رصدت إيلاف عدداً من ردود الفعل الصادرة إثر تعيين الدكتور احمد الطيب لتولي منصب شيخ الأزهر فاعتبر البعض أنه جدير بهذا المنصب فيما رفض آخرون التعليق وسط أصوات طالبت بانتخابه بدل تعيينه.

القاهرة: أشاد فضيلة الشيخ سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف باختيار الرئيس مبارك للدكتور احمد الطيب لتولي منصب شيخ الأزهر خلفا للراحل محمد سيد طنطاوي الذي وافته المنية في الاراضي السعودية الأسبوع الماضي، مؤكدا ان quot;السيد الرئيس احسن الاختيار، واختار عالما جديرا بهذا المنصبquot;، الذي يمثل أعلى سلطة دينية إسلامية في العالم السني.

وقال عبد الجليل في حديث خاص لـquot;إيلافquot; ان quot;شيخ الأزهر الجديد يتمتع بعلم غزير وسمعة طيبة بين العلماء الأكاديميين في جامعة الأزهر ويحظى بتقدير كبير وسط أئمة الأوقافquot;، مشيرا الى انه يمتلك المؤهلات التي تؤهله لتولي هذا المنصب وتطويره، quot;لا يحتاج الى رسم خريطة لإدارة الأزهر لأنه على علم تام بهذا المنصبquot; بحسب قوله.

ويعتقد عبد الجليل أن الدكتور احمد الطيب quot;يتمتع بثقافة واعية جدا وحكمة في الإدارةquot; مشيرا الى ان منصب شيخ الأزهر كان في حاجة بالفعل إلى الدكتور احمد الطيب. وأضاف quot;احسب ان الدكتور كان وثيق الصلة وكان قريبا جدا جدا من الأزهر ولذلك لن يحتاج الى وقت طويل ليتعرف إلى مشكلات الأزهر لأنه يدرك هذه المسألة جيدا كما يملك رؤية لتطويرهquot;.

وقد قرر الرئيس مبارك اليوم الجمعة تعيين الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر شيخاً للأزهر خلفا لفضيلة الشيخ الراحل محمد سيد طنطاوي بموجب القرار الجمهوري رقم 62 لعام 2010.

وكان الطيب واحدا من ضمن عدد من المرشحين الآخرين لتولي هذا المنصب من بينهم فضيلة الدكتور علي جمعة المفتي الحالي والدكتور احمد عمر هاشم رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب والدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف والشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق.

ورفض الشيخ محمود عاشور التعليق على تولي الطيب منصب شيخ الأزهر، حيث رد على سؤال إيلاف عن اختيار الطيب لمنصب شيخ الأزهر بقوله quot;ارفض التعليقquot;. بينما كان الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية أول المهنئين لشيخ الأزهر الجديد، وبعث له برقية أعرب فيها عن أمله في أن يوفقه الله في هذه المهمة الكبيرة لخدمة الإسلام والمسلمين في مصر والعالم.

وأشاد المفتي في البرقية بالدور الكبير للدكتور أحمد الطيب من خلال علمه ومكانته الدينية والعلمية، مؤكدا التعاون التام بين كل المؤسسات الدينية في مصر من أجل خدمة الإسلام والمسلمين.

وجاء قرار تعيين شيخ الأزهر مخالفا لتوقعات الكثيرين الذين كانوا يتوقعون تسمية المرشح الجديد إلى حين عودة الرئيس مبارك من رحلته العلاجية في ألمانيا، حيث أجرى في مستشفى هايدلبرغ عملية جراحية لاستئصال الحوصلة المرارية ونسيج حميد بالاثني عشر.

وربط خبراء بين الإسراع في تعيين شيخ الأزهر الجديد ومحاولة الحكومة التخلص من صداع المطالب التي تعالت في الأيام الاخيرة من بعد وفاة طنطاوي بضرورة العودة الى النظام القديم بانتخاب شيخ الأزهر بدلا من تعيينه، مؤكدين ان اختيار الطيب لهذا المنصب يأتي متماشيا مع نهج الدولة في تدعيم الحوار بين الحضارات.

وأصبح اختيار شيخ الأزهر بالتعيين بموجب قانون الأزهر عام 1961 بدلا من الانتخاب بعد إلغاء هيئة كبار العلماء، لتتولى الدولة مفاتيح اختيار من تراه مناسبا.

ويرى المؤيدون لانتخاب quot;الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر quot;ضرورة استقلال هذا المنصب عن الحكومة أسوة بما يحدث في الكنيسة، حيث يتم انتخاب البابا، باعتبار ان هذا المنصب ديني وليس سياسيا وانه لا يمثل الحكومة المصرية وإنما يمثل المسلمين السنة في جميع أنحاء العالم.

كما يعتقد المؤيدون لانتخاب شيخ الازهر ان السياسة أساءت الى الإمام الراحل وكانت السبب في الهجوم الذي تعرض له طوال السنوات الـ 14 التي قضاها في منصبه، كما كانت سببا في تراجع دور الأزهر.

وولد الدكتور أحمد الطيب في محافظة قنا في صعيد مصر، والتحق بالأزهر الشريف وحصل على الليسانس من جامعة الأزهر في شعبة quot;العقيدة والفلسفة الإسلاميةquot; عام 1969، ثم عين معيدا في الجامعة، وتدرج في اعلى المناصب حتى وصل الى منصب مفتي الجمهورية، ثم رئيسا لجامعة الأزهر، وهو عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية بالتعيين وشيخ الطريقة الأحمدية الخلوتية خلفا لوالده مؤسس الطريقة الخلوتية في أسوان، وهو عضو أيضا في لجنة السياسات في الحزب الوطني الحاكم.

وللدكتور أحمد الطيب العديد من الدراسات والأبحاث والمؤلفات في quot;العقيدة والفلسفةquot; الإسلامية، وكذلك ترجمات وتحقيقات لعدد من المؤلفات الفرنسية عن quot;الفلسفة الإسلاميةquot;. لكن يأخذ عليه بعض الازهريين، خلعه لرداء الأزهر وارتداء البدلة، الأمر الذي أضفى عليه صبغة سياسية في عيون البعض، عززتها مواقفه في مناسبات كثيرة حيث اكد في احدى المرات quot;ان التصويت على التعديل الدستوري فرض عينquot;.

ويتفق الطيب مع طنطاوي في ان النقاب عادة وليس عبادة وقد شدد على ضرورة خلع طالبات الأزهر للنقاب داخل لجان الامتحاناتrlm; وداخل الحرم الجامعي، الا ان له مثل سابقه الكثير من الفتاوى المثيرة للجدل، حيث سبق ان اباح للمسلم بيع الخمور في بلد غير إسلامية لغير المسلمين، وسبق ان أجاز للمرأة أن تؤم الرجال في الصلاة.