الرهينة الإسبانية أليشيا غامث

يكتنف جو من الغموض قصة الرهينة الإسبانية، أليشيا غامث،التي أفرج عنها أخيرا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي،في ظل تقارير قالت إن الحكومة الإسبانية، دفعت فدية مالية مقابل الإفراج، الأمر الذي نفته مدريد على أكثر من لسان مسوؤل في الحكومة والحزب الاشتراكي العمالي الحاكم، منذ راجت أخبار بهذا الخصوص.

الرباط: بينما تستريح الرهينة في مدينة برشلونة من عناء الاختطاف الذي استمر حوالي خمسة أشهر، مفضلة عدم الإدلاء بمعلومات عن ملابسات اعتقالها وظروف العيش بين الخاطفين، مكتفية بالقول إن معاملة الخاطفين لها ولزملائها الذين مازالوا في قبضتهم كانت حسنة، انتشرت صباح الجمعة أخبار مثيرة مصدرها التنظيم الإرهابي، تفيد أن quot;غامث quot; اعتنقت الديانة الإسلامية عن طيب خاطرها وأنها أصبحت تدعى quot;عائشةquot; وأن الإفراج عنها تم بسبب ظروفها الصحية، خلافا لما صرح به طبيب إسباني فحصها في quot;واغادوغوquot; عاصمة دولة بوركينا فاسو، حيث أكد أنها لا تشكو من أي عارض صحي مثير للانتباه.

وطبقا لما ذكرته اليوم جريدة quot;الباييسquot; الإسبانية الواسعة الانتشار والمقربة من الحكومة الاشتراكية، استنادا إلى بيان تنظيم، القاعدة في المغرب الإسلامي قالت الجريدة إنها اطلعت عليه قبل نشره، وفيه تشرح القاعدة الأسباب التي حملتها على اختطاف الرهائن الإسبان الثلاثة يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في موريتانيا وكلهم من منطقة، كاتالونيا، الإسبانية حيث كانوا يعملون في إطار المساعدات الإنسانية.

وأظهر شريط فيديو، نشرتهquot; الباييس quot;على موقعها الإلكتروني، تعتقد أنه سجل منذ حوالي أسبوع، الرهائن الثلاث مع خاطفيهم المسلحين، فيما بدا وجه quot;غامثquot; مغطى بحجاب، بعد أن هداها الله إلى الصراط المستقيم، كما ورد في التسجيل، متمنيا أن يكون إسلامها أقوى.

ويتوجه الشريط بالخطاب إلى الحكومة الإسبانية ويذكّرها بشروط ومطالب الإفراج عن الرهينتين الأخريين، وتصفها بالمشروعة، كما يطلب من الرأي العام الإسباني ممارسة ضغط على حكومته لتنفيذ المطالب التي لا يحددون طبيعتها ومقدارها، لكن تقارير سابقة قدرتها في خمسة ملايين دولار، وإطلاق عدد من الأسرى الإسلاميين المعتقلين في السجن المركزي بنواكشوط والمقدر عددهم ب 67 متشددا، ترفض السلطات الموريتانية مبادلتهم بأي إفراج بل أعربت عن انزعاجها في وقت سابق من ترويج أخبار تلك المقايضة البشرية، دون أن يمنعها ذلك من فتح حوار مع المتطرفين المسجونين، تولاه علماء ورجال دين من موريتانيا.

ويشرح شريط القاعدة، لماذا وقع اختيار إسبانيا كهدف لعمليات التنظيم الإرهابي، فيرجع ذلك لكونها شاركت في حرب العراق وأفغانستان إلى جانب الحلف الأطلسي، موضحا quot;الشريطquot; أن تلك الحرب لا تفرق بين المدنيين والعسكريين ولذلك فإن التنظيم يؤكد أنه سيتعامل مع الأسبان بنفس العملة، مؤكدا أنهم لم يعيشوا في سلام ما داموا يتسببون في معانة المسلمين الأبرياء.

ويتعرض الشريط للمعتقلين المتطرفين المسؤولين عن تفجيرات 11 آذار/مارس 2004 الإرهابية في مدريد، ويصفون مرتكبيها بالأبرياء، لكن الشريط في ذات الوقت ينكر أية علاقة تنظيمية بهم سواء من قريب أو بعيد. ويضيف quot;على الأسبان أن يدركوا قبل غيرهم محاسن وعظمة الإسلام، باعتبارهم عرفوا الحضارة الإسلامية في الأندلس التي هي أرض المسلمين حسب التسجيل.

ويطمئن الشريط الرأي العام الإسباني، بخصوص مصير المعتقلين الآخرين اللذين يلقيان معاملة طيبة من طرف الخاطفين، وإذا أرادوا التأكد من ذلك فعليهم أن يقصدوا الأخت المسلمة quot;عائشةquot; ويسألوها عن طبيعة معاملتهم لها ولزميليها.

إلى ذلك علم في نواكشوط عن إنشاء وحدة خاصة بمكافحة الإرهاب والجريمة منحت صلاحيات واسعة داخل جهاز الدرك الوطني.

وأوضح مصدر مسؤول يوم الخميس في تصريح أوردته وكالة الأنباء المغربية أن الوحدة الجديدة ستكون منتشرة في جميع المناطق والولايات الموريتانية، مشيرا إلى أن هذه الوحدة، التي سيتولى قيادتها مسؤول رفيع، ستضطلع إلى جانب القيام بمهام الدرك التقليدية بمسؤوليات مكافحة الإرهاب والمخدرات وتهريب الأسلحة ومراقبة السير على الطرق وغيرها من المهام الأخرى.

وكانت السلطات الموريتانية قد ألغت قبل شهرين نقاط التفتيش الثابتة على الطرق التي كانت تقوم بها وحدات الدرك وحولتها إلى دوريات متنقلة مجهزة بالوسائل الضرورية. وتدخل هذه التدابير والإجراءات التي شرعت السلطات الموريتانية في تطبيقها في إطار الخطة الأمنية الجديدة التي تم اعتمادها لمواجهة التحديات الأمنية في موريتانيا خاصة بعد عمليات اختطاف استهدفت خمسة أجانب نفذت جميعها على مستوى محاور طرقية رئيسية.