يتربح المئات بل الآلاف من اللاجئين العراقيين في سوريا من تجارة الجنس من أجل كسب المال، حيث تنتشر الملاهي الليلية التي تتضمن الغرف المظلمة وكذلك قاعات للرقص واخرى للفرق الموسيقية التي تعزف في مكان ما خلف المسرح بصورة صاخبة.

القاهرة: هنالك عالم سري يتربح المئات بل الآلاف من اللاجئين العراقيين في سوريا من العمل به،ويتمثل هذا العمل بتجارة الجنس من أجل كسب قوت يومهم خاصة، ومن المعروف أن العاملين في هذه المهنة من غير المسموح بالنسبة لهم أن يقوموا بشغل وظائف في دمشق.ويتضمن هذا العالم السريالكثير من التفاصيل المثيرة التي تكشف بوضوح عن حقيقة quot;الاقتصاد غير المشروعquot; الذي يعيش من خلاله اللاجئون العراقيون في سوريا.

وتسرد مراسلةمجلة quot;فورين بوليسيquot; الأميركية التي اعدت تحقيقاً مطولاً حول الموضوع،تفاصيل الزيارة التي قامت بها خلسة رفقة سيدة عراقية تدعى quot;أم نورquot; إلى أحد الملاهي الليلية في العاصمة السورية. ثم تمضي لتصف الأجواء هناك، بدءاً من هؤلاء الرجال الذين يرتدون سترة سوداء عند الباب الأمامي للملهى إلى الداخل حيث تواجد الزبائن، ومعظمهم من العراقيين. ثم تنتقل في السياق ذاته لتقول إن القاعة الخاصة بالملهى عبارة عن غرفة واسعة ومظلمة، تسلط فيها الأضواء على المنطقة المخصصة للرقص، بالإضافة إلى تلك الفرقة الموسيقية التي تعزف في مكان ما خلف المسرح بصورة صاخبة.

وبعد استعراض الأجواء في الداخل، حيث يوجد ما لا يقل عن 100 مائدة، ويجلس معظم الزبائن في مجموعات صغيرة بالقرب من خشبة المسرح، ويتناولون المشروبات المُسكِرة ويتبادلون أنفاس الدخان، وتتواجد كذلك مجموعات عائلية على موائد في المنطقة الخلفية، ( حيث الآباء والأمهات والبنات صغيرات السن )، تمضي ديبورا لتشير إلى أن كثيرين بدأوا يتحولون إلى ذلك الاقتصاد السري، في ظل تضاؤل الموارد. وضمن هذا السياق، تلفت إلى أن الأسر التي تُعيلها سيدات تُشكل تقريبا ربع اللاجئين المُسجلين لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وهؤلاء السيدات هنَّ إما أرامل، أو مطلقات، أو منفصلات عن أزواجهن بسبب الحرب، ولدى أعداد كبيرة منهن أطفال أو والدان مسنان مسؤولات عن رعايتهم.

ثم تنتقل ديبورا لتتحدث عن أحد المشاهد المعتادة للسيدات في هذا الملهى، حيث يجتمعن كل ليلة أمام مرآة في أحد المراحيض العامة، لضبط الماكياج والملابس الضيقة التي تبرز مفاتنهن. وتنقل المراسلة عن إحداهن قولها: quot; لن أرقص مطلقا حتى أصبح في حالة سُكرquot;. وتنقل عن أخرى تدعى عبير قولها: quot;حاول زوجي تهريب أولادنا إلى السويد، لكنهم ضُبِطوا وأعيدوا مرة أخرى إلى بغدادquot;. ثم تلفت ديبورا إلى أن عبير أخبرتها بأنها انفصلت عن زوجها، عندما تركها وغادر إلى السويد، وأنها قد وافقت على الانفصال من أجل طفليها. وتشير إلى أنها تعيش الآن رفقة شقيقتها، وتشعر بالقلق على أولادها. لذلك، تقوم بإرسال ما تكسبه من الملهى إليهم.

وعن سبب قدومها إلى دمشق، تابعت عبير بقولها: quot;كنت أعمل صحافية، ثم عملت كمراسلة في عام 2007 لإحدى المحطات التلفزية في بغداد، إلى أن عثرت والدتي على خطاب بحديقة منزلنا، وكُتِب َ فيه (غادروا في غضون 48 ساعة، وإلا سنقتلكم)، وحينها كانت سوريا الحدود الوحيدة المفتوحة أمامناquot;.

وفي النهاية، تعاود المجلة لتؤكد أن هذا الملهى كان يتميز عن غيره، فأم نور تفضله على غيره، لأن نظام التكاليف والمكافآت المعمول به هناك يُفضِّل السيدات اللواتي يرغبن في فرض قدر من السيطرة على عملهن. كما أنه يشبه السوق الحرة بالنسبة إلى السيدات العاملات هناك. وتلفت المجلة في الختام إلى أن السيدات يقمن في نهاية كل ليلة بدفع مبلغ من المال للرجال السوريين الموجودين في الخارج، إن غادروا بصحبة رجل - حيث يتحصلون من كل سيدة على مبلغ قدره 500 ليرة سورية.