تصاعدت ردود الفعل حول ما نشرته صحيفة quot;المصري اليومquot; عن صفقة بين الحزب الوطني الحاكم والوفد، والتي يحصل بمقتضاها الوفد على 23 مقعدًا في انتخابات مجلس الشعب المزمع عقدها في شهر أكتوبر/تشرين الأوّلهذا العام، مقابل عدم تقديمه أيّ دعم او تعاطف مع محمد البرادعي وبرنامجه الرامي إلى تعديل الدستور.

القاهرة: جاء إعلان الصفقة في وقت حرج جدًّا لحزب الوفد الذي استضاف مناقشات امتدت لثلاثة ايام لـ quot;ائتلاف أحزاب المعارضة الرئيسةquot;، الذي يضم أحزاب الوفد، والناصري، والتجمع، والجبهة لتعديل الدستور. وعلى الرغم من ان المطالب المقرر ان يعلنها الائتلاف اليوم الاثنين تتطابق مع مطالب البرادعى، الا أن البيان خلى تمامًا من موقف الأحزاب إزاء ترشيحه لرئاسة الجمهورية، بحسب ما أكد مصدر مطلع لإيلاف، الأمر الذي شكك في مصداقية الصفقة بين الأحزاب والقوى السياسيّة الأخرى التي لم يتم دعوتها إلى المؤتمر .

تفاصيل الصفقة

ووفقًا للصفقة التي أتاح تفاصيلها قيادي بارز في حزب الوفد للدكتور عمار علي حسن رئيس قسم الأبحاث في مركز دراسات الشرق الأوسط، يحصل الوفد على 23 مقعدًا على الأقل فى مجلس الشعب مقابل ألا يدعم البرادعي وبرنامجه لتغيير الدستور. وحددت الصفقة أسماء الأشخاص والمحافظات والدوائر الانتخابية، وستكون أغلبية هذه المقاعد على حساب الإخوان المسلمين، اقوى جماعة معارضة في مصر. ولم يستبعد الباحث إبرام صفقات مماثلة مع احزاب أخرى لقطع الطريق أمام البرادعي وأنصاره وضمان تمثيل غير مزعج للإخوان في الانتخابات القادمة .

قلق وعصبية

ويبدو ان الإعلان عن الصفقة القى بظلاله على الاجتماع المغلق بين رؤساء أحزاب الائتلاف الرباعي الذي شهد الاتفاق على الصيغة النهائية للبيان المقرر ان يعلن اليوم،حيث سادت حالة من الغموض والقلق والعصبية في تعامل رؤوساء الأحزاب مع الصحافيين المنتظرين في الخارج. وحاولت إيلاف التحدث مع سامح عاشور نائب الحزب الناصري ورفعت السعيد رئيس حزب التجمع عن اى تفاصيل لكن دون جدوى . وكان يردد من يخرج من الاجتماع عبارة تكاد تكون واحدة تقريبا quot; مش هنقول أي تفاصيل quot; .

تجاهل البرادعى

وعلمت إيلاف من مصدر مطلع ان البيان خلى تمامًا من اسم البرادعي وموقف الأحزاب وتأييدهملترشيحه أو عدمه فيالانتخابات الرئاسية المقبلة، أو الانضمام الي quot;الجمعية الوطنية من اجل التغييرquot; التي دشنها المدير السابق للوكالة الذرية فى زيارته الأخيرة الى القاهرة بمشاركة عدد من القوى السياسية . وأضاف المصدر ان البيان دعا الى ضرورة تعديل الدستور وخاصة المادة 76 لتيسير شروط الترشح لرئاسة الجمهورية، وتعديل المادة 88 وتقصير مدة الرئاسة على دورتين وضمان نزاهة الانتخابات وتعديل قانون الجمعيات إضافة الى تعديل قوانين الصحافة وإلغاء قانون الطوارئ وضرورة النزول الى الشارع لطرح هذه المطالب على الرأي العام للضغط على النظام الحاكم .

ردود فعل متباينة

وقد أثارت الصفقة ردود فعل قوية على الساحة السياسية وتنوعت بين التأييد والرفض والصمت والاستنكار. فمن جانبه التزم الطرف الأول في الصفقة الحزب الوطني الصمت ولم يصدر عنه اي بيان رسمي بالتأييد او النفي، من الطرف الثاني سارع حزب الوفد الى نفي ما اثارته quot;المصر اليومquot; بمانشيت كبيرة تتصدر الصفحة الامامية بصحيفة quot;الوفدquot; تحت عنوان quot; المصري اليوم كذبت بالرغم من انها تعلم انها تكذبquot;.

وقال مصدر رفيع المستوى بالحزب الوطني الحاكم لإيلاف ان ما أثير عن عقد الحزب الوطني صفقة مع الأحزاب الأخرى quot;كلام فارغ quot; ليس له أساس من الصحة، مشيرًا الى ان quot;الحزب لا يخشى البرادعي او غيره ولا يرهبه اشخاصquot;، وان تداول مثل هذا الشائعات القصد منها الأضرار بسمعة الحزب وتشويه صورته، مؤكدًا ان الحزب سينزل بمرشحين في جميع الدوائر .

لكن لم يستبعد أيمن نور زعيم حزب الوفد حدوث صفقة بهذا الشكل بين الوطني والوفد، قائلاً ان quot; الأمر لس مستغربًا في ظل استبعاد حزب الوفد للاخوان، والغد، وبقية الأحزاب والقوى السياسية من المشاركة في المؤتمرquot;. وقال الدكتور محمود حسين، أمين عام جماعة الإخوان المسلمين، ان عقد الصفقات ليس أمرًا جديدًا على الوطني، حتىيبقى مسيطرًا على الحياة السياسية في مصر، مطالبًا المعارضة بالتكاتف والاتحاد ضد الحزب الوطني .


اجهاض الديمقراطية
بيد ان الخبراء توقعوا ان يكون لهذه الصفقة تأثير سلبي على حزب الوفد وعلى التطور الديمقراطي في البلاد، وقال عبد الله سلام خبير فى العلوم السياسية ان هذه الصفقات امر وراد ويعود تاريخها منذ بدء الحياة النيابية، مشيرًا الى صفقة الرئيس عبد الناصر مع الاخوان، والسادات مع حزب العمل . وأضاف انه يعتقد ان الهدف من هذه الصفقة هو quot;شق صفوف حزب الوفد والتاثير على صورته امام الشعب، وإحباط مشروع البرادعي، وإجهاض التطور الديمقراطي في البلاد quot;.