يرى محللون ان توقيع الولايات المتحدة وروسيا معاهدة جديدة لتقليص الاسلحة النووية في المدى القريب يشكل انتصاراً دبلوماسياً مهماً للرئيس الاميركي باراك اوباما.

واشنطن: اعتبر مركز التقدم الاميركي (سنتر اوف اميريكان بروغرس) في رسالة الكترونية الخميس ان المعاهدة التي ستحل محل معاهدة ستارت تشكل quot;انجازا تاريخيا سيساهم في زيادة امن الولايات المتحدة وحلفائهاquot;. واضاف المركز ان الاتفاق quot;يقلل من خطر اندلاع حرب نووية، ويترجم رؤية الرئيس الاميركي لعالم خال من الاسلحة النووية، كما يشكل نتيجة ملموسةquot; لمساعي اوباما من اجل تحسين العلاقات مع روسيا.

في المقابل، ابلغ مصدر في الكرملين وكالة فرانس برس الاربعاء ان موسكو وواشنطن توصلتا الى quot;اتفاق على كل الوثائقquot; المطلوب توقيعها في المعاهدة الجديدة لخفض الاسلحة النووية. كما اورد التلفزيون التشيكي نقلا عن مصدر في السفارة الروسية في براغ ان العاصمة التشيكية قد تستضيف توقيع المعاهدة في 8 نيسان/ابريل.

واكد مسؤولون اميركيون اختيار براغ لتوقيع المعاهدة الا انهم اشاروا الى وجود quot;تفاصيل تقنيةquot; يجب حلها قبل التوقيع. ويرى جيفري لويس المتخصص في الاسلحة النووية في مؤسسة +نيو اميركا+، ان مجرد التفاوض بشأن هذه المعاهدة quot;يظهر اننا لا نزال قادرين على العمل لنزع الاسلحة النوويةquot;. واضاف لويس لفرانس برس ان الولايات المتحدة لم تتفاوض بشأن معاهدة بهذا القدر من التعقيد منذ اكثر من عقد.

وتملك الولايات المتحدة وروسيا معا 95% من الاسلحة النووية في العالم. وكان الرئيسان الروسي ديمتري مدفيديف والاميركي باراك اوباما حددا في تموز/يوليو هدف خفض عدد الرؤوس النووية الى ما بين 1500 و1675 لكل من بلديهما، وعدد الصواريخ القادرة على حملها الى ما بين 500 و1100.

وتعلن واشنطن انها تملك 2200 رأس نووي، فيما تشير تقديرات الى امتلاك روسيا 3000 رأس نووي وهو رقم يعتبره لويس مبالغا فيه، لافتا الى ان القطبين السابقين للحرب الباردة يمتلكان ترسانات نووية متعادلة. ويرى لويس ان خفض الاسلحة النووية في اي حال سيكون محدودا جدا. ويعتبر ان quot;المكسب الاساسي يكمن في اقناع الروس بمعاودة اتخاذ تدابير توقفت منذ كانون الاول/ديسمبرquot;، وكانت مدرجة في معاهدة ستارت التي ابرمت في 1991 وانتهى العمل بها في 5 كانون الاول/ديسمبر الماضي.

ويرى الخبير مايلز بومبر ان ابرام المعاهدة سيقوي الموقف الاميركي قبيل قمة دولية حول الامن النووي مقررة في واشنطن في نيسان/ابريل، ومؤتمر المتابعة لمعاهدة الحد من الانتشار النووي الذي تستضيفه الامم المتحدة في ايار/مايو.

وتقديم الولايات المتحدة وروسيا المثال الجيد quot;سيعطي دفعا ايجابياquot; في مواجهة ايران وكوريا الشمالية ولا سيما تجاهلهما المطالب المتزايدة باخضاع برنامجيهما النووين للرقابة. ويرى بومبر وهو باحث في مركز جيمس مارتن للدراسات حول الحد من الانتشار النووي، ان المعاهدة من شأنها زيادة تصميم روسيا على فرض عقوبات على ايران عبر الامم المتحدة.