أكد خالد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة السعودية، في حديث خاص لـ quot;إيلافquot;، أن الأولوية في الجريدة هو العمل بإنسيابيّة دون الرجوع إلى فكرة الإختلاط أو الخلوة، خصوصاً بعد إفتتاح أول قسم نسائي متكامل فيها، مدعماً رأيه بأن الإعلامية السعودية تتمتع بكل الكفاءات المطلوبة، وأن الصحافة بلا إمرأة هي صحافة قاصرة.

الرياض: يبدو أن جريدة الجزيرة السعودية أصبحت تعشق الأوليات في كل خططها وإستراتيجياتها، فبعد أن كانت أول مطبوعة ورقية سعودية تؤسس موقعا على شبكة الإنترنت، وبعد أن كانت أول مطبوعة عربية تصدر بيانا بحجم المبيعات لليوم السابق. هاهي الآن تعود من باب آخر بتأسيس أول بيئة عمل متكاملة خاصة فقط للنساء بمبنى الجريدة بمدينة الرياض.

انسيابية العمل الأهم

في الوقت الذي مال فيه جزء من المجتمع السعودي مع الطائفة المنادية إلى صحة الاختلاط بعيدا عن الخلوة، أضحت جريدة الجزيرة بعيدة عن كل تلك الأصوات بتأسيس قسم مستقل ببيئة عمل متكاملة للمرأة، واعتبر رئيس تحرير جريدة الجزيرة خالد المالك في حديث خاص ل quot;إيلافquot; بأن الضرورة الأهم للجريدة هي العمل بانسيابية دون الرجوع إلى فكرة الاختلاط أو الخلوة، وتوفير البيئة التي تساعدهم على العمل والإنجاز، وقال المالك بأن الإعلامية السعودية أصبحت ذات كفاءة وعلم ولديها المستوى التعليمي الذي يساعدها على أن تشارك الرجل في كل شئ.

وفي رده على سؤال حول المجالات المطروحة للإعلاميات السعوديات بالعمل داخل الجريدة من خلال القسم النسائي المتكامل، أوضح رئيس تحرير جريدة الجزيرة أن بإمكان صحفيات الجزيرة أن يعملن في الإخراج وتصفيف المواد والتدقيق اللغوي، إضافة إلى قسم التسويق وكافة الأمور الصحفية.

وقال إن دور المرأة لن يقتصر فقط في نقل الأخبار والمراسلة. وأضاف المالك أن جميع الموظفات اللاتي يحملن الدرجات العليا الأكاديمية لتخصصات تكون الجريدة بحاجة إليها سيلاقين فرصة العمل المناسبة في مؤسسة الجزيرة كخريجات الفنون الجميلة اللاتي يعملن على الإخراج الفني للجريدة وفق إحساسهن الذي يتميزن به في ذلك، كذلك العديد من التخصصات كاللغة العربية وكليات الإدارة لموظفات قسم التسويق.

تأسيس أول بيئة عمل متكاملة خاصة للنساء في مبنى الجريدة

وعن الانتقادات التي ستوجه للجريدة من قبل التيارات الأخرى التي تحرص على بعد المرأة عن كل مايثير الشك، قال رئيس تحرير الجزيرة خالد المالك إن درجة الحرص الموجودة لديهم شبيهة بمثل ماتدعو إليه هذه التيارات مؤكدا أنهم في مؤسسة الجزيرة لايقبلون المساس بالثوابت، وأضاف أن لديهم كافة الأجواء التي تناسب خصوصية المرأة وتوفير بيئة عمل لها بعيدة عن كل مايهيئ بيئة للاحتجاجات، وقال بأنه إن كانت هنالك احتجاجات فهي مجرد اختلاف في وجهات النظر يمكن لهم التغلب عليها.

واعتبر المالك بأن هذه الخطوة تأخرت أكثر من ربع قرن في وقت كان لابد فيه من افتتاح أول قسم مستقل للنساء في الصحف السعودية أسوة بالرجل quot;كون الصحافة بلا امرأة هي صحافة قاصرةquot;، وقال إن جميع الصحف تملك أقساما نسائية لكنها تفتقر إلى بيئة لها مستقلة ومختصة، رغم أنها تستطيع أن تصل إلى أماكن يصعب على الرجل الوصول إليها. مشيرا في ختام حديثه لquot;إيلافquot; إلى أن الرجل والمرأة شريكان في العمل، وجميع المؤسسات الصحفية بحاجة مستمرة لهما دون أن يكون الاختيار منحازا لأحد.

وداعا للمنزل ..

quot;إيلافquot; توجهت بالسؤال إلى رئيسة القسم النسائي بجريدة الجزيرة ماجدة السويح عن مدى تأثير مثل هذه المنشآت على تبوء المرأة المناصب القيادية العليا في المؤسسة الصحفية السعودية، وقد أكدت السويح بأن الإعلامية السعودية قادرة على الوصول إلى مناصب اتخاذ القرار، مستدلة بعدد من الإعلاميات الحائزات على العديد من الجوائز في المحافل العربية.

وحول أهمية تأثير تأسيس قسم نسائي متكامل داخل جريدة الجزيرة على الإنجاز والتطوير في العمل، قالت ماجدة السويح إن فرق العمل مابين المنزل والمؤسسة الصحفية هو البيئة المهيأة للعاملات من طاقم تحريري وطاقم فني، حيث أن الجميع يشاركن في عملية التطوير والإنجاز من خلال هذه البيئة التي تزيدهن خبرة واحتكاك ببعضهن البعض.

وفضلت رئيسة القسم النسائي بجريدة الجزيرة البيئة المؤسسية المتكاملة كون أن جميع أجهزة الاتصال بجميع وكالات الأنباء في العالم متوفرة وبصورة جيدة أفضل من أي مكان آخر، وعن الفرق مابين الأقسام النسائية في المؤسسات الإعلامية الأخرى عنها في مؤسسة الجزيرة، بينت السويح أن المرأة سوف تعمل بصورة مختلفة عن المؤسسات الإعلامية الأخرى من حيث أنها ستعمل على الوظائف الفنية وليس فقط على الوظائف التحريرية، مضيفة أن مايتميز به القسم أيضا هو العمل على إعداد الصحفية الشاملة التي تقوم بكافة الوظائف الصحفية والعمل على إخراجها من حينها على الصفحات الورقية والالكترونية.