفينية.
وقالت رئاسة الاقليم في بيان صحافي اليوم quot;في الوقت الذي احتفل فيه شعبنا في كردستان مع أشقائهم في سائر أنحاء العراق بنجاح الانتخابات التشريعية وتفاؤلهم بنتائجها، فاجأ بعض السادة في بغداد العراقيين بإعادة إثارة مفاهيم منافية للدستور العراقي وللأسس التي أرسيت عليها العملية الديمقراطية في العراق الاتحادي الجديد القائم على المساواة بين مواطنيه والشراكة والتوافق بين مكونيه الرئيسين العرب والكرد وقومياته المتآخيةquot;.
واكدت quot;ان إثارة النزعة الشوفينية والاستعلاء القومي والادعاء بالتمثيل الأحادي لهوية العراق إنما هي اعادة إنتاج مفاهيم وسياسات لطالما تفنن النظام السابق بتكريسها بشتى الوسائل بما في ذلك عبر سياسة التعريب والتبعيث وتغيير الطابع السكاني وحروب الإبادة الإجرامية ضد الشعب الكردستاني ولم يحصد رغم ذلك سوى الهزيمة والفشلquot;.
وقالت quot;لقد حدد الدستور بوضوح هوية العراق وطبيعة نظامه وحقوق وواجبات مواطنيه، فهو يكفل في المادة (14) المساواة التامة بين العراقيين من دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الأصل، واشترط في المرشح لرئاسة الجمهورية في المادة (68) ان يكون عراقيا بالولادة من أبوين عراقيين، دون أي اشتراط قومي أو ديني أو سواه، وخلافاً لهذه النصوص الدستورية يطالب البعض ممن يروجون لاحتكار تمثيل هوية العراق ان تتولى شخصية عربية رأس السلطة معتبرين تولي كردي لهذا الموقع تعارضاً مخلاً بهوية العراق (العربية) ووضع الأمور في غير نصابها الصحيحquot;.
وشددت رئاسة الاقليم quot;تمسكها بالدستور وبالأخوة العربية الكردية ومع سائر المكونات المتآخية وانها ترى في إطلاق مثل هذه التصريحات خروجاً عن الدستور الاتحادي والقيم والمفاهيم الديمقراطية التي تم تكريسها في العملية السياسية منذ اسقاط النظام الدكتاتوري، وتجسيداً لنزعة شوفينية معادية للتطلعات والاماني الوطنية المشتركة للعراقيينquot;. وقالت quot;رغم ايماننا بحق أي مواطن عراقي وفقاً لمبادئ الدستور الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية أو أي منصب آخر في الدولة فاننا نعيد التأكيد على ترشيح الرئيس جلال طالباني لدورة رئاسية ثانية منطلقين من حق تمثيل الشعب الكردي كقومية رئيسة ثانية تحدد الهوية التعددية للعراق الاتحادي الديمقراطي ومن ثقله النوعي في العملية السياسية ووجهة تقرير مصير العراقquot;.
وكان الهاشمي الذي تقول بعض المصادر انه يطمح الى تولي منصب رئيس الجمهورية قد طالب امس بأن تتولى رئاسة العراق في الفترة المقبلة شخصية عربية وقال إن العراق بلد عربي quot;وعلى هذا الأساس يجب أن تكون على رأس السلطة شخصية عربيةquot;، مؤكدا أن quot;هذه المسألة حصيلة توافق العراقيين جميعاquot;. وأضاف أن هذا المطلب هو quot;من باب وضع الأمور في نصابها الصحيح، ومن باب تسمية الأمور بمسمياتها الصحيحة ووضع النقاط على الحروفquot; معتبرا أن تولي شخصية عربية رئاسة العراق quot;جزء من خلاصه وعودته إلى محضنه العربيquot;.
ومن جانبه قال القيادي في جبهة التوافق عبد الكريم السامرائي ان المناصب السيادية في تشكيل الحكومة المقبلة والتي تتكون من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ستكون من نصيب المكون العربي مستبعدا ان يكون للاكراد اي منصب سيادي في المرحلة المقبلةquot;.
وقال السامرائي ان المرحلة المقبلة تتطلب ان تكون هناك ائتلافات بين بعض القوائم الفائزة لتشكيل الحكومة المقبلة لان تشكيل الحكومة يتطلب اغلبية في مجلس النواب. واشار السامرائي الى quot;ان التحالف الكردستاني لم يعد كتلة قوية مثلما كان اذ ان هناك قوة اخرى ظهرت في المناطق الكردية تنافس الحزبين الكرديين ما يجعل قوة التحالف الكردستاني الذي اسس في المرحلة الماضية ضعيفا وليس بالقوة التي كان يتمتع بها ولم يعد بيضة القبان quot;.
لكن سامي شورش وزير الثقافة السابق في حكومة كردستان ورئيس قائمة التحالف الكردستاني في أربيل رفض هذه المطالب معتبرا انها quot;دعوة شوفينية جديدةquot;. وقال quot;لقد انتهينا من الشوفينية قبل سنين حين اطيح بالنظام السابق وآمل ان لاتعود ثانية في العراق ولهذا نعتبر دعوة السيد الهاشمي quot;مرفوضة تماماquot;.
واثر هذه التصريحات اعلنت ميسون الدملوجي الناطقة الرسمية باسم القائمة العراقية quot;ان القائمة العراقية لم ترشح لحد الان اية شخصية الى اي منصب سيادي ومنها رئيس الجمهوريةquot;. وقالت quot;ان القائمة العراقية لم ترشح اية شخصية سياسية الى منصب رئيس الجمهورية لان الوقت ما زال مبكرا على عملية الترشيحquot;. واضافت quot;ان القائمة العراقية تنتظر عملية فرز الاصوات وظهور نتائج الانتخابات ليمكن على اساسها بناء الخارطة السياسية واختيار الشخصيات المناسبة في المكان المناسبquot;.
وبالنسبة إلى موقف طالباني من تجديد رئاسته التي تولاها عقب الانتخابات العامة مطلع عام 2005 فإنه عادة ما يؤكد حين يسأل عن الموضوع انه غير راغب في التجديد الا اذا طلبت منه القوى العراقية ذلك. ويشير الى انه يرغب في التفرغ لكتابة مذكراته عن حياة سياسية حافلة في تاريخ العراق والاقليم الكردي خاصة وكان هو احد المؤثرين فيها.
وقد سئل برهم صالح نائب طالباني في الحزب لدى ادلائه بصوته في انتخابات الاحد عما اذا كان طالباني مرشحًا للرئاسة فقال quot;إن هناك مطالبة وطنية عامة ليس فقط كردية بل من قبل أطراف عراقية كثيرة ليترشح الرئيس الطالباني لولاية رئاسية ثانية ولايوجد للان منافس لهquot;.
وطالباني قائد كردي مخضرم في منتصف السبعينات من العمر وهو يشغل منصب رئيس العراق منذ عام 2005 وكان خضع لجراحة في القلب خلال العامين الماضيين وقد نأى بنفسه بشكل كبير عن نزاعات الانتخابات وكان دوره توافقيا بين القوى السياسية العراقية المتصارعة التي تلجأ اليه في الازمات.
85 مقعدا للمالكي و80 لعلاوي و68 للحكيم و40 لبارزاني
تشير نتائج حوالى نصف اوراق الاقتراع في الانتخابات العراقية بحسب ما علمت quot;ايلافquot; بعد ظهر اليوم إلى تقارب كبير بين ائتلافي رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس الوزراء السابق اياد علاوي بخمسة مقاعد نيابية لصالح الاول وحلول ائتلاف عمار الحكيم ثالثا وسقوط مستشارين للمالكي وعدم حصولهما على مقاعد برلمانية وفوز احمد الجلبي رئيس هيئة المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث وعادل عبد المهدي نائب الرئيس العراقي وسقوط علي اللامي المدير التنفيذي للهيئة.
وبحسب هذه النتائج فقد حصل ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي في محافظات الجنوب على 56 مقعدا والائتلاف الوطني بزعامة الحكيم على 40 مقعدا والكتلة العراقية بزعامة علاوي على 11 مقعدا. وفي العاصمة بغداد التي يحق لاربعة ملايين مقترع التصويت فيها ولها 68 مقعدا فقد حصل المالكي على 27 مقعدا والحكيم على 14 مقعدا وعلاوي على 21 مقعدا لكنه فاز بالاغلبية الساحقة في اربع محافظات غربية ووسطى هي ديالى والانبار وصلاح الدين ونينوى. وبالمجموع تؤشر النتائج الاولية لنصف الاصوات تقريبا الى حصول ائتلاف المالكي على 86 مقعدا برلمانيا وعلاوي على 80 مقعدا والحكيم على 68 مقعدا. اما التحالف الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني فقد حصل على 40 مقعدا وائتلاف وحدة العراق بزعامة وزير الداخلية جواد البولاني على 13 مقعدا نيابيا.
وبحسب ما اكدته مصادر مطلعة من بغداد في اتصال مع quot;ايلافquot; فقد فاز رئيس المؤتمر الوطني العراقي رئيس هيئة المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث احمد الجلبي بمقعد برلماني لكن المدير التنفيذي للهيئة علي اللامي فشل في الحصول على مقعد من جهته. كما فاز بمقعد برلماني نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي ومحافظ النجف السابق عزيز كاظم علوان. بينما سقط في الانتخابات سامي العسكري مستشار المالكي للشؤون السياسية ومجيد ياسين المستشار الاعلامي اضافة الى النائب قاسم داود. وتوقعت هذه المصادر ان تدفع هذه النتائج الى تحالف بين علاوي والحكيم وبارزاني البولاني لتشكيل الحكومة الجديدة لكنها اشارت الى انه ليس هناك شيء مؤكد لحد الان لأن مباحثات الائتلافات والكتل حول تشكيل الحكومة ستشهد مقايضات وتنازلات للوصول الى نقطة اتفاق.
وفي وقت صباح اليوم اكد رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق اد ميلكرت اليوم ان النتائج الاولية للانتخابات العراقية التي جرت الاحد ستعلن غدا واعتبر عمليات الاقتراع صادقة داعيا الفائزين والخاسرين فيها الى قبول نتائجها واشار الى ان العالم معجب بالطريقة المهنية التي جرت بها الانتخابات وقبلها الحملة الانتخابية للمرشحين موضحا ان التقييم النهائي للنتائج سيتم بعد مصادقة المحكمة الاتحادية عليها واعلانها رسميا.. بينما بدأت في بغداد اليوم عمليات عد وفرز اوراق الاقتراع الخاص للعسكريين والمرضى والسجناء حيث سيتم الاعلان بعد الظهر عن النتائج الاولية لحوالى 30% من الاصوات.
وقال ميلكرت في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المفوضية العليا للانتخابات فرج الحيدري في بغداد اليوم ان العمل قائم على قدم وساق في عد وفرز اوراق الاقتراع واضاف quot;اني مسرور بان اجد شبابا وشابات يقومون بعد مستقبل بلادهمquot;. واشار الى ان اي مراقب للعملية الانتخابية يستطيع القول انها عملية صادقة quot; ونأمل ان يتم صباح غد اعلان النتائج الاولية للاقتراع لان العراقيين يتطلعون الى معرفة نتيجة خياراتهم بأسرع وقتquot;.
واوضح ان هناك سرعة جيدة في العد على الرغم من ان العملية معقدة لان الامر يتطلب تدقيق اوراق الاقتراع مرتين وهو امر يستغرق عدة ايام. واشار الى ان عمليات العد والتدقيق ستستمر لعدة ايام بعد اعلان هذه النتائج الاولية. وقال ان المفوضية ستواصل دراسة وتدقيق الشكاوى التي يتقدم بها المرشحون والكيانات المتنافسة.
وشدد رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق (يونامي) على ضرورة قبول الفائزين والخاسرين في الانتخابات نتائجها quot; لان هذا العد صادق والانتخابات ينتج منها دائما خاسرون ورابحون. ودعا جميع المتنافسين الى quot;الاحترام المتبادل الذي هو روح الانتخاباتquot;. وقال انه بذلك سيستمر العراق في خطاه الى الامام quot; ونحن فخورون في الامم المتحدة لدعم هذه العملية حيث ان العالم معجب بالطريقة المهنية التي جرت بها الانتخابات وقبلها الحملة الانتخابية للمرشحين وايضا بعد ظهور النتائج. واكد ميلكرت ان التقييم النهائي للنتائج الاخيرة للانتخابات سيتم بعد ظهور نتائجها الرسمية الاخيرة ومصادقة المحكمة الاتحادية عليها واعلانها رسميا.
ومن جهته اشار الحيدري الى ان جميع اوراق الاقتراع الخاصة بالتصويت الخاص للعسكريين والراقدين في المستشفيات ونزلاء السجون قد وصلت الى مركز العد الرئيس في بغداد وبدأت اليوم عمليات عدها وفرزها. وجرت عمليات الاقتراع الخاص يوم الخميس الماضي حيث يحق لحوالى 800 الف عراقي المشاركة فيها لكنه لم يعرف بعد عدد المصوتين. واوضح ان عمليات العد هذه تجري باشراف ممثلي الكيانات المتنافسة وحوالي 60 مراقبا محليا ودوليا و39 اعلاميا. واشار الى انه سيتم في وقت لاحق اليوم الاعلان عن نتائج لعدد يتراوح بين 30 و40 من اوراق الاقتراع بعد عدّها وتدقيقها.
وكانت مفوضية الانتخابات اعلنت امس الاول ان 62.40% من العراقيين الذين يحق لهم التصويت والبالغ عددهم 18 مليونا و600 الف قد ادلوا باصواتهم خلال الاقتراع بما يعادل 12 مليون عراقي يكونون قد شاركوا في الانتخابات. وقد بدأت الليلة الماضية اتصالات ومباحثات بين عدد من القادة العراقيين حول شكل الحكومة المقبلة والتحالفات المطلوبة لاعلانها خاصة وان النتائج تشير الى عدم فوز اي ائتلاف انتخابي بالنسبة التي تؤهله لتشكيل الحكومة لوحده الامر الذي يستدعي تحالفه مع ائتلافات او كيانات اخرى وهو امر يتوقع ان يستغرق حوالى ثلاثة اشهر.
التعليقات