قال وزير التربية العراقية القيادي في حزب الدعوة الاسلامية تنظيم العراق الذي دخل الانتخابات مع ائتلاف دولة القانون إنه لا بديل لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لرئاسة الحكومة، مستبعداً أن يشكل ائتلاف آخر غير إئتلاف دولة القانون الحكومة المقبلة في العراق. وأكد الخزاعي خلال حديثه مع quot;إيلافquot; أن التحالف مع ائتلاف منافسه سابق لأوانه الآن، إلا أنه أشاد بالتحالف الكردستاني وكشف عن بدء حوارات معه من قبل ائتلاف دولة القانون بين مستويات رفيعة من قبل الجانبين.
بغداد : كشف وزير التربية العراقية القيادي في حزب الدعوة الاسلامية تنظيم العراق خضير الخزاعي عن أن الحكومة المقبلة ستشهد دمج عدة وزارات مع بعضها وربما إلغاء وزارات كي تكون حكومة رشيقة، حسب وصفه. وقال إنه لن يبقى وزيرا للتربية حتى لو أصرت الحكومة على ان يتقلد حقيبتها، ودافع عن أداء وزارته خلال الفترة الماضية وطالب كل من يتهمه بالطائفية أن يقدم أدلته. ونفى ان يكون حزبه قد انشق لحزبين، حيث شهد العام الماضي ذلك، وتوقع الخزاعي أن يشهد شهر أيار/مايو المقبل تشكيل الحكومة العراقية. وهنا نص الحوار:-
* لو شكل إئتلاف دولة القانون الحكومة المقبلة فعليه أولا جذب الكرد معه. فماهي خطة الإئتلاف للتفاوض مع الكرد خاصة وان شروطهم معروفة حول المادة 140؟
أولا إن علاقتنا مع الإخوة الأكراد علاقة تاريخية وإيجابية في أيام المعارضة وأيام الحكم، وتجربة اربع سنوات معهم كانت جيدة. وخاصة مع رئيس الجمهورية، فضلا عن اقليم كردستان وكلا القيادتين سواء كانت في التحالف الكردستاني او الاتحاد الوطني، ومن الطبيعي جدا ان تُستثمر هكذا علاقات طيبة لاعادة بناء البلد.
نعتقد انهم قريبون منا، وبالتالي لابد من الحوار معهم. وفعلا بدأت الحوارات، فالتقينا الاخ هوشيار زيباري وكذلك الاخ روش شاويس، وجرت اتصالات هاتفية بين رئيس الوزراء وبين السيد رئيس الجمهورية، وبالتالي فان علاقتنا ودية. وتبقى المادة 140نتعامل معها وفق السياقات القانونية والدستورية. وما يحكم به الدستور الذي هو مرجعية لكل العراقيين من الكرد والعرب والتركمان ولكل المكونات، فما تتوصل اليه اللجان المنبثقة اصوليا سوف نرتضي قراراتها، وبالتالي يجب ان نحترمها.
* هل في نيتكم الائتلاف مع القائمة العراقية ؟
أعتقد من السابق لأوانه الحديث في هذا الموضوع.
* بدأ إئتلاف دولة القانون منذ فرز نتائج الإنتخابات متقدما فهل سيواصل تقدمه في نتائج الإنتخابات ويشكل الحكومة؟
الى الآن تتصدر دولة القانون كل القوائم وأعتقد كل المؤشرات تدل على أنها الفائزة رقم واحد. وسوف تتعامل بهذا الفوز باللغة الايجابية وبروح من التواضع ومد الجسور مع كل الذين يستطيعون اعادة بناء العراق واختصار الزمن واختزال المسافات، للوصول ببلدنا الى ضفاف الأمن والإستقرار.
* هناك حديث عن سعي إئتلاف دولة القانون لتفكيك الإئتلافات المنافسة بإغراء الأشخاص فيها بالمناصب، فما رأيك؟
أعتقد أن ذلك ليس من اخلاقنا، وسوف تثبت الأيام بطلان هذه النظرية، لكن لو قدر لبعض الكفاءات الموجودة في أي قائمة تستطيع ان تفيد هذا البلد سواء كان في موقع سيادي أو موقع وزاري أو إداري، أعتقد كعراقي من حقه أن يسهم في إعادة بناء بلده.
الحكومة يجب ان تبحث عن الأفضل والاكفأ، لكي توظفه في المكان المناسب، وبالتالي إن هذا الأمر طبيعي. وهذا يعني رسالة إيجابية للمكونات الأخرى؛ أي أننا استعنّا بكوادركم النزيهة النظيفة القادرة على ان تثري وتغني، تماما هي لغة ايجابية.
اما حينما نعين مجموعة من هذه القائمة في مناصب سيادية او وزارية او ادارية مهمة في الدولة، كيف تفهم فهما سلبيا؟ بالعكس هذه جسور من المودة ورسائل ايجابية الى الاخر. اننا لانريد ان نستأثر بالسلطة ولانريد ان نحتكر او نقصي الاخرين او نلغيهم.
* هل ستبقى الحقائب الوزارية للاشخاص أنفسهم من ائتلاف دولة القانون مثل الدكتور خضير الخزاعي وزيرا للتربية؟
انا لا اريدها حتى لو اصرت الحكومة عليها، سوف ارفضها وسوف تشهد الحكومة الجديدة أمرين أساسيين؛ الاول سوف تختصر الكثير من الوزارات الفضفاضة والمترهلة التي لاضرورة لها ونعني سوف تحذف الكثير من وزارات الدولة وبعض الوزارات تندمج في مابينها.
* مثل أي وزارة؟
مثل وزارة البيئة أن تكون مع الصحة، والموارد المائية مع الزراعة، او تكون العلوم والتكنولوجيا مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. خصوصا وان هذه الوزارات متقاربة وبرامجها متشابهة. فلماذا هذه التعددية التي لا ضرورة لها؟ هذا اول الامر، الثاني ليس بالضرورة كل الأسماء يجب ان تتكرر في الوزارات، حتما سوف تتغير هذه الاسماء وربما أكثرهم وهذا امر طبيعي في اي تشكيل حكومي جديد.
* كثر الحديث عن وزارة التربية وطائفية المناهج فيها ولم نجد ردًا من الوزارة،ما تعليقك؟
اتمنى ان يثبتوا ذلك ولو بجملة واحدة، انا كنت وما زلت وسأبقى ما بقيت لهذه الوزارة، وزيراً لكل العراقيين. اؤمن بضرورة العمل لكل المشتركات ويجب ان تتحول قاعة الدرس الى قاعة للمحبة والود والتفاهم والوئام والانسجام، وليس الاحتراب الداخلي على الاطلاق. ما نتفق عليه نعمل به، وما نختلف عليه يحذره بعضنا البعض الاخر. والسياسة مقرة في البلد وتحترمها المرجعية المتمثلة بالسيد السيستاني الذي يريد عراقًا متعاونًا متسامحًا.
اما الدخول في التفاصيل فكل واحد يستطيع ان يعلّم اولاده كما يرغب، ولكن في مدارسنا سنبقى صفًا واحدًا يسوده التآخي والمحبة والإحترام بين الرأي والرأي الآخر، لنتعايش مع بعضنا كمجتمع متعدد الأعراق والأديان.
وبالتالي نحن نعتقد بضرورة البحث عن الخصائص المشتركة وهي كثيرة في الفكر الإسلامي أصلاً، المشتركات الانسانية كثيرة فيما بيننا وبالتالي نستطيع ان نجعلها هي المحور.
* كيف ستكون العلاقة مع دول الجوار ايران سوريا والسعودية خاصة أنها لم تدعم إئتلافكم إعلاميا على الاقل؟
نحن نميز بين هذه الدول وليس كلها في خانة واحدة، بشكل عام نحن نريد أن نبني افضل العلاقات الودية والطيبة والسلمية مع كل دول الجوار والعالم.
* بما فيها هذه الدول التي دعمت منافسيكم؟
مع السعودية وايران وسوريا وغيرها من الدول لاخيار لنا الا ان نتعايش بسلام وامان مع دول الجوار، ولكن بعض الدول لدينا مشاكل معها التي يجب أن تحل، لا نقفز على الواقع.
* وماهي هذه المشاكل؟
عندمايأتينا من هذه الحدود أو تلك بعض المتسللين أو الإرهابيين أو الأسلحة فكيف تكون هناك علاقات قوية؟ حتما ان تكون هواجس ومخاوف، وبالتالي لانريدها، وحلها يكمن من خلال الحوار الايجابي والهادف والبناء. نيتنا صادقة جادة بان نتعاطى مع الآخرين جميعا بإحترام متبادل ومصالح مشتركة وعدم التدخل في شؤوننا ولا نتدخل في شؤونهم، فإذا تحقق هذا ليس لدينا فيتو. يبقى أمر آخر مثل هل ان علاقتنا مع سوريا كعلاقتنا مع الاردن طبعا لا، علاقتنا مع الاردن افضل من علاقتنا مع سوريا.
* على أي مقاييس اعتمدتم؟
بناء على أنهم لم يصل منهم إلينا أذى، وحدودهم ضبطت ولم يتسلل منهم إرهابي ولا أحزمة ناسفة ولا سيارات مفخخة. فلماذا أعاديهم؟ بقدر ما يحترمون شعبنا وسيادتنا، نحترمهم ونتعامل معهم بايجابية، لكن الأمر الأساسي الآن نحن جادون في بناء افضل العلاقات مع كل دول الجوار ودول العالم.
* برأيك كم سيستغرق تشكيل الحكومة المقبلة؟
اتوقع في الشهر الخامس تبدأ الحكومة الجديدة مهامها.
* لماذا هذا التأخير بتصوركم؟
ليس هناك تاخير في تشكيل الحكومة على اعتبار ان النتائج النهائية لم تظهر ولن تشكل الا بعد الانتهاء من الشكاوى واقرارها من المحكمة الاتحادية، إذا أنه بعد ان ينجلي الموقف وتعرف ارصدة كل الكتل والارقام التي حصلت عليها في الانتخابات، من الممكن ان يكون هناك إتفاق بشكل جدي وواضح.
* لو تم الاجماع من بقية الكتل على رفض ترشيح المالكي، هل من مرشح اخر احتياط لديكم حيث ان هناك حديثا عن جعفر الصدر؟ ما مدى صحة هذا الكلام؟
البديل للمالكي هو المالكي، لا يوجد لدينا بديل اخر على الاطلاق.
* المعترضون على المالكي يرون ان لديه فردية في إتخاذ القرار.. هل سيبقى المالكي على نهجه نفسه في إدارة الدولة؟
إذا صحت أقوالهم، أما إذا إدعوا فهناك صلاحيات ثبّتها الدستور وثبّتتها القوانين، من يتجاوزها يحاسب، أما إذا الرجل عمل بصلاحيته المقررة والمكتوبة في الدستور والقانون هل يعتبر ذلك دكتاتورية؟ من السهل لصق التهم بالاخرين، وعلى أرض الواقع والميدان يجب ان نتفاهم على قانونية أو عدم قانونية النقطة.
انا مؤمن بأهمية وجود لقاء مباشر بين كل الفرقاء الذين يشتركون في تشكيل الحكومة، ونشخص الخلل اين. من قام به هل قام به الوزير الفلاني، رئيس الوزراء، رئيس الجمهورية رئيس البرلمان، وعندئذ نستطيع ان نتفاهم. اما قضية إلصاق التهم بالآخرين فلها اول وليس لها اخر، ولا تبني بلدا، ولاتبني العلاقات الودية الطيبة التي ينبغي ان تسود، وإعادة بناء العراق المدمر.
* ماهي مشاريع إئتلافكم لمستقبل العراق؟
نريد عراقاً قويًا مزدهرًا آمنًا يمتلك السيادة، يحترم فيه الإنسان، نتعامل على أساس المواطنة، لديه إزدهار اقتصادي وزراعي وعمراني، نريد رفع المستوى العلمي والخدمي والصحي وتقديم كل ما ينفع بلدنا وشعبنا، وانا اعتقد ان في السنوات القليلة القادمة سوف يشهد العراق طفرة على كل الأصعدة.
وهذا يرجع الى الأسباب التالية: أولها التحسن الأمني، وقد رأيتم أن الإرهاب كسرت شوكته وخلعت أظافره وأنيابه، لو كان له القدرة لفجر الموقف علينا في يوم الإنتخابات. ففي يوم الإنتخابات لم يتمكن الإرهابيون سوى من تفجير القنابل الصوتية، وهذا كل ما يملكون من قوة رغم كل التهديدات والوعد والوعيد الذي لم يسفر عن شيء.
اضافة الى ذلك هناك الكثير من الشركات المستعدة ان تبعث بمليارات الى العراق للاستثمار فيه، ثالثا وهذا امر واقعي وليس خياليا ان العراق سوف يصدر سنة 2016 ما مجموعه 12 مليون برميل من النفط يوميا، وهذا يعني أننا سوف نقفز قفزة إقتصادية كبرى قادرة على ان تحل كل مشاكلنا الإقتصادية وتوفر السيولة النقدية القادرة على بناء البلد.
* هل من ضمن مشاريعكم العودة ومصالحة البعثيين؟
البعثيون قتلة ولا علاقة لنا معهم، ولكن من عاد لشعبه وصار مواطنًا عاديًا وتبرأ من حزب البعث وجرائمه وموبقاته وآثامه ليس لدينا مشكله معه، الكثير من هولاء دخلوا حزب البعث خوفا من حزب البعث وليس إيمانًا به فلماذا نظلمهم.
* كيف تقرأون مستقبل العراق مع الولايات المتحدة الأميركية؟
أعتقد ان الولايات المتحدة الأميركية سياستها واقعية، عندما تجد الشعب متماسكا وحكومة قوية وبلد ينمو سوف تحترمنا بقدر تماسكنا وحفاظنا على سيادتنا ووحدة أراضينا وإزدهار شعبنا، عندئذ تتعامل معنا بإحترام، كما إننا نتعامل معها باحترام.
*حزب الدعوة تنظيم العراق الذي تنتمي له إنشق لحزبين. هل من بوادر لتوحيده او ألتحاقه بالحزب الام؟
لم ننشق الى حزبين بقي حزبنا كما هو ولايوجد شقان آخران، يكفي أن حزب الدعوة تنظيم العراق هو الذي حصل على ما يقارب عشرين صوتا ولم يحصل الاخرون على صوت واحد.
التعليقات