ميركل واردوغان يستعرضان حرس الشرف في استقبال المستشارة الالمانية

وصلت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى أنقرة في زيارة تستغرق يومين، تأتي في وقت تخيّم عليه خلافات بين البلدين حول بعض القضايا، ومن بينها رغبة أنقرة في الحصول على عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي. وتشمل المباحثات المفاوضات المتعثرة بشأن انضمام تركيا إلى الاتحاد، والموقف من إيران وإسرائيل وقضية المصالحة مع أرمينيا على خلفية مذابح الأرمن، كما ستشمل خطط الاتحاد الأوروبي لمد خط أنابيب غاز على امتداد 2000 ميل من بحر قزوين إلى أوروبا عبر النمسا، وهو المشروع المعروف باسم خط غاز quot;نابكوquot;.

انقرة: إستبقت ميركل زيارتها بالتأكيد مجددًا على أن تركيا يجب أن تحصل على quot;مزايا تفضيليةquot; وليس على العضوية الكاملة للاتحاد الاوروبي، وهو الموقف الذي أغضب تركيا ودفعها الى مطالبة ميركل بالالتزام بمبدأ quot;العقد شريعة المتعاقدينquot;، الذي تقوم على أساسه المفاوضات، وتجلى في رد أردوغان عليها بالتساؤل: quot;لا أفهم ما سبب كل هذه الكراهية، هل ان تركيا تمثل بالنسبة الى ميركل كبش فداء؟quot;.

اوضحت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل من جديد الاثنين، خلال زيارة لإنقرة، ان المفاوضات الجارية بين تركيا والاتحاد الاوروبي ليس من شأنها أن تسفر حكمًا عن انضمام تركيا الى الاتحاد، كما اكد البلدان اختلافهما في الرأي بشأن ايران.

وقالت ميركل للصحافيين اثر لقاء مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان quot;قواعد اللعبة تغيرتquot; منذ ان طرقت تركيا ابواب اوروبا للمرة الاولى قبل 50 عامًا. واضافت ان quot;المفاوضات (المتعلقة بالانضمام) عملية مفتوحة النتيجةquot; ما يعني انها لا تؤدي بالضرورة الى الانضمام للاتحاد الاوروبي.

وكانت ميركل قد أكّدت من جديد الاسبوع الماضي لوسائل اعلام تركية والمانية استمرار معارضتها لانضمام تركيا التام والكامل الى الاتحاد الاوروبي والذي تفضل عليه اقامة quot;شراكة مميزةquot; بينهما. وتخشى المانيا، شانها شان فرنسا، دخول بلد يعد 71 مليون نسمة غالبيتهم من المسلمين الى الاتحاد الاوروبي.

وتشعر تركيا بالاستياء من بطء التقدم في مفاوضات انضمامها لعضوية الاتحاد الاوروبي وغضبت من اقتراح ميركل ان تقبل علاقة مشاركة متميزة مع الاتحاد الذي يضم 27 دولة. وتقول تركيا انها دخلت المفاوضات من اجل العضوية الكاملة ولن تقبل بأقل من ذلك.

ولم تباشر تركيا، التي ترفض فكرة الشراكة المميزة التي يؤيدها ايضًا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، التفاوض سوى على 12 من ملفات الانضمام الـ35 منذ بدء هذه المفاوضات في العام 2005، كما ان هذه المحادثات تراوح مكانها خصوصًا بسبب عدم اعتراف انقرة بجمهورية قبرص العضو في الاتحاد الاوروبي.

وفي هذا الشأن طلبت ميركل من تركيا فتح موانئها امام السفن القبرصية في اطار الاتحاد الجمركي الذي انضمت اليه تركيا، وقالت quot;اهم مسألة هي تطبيق البروتوكول ... علينا تسوية القضية القبرصية. وهذا في صالحنا جميعًاquot;.

تباين ألماني

وعلى خلفية الزيارة، حذّر رئيس حكومة ولاية بافاريا الألمانية، هورست زيهوفر من انضمام تركيا للاتحاد، وقال quot;توضح اليونان لنا التحديات التي يواجهها الاتحادquot;، ورأى أن مسألة quot;الشراكة المميزة هي أفضل عرض ممكنquot;. اما رئيسة حزب الخضر كلاوديا روت فقد حذرت من اقتراح quot;الشراكة المميزةquot;، وقالت إن على ميركل السعي لحصول تركيا على عضوية الاتحاد.

من ناحية أخرى، رحّبت غرفة التجارة والصناعة الألمانية بالعلاقات الاقتصادية مع تركيا، لكنها طالبت بتحسين بعض الأمور. وقال رئيس الغرفة هانز هاينريش دريفتمان quot;الاقتصاد يحتاج لأسواق مفتوحة وتركيا مندمجة مع الاتحاد بشكل أكبر مما يعتقد، من خلال الاتحاد الجمركيquot;.

وطلبت ميركل من تركيا دعم الدول الغربية التي تهدد ايران بعقوبات جديدة متهمة هذا البلد بالسعي الى امتلاك السلاح النووي. وقالت quot;اذا لم تسارع ايران باتخاذ اجراءات واضحة فاننا سنتخذ قرارًا بشأن مسألة العقوبات... والمانيا ستكون سعيدة جدًا اذا استطعنا التصويت بصوت واحد مع الولايات المتحدة واوروبا وتركياquot;.

ويعارض اردوغان، الذي تشغل بلاده مقعدًا غير دائم في مجلس الامن، فرض عقوبات جديدة على ايران. ويساور تركيا القلق من امكان حدوث سباق تسلح نووي في المنطقة بين اسرائيل وايران على الرغم من أنها لا تشعر بتهديد مباشر من ايهما.

وتابع اردوغان quot;اذا وثق فينا العالم فسنجد طريقًا وسطًا مع ايران. امل ان نصل الى نتيجة اذا واصلنا العملquot;، وقال اردوغان quot;لتركيا حدود طولها 380 كيلومترًا مع ايران وهي شريك مهم خاصة في مجال الطاقة. ويجب الا نتجاهل ذلك عندما نقيم علاقاتنا.quot; كما اثار شكوكا بشأن نتائج جولات العقوبات الثلاث السابقة التي فرضت على ايران وأشار الى أن دول عديدة انتهكت العقوبات التي أيدتها في التصويت.

وفي اشارة مستترة على ما يبدو الى اسرائيل، اشار الزعيم التركي الى دولة اخرى في المنطقة تملك اسلحة نووية. ويفترض على نطاق واسع ان اسرائيل تملك أسلحة نووية لكنها لم تعلن نفسها دولة نووية. وقال اردوغان quot;نحن نعارض الاسلحة النووية في منطقتنا. لكن هل هناك دولة اخرى في منطقتنا لديها اسلحة نووية.. نعم هناك واحدة. وهل أخضعت لعقوبات.. لاquot;.

وبمعزل عن هذه المواضيع الخلافية يبدو ان البلدين قريبان من اتفاق بشان انشاء مدارس تركية لنحو 2,5 مليون مهاجر تركي في المانيا. وكان اردوغان، الذي اثار جدلاً في العام 2008 عندما رفض اندماج الاتراك في المانيا، كرر قبل وصول ميركل رغبته في انشاء مدارس تركية للتعليم الثانوي في هذا البلد الامر الذي ترفضه المستشارة الالمانية.

واعتبرت ميركل الاثنين انه يمكن فتح مدارس تعلم اللغة التركية في المانيا على ان لا يشكل ذلك quot;ذريعةquot; للمهاجرين لعدم تعلم اللغة الالمانية والاندماج في المجتمع، وقالت ان quot;تعلم اللغة في مجتمع نعيش فيه شرط للاندماج انه ليس استيعابًاquot;.

واوضح مساعد لاردوغان ان اقتراح رئيس الوزراء اسيء فهمه، مضيفًا ان تركيا ترغب في فتح مدارس تحترم المنهج الالماني وتدرس باللغتين. واعتبر اردوغان ان على البلدين العمل على تحقيق quot;الاندماج مع الحفاظ على الجذور الثقافية للاخرquot;.