لندن : في اطار سعي الكتل العراقية في البحث عن تحالفات تمكنها من تشكيل الحكومة الجديدة، فقد اطلق قياديون في القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي إشارات ترضية إلى الاكراد، تمهيدًا لتحالف بين الفريقين على هذا الطريق. في وقت تهدد تهم بالارهاب وجهت الى مرشحين فائزين في quot;العراقيةquot; حرمانها من مقعدي الفوز على ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي .

وخلال اجتماع عقده الاثنين رئيس اللجنة المكلفة بالتفاوض مع الكتل الاخرى نائب رئيس الوزراء القيادي في العراقية رافع العيساوي مع القيادي في التحالف الكردستاني نائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس تم بحث quot;مجريات العملية السياسية وتبادل الاراء بخصوص التحالفات السياسية استعدادًا لتشكيل الحكومة الجديدةquot; .

وقال العيساوي عقب الاجتماع الذي اصطحب فيه رئيس تجمع quot;عراقيونquot; احد مكونات العراقية اسامة النجيفي quot;اكدنا خلال الاجتماع ان كل الائتلافات منفتحة على بعضها ولن نستثني احدًا.إذ يأتي اجتماعنا في اطار جهود القائمة العراقية لاستقطاب القوائم والتحالفات الاخرى سعيًا لتشكيل تحالف كبير يتيح للعراقية تشكيل الحكومة كونها دستوريًّا القائمة الفائزة والحاصلة على اكبر عدد من المقاعدquot;.

واضاف quot; تكلمنا عن بيان الراي الذي اصدرته المحكمة الاتحادية في اليومين الماضيين، ويحب ان اشير الى نقطة ان المحكمة الاتحادية بناء على الامر التشريعي المرقم 30 للعام 2005 النافذ ووفق قانونها الذي تعمل به ووفق نظامها الداخلي، ليس من اعمال المحكمة الاتحادية تفسير نصوص الدستور وعلى هذا الاساس فإن الكتلة الاكبر التي تكلف بتشكيل الحكومة هي العراقية... واذا كان الاخرون لا يريدون المضي مع العراقية، فإن هذا موضوع آخرquot; . واوضح ان quot;القول ان العراقية ليست الكتلة الاكبر فهذا كلام غير دستوري كونها حصلت على المرتبة الاولى في الانتخابات البرلمانية الاخيرةquot; كما نقل بيان صحافي لمكتبه تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه. ومن جانبه، قال شاويس quot;التقينا باخوة اعزاء حيث جاء هذا اللقاء في اطار تحركات الكتل الفائزة في الانتخابات النيابيةquot; .

اما القيادي في القائمة العراقية اسامة النجيفي المعروف بعلاقاته المتوترة مع الاكراد الذين يصفون تصريحاته من قضاياهم بانها شوفينية فقد قال quot;التقينا بالسيد روز وهو صديق قديم وعزيز وتربطنا معه علاقات وثيقة لابد ان نبدا صفحة جديدة من العلاقات المتميزة والعيساوي صاحب فضل في دعوتنا لهذا اللقاء وانشاء الله يشكل خيرا للعراق ولكي نؤسس لحكومة قادرة على بناء دولة مستقرةquot; .

علاوي مصافحا طالباني

ومعروف ان النجيفي يشكل احد العقبات الرئيسة في تحالف كتلة العراقية مع التحالف الكردستاني نظرًا لما عرف عنه من تصريحات ومواقف ازاء قضايا الاكراد بشكل يعتبرونها شوفينية . وسبق للنجيفي ان اعترض على تولي جلال طالباني الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني لرئاسة العراق، كما وقف ضد وجود قوات البيشمركة الكردية في مناطق يطالب بها الاكراد في محافظة نينوى الشمالية التي قاد القائمة العراقية خلال الانتخابات الاخيرة فيها.

وفي تصريحات غير مسبوقة له فقد اعتبر النجيفي اليوم ان للكرد حقًا في منصب رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب العراقي على أن يعمل الشخص المرشح لهذين المنصبين كمواطن عراقي وليس كرديًّا. وقال ان quot;منصب رئاسة الجمهورية ومجلس النواب العراقي حق لكل مرشح تم ترشحيه من قبل الشعب العراقي ووفق الاستحقاق الانتخابي وأن للاكراد حق في هذ هذه المناصبquot;. واشار في تصريح لوكالة quot;أكنيوزquot; الكردية الى ان quot;الذي يهم يشغل هذين المنصبين يجب ان يكون شخصًا مقتدرًا اي ان العمل يتطلب المواطنة بالدرجة الاولى مهما كان ويتصرف الشخص المرشح بطريقة محايدة بعيدًا من المحاصصة والطائفية quot;.

اما القيادي الاخر، في العراقية عدنان الباجة جي فقد ارسل اشارة اقوى الى الاكراد بتأكيد تأييده لتقرير المصير للاكراد . وقال quot; أنا أناصر الكرد في أن يقرروا مصيرهم مثلما يريدون حتى عندما كنت وزيرًا للخارجية العام 1966 قلت في اجتماع مجلس الوزراء يجب أن نسمح للكرد بتقرير مصيرهم مثلما يريدون فاستغرب الجميع من هذا الطرح، فقلت لهم أنا دافعت لسنوات طويلة في الأمم المتحدة عن حقوق شعوب أفريقيا في الاستقلال ونيل حرياتها ثم آتي إلى العراق لنحرم الكرد وهم منا وشعبنا .. والكرد يعرفون موقفي هذا ومنذ بدايات عملي في الخارجية وأنا متمسك بهذا الموقفquot;.

وفي تصريحات له اليوم وزعها مكتبه الاعلامي قال طارق الهاشمي رئيس قائمة تجديد القيادي في الكتلة العراقية ان هذه الكتلة منفتحة على الجميع وليس لديها خطوط حمراء على اي جهة . وهي تعمل على ان يشارك الجميع في حكومة وحدة وطنية حقيقية ترتكز على مشروع وطني لانقاذ عراق مبني على الثوابت الوطنية. واضاف quot;ان العراقية ليست لديها خطوط حمراء على اي طرف وعلاقتنا مع الائتلاف الوطني ومع التحالف الكردستاني هي الافضل .. ومع ذلك فنحن لسنا بعيدين جدًا من ائتلاف دولة القانونquot;.

وتأتي مواقف كتلة العراقية هذه لتبديد بعض الغيوم التي تلبد سماء العلاقات بين كتلتي العراقية والتحالف الكردستاني اثر صدور تحفظات من قادة اكراد حول التحالف مع الكتلة العراقية بسبب وجود قادة فيها quot;معادين لقضايا الشعب الكرديquot; كما يقولون . واكد محمود عثمان القيادي في التحالف الكردستاني ان هناك صعوبة بتحالف العراقية مع التحالف الكردستاني في الحكومة المقبلة . واضاف ان هناك مشاكل بين الاكراد وقادة في العراقية تجعل من الصعوبة وجود تقارب بين هذين الكتلتين . وتوقع عثمان الفائز بمعقد برلماني في الانتخابات الاخيرة ان يشكل ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني مع التحالف الكردستاني الحكومة المقبلة quot;اذ ان هذا الامر اكثر واقعية ونجاحًا من بقية الاحتمالات لتشكيل الحكومةquot; على حد قوله . واضاف ان التحالف الكردستاني ليس لديه مشاكل مع اياد علاوي انما بعض الاطراف في العراقية من الذين يثيرون المشاكل معه .

اما العضو الاخر في التحالف الكردستاني سيروان الزهاوي فقد اشار الى ان مهمة علاوي في تشكيل الحكومة المقبلة اصعب من الاخرين . وقال quot;هناك شخصيات داخل القائمة العراقية لا تتفق مع التوجه العام لرئيس القائمة وخاصة بالامور المتعلقة بتنفيذ المادة 140 من الدستور والمناطق المتنازع عليهاquot; . ودعا الزهاوي علاوي الى البدء بتوحيد الخطاب السياسي داخل قائمته وخاصة الامور المتعلقة بتنفيذ المواد الدستورية والمناطق المتنازع عليها التي يطالب الاكراد بضمها الى اقليم كردستان الذي يحكومنه منذ العام 1991 . ويرتبط التحالف الكردستاني بحلف رباعي استراتيجي مع المجلس الاسلامي العراقي الاعلى وحزب الدعوة الاسلامية اضافة الى الحزبين الكرديين الرئيسين .

لكن تقدم الكتلة العراقية مهدد بفقدان مقعدي الفوز بعد أنطالبت جهات وصفت بالعليا باعتقال مرشحين اثنين عن القائمة بأسرع وقت ممكن، استنادًا إلى وجود أوامر قضائية باعتقالهما بتهمة الإرهاب كما تقول . والمرشحين هما رعد الدهلكي ومحمد عثمان الخالدي بعد صدور مذكرة رسمية من القضاء العراقي تقضي باعتقالهما وفقا للمادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب لعام 2005 التي تنص على أن من الأعمال التي تعد إرهابية هو العمل بالعنف والتهديد على إثارة فتنة طائفية أو حرب أهلية أو اقتتال طائفي وذلك بتسليح المواطنين أو حملهم على تسليح بعضهم لبعض وبالتحريض أو التمويل.

واظهرت نتائج الانتخابات حصول العراقية التي يتزعمها اياد علاوي على 91 مقعدًا وائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي على 89 مقعدًا والائتلاف الوطني على 70 مقعدًا والتحالف الكردستاني على 43 مقعدًا، فيما بينت حصول قائمة جبهة التوافق على 6 مقاعد وقائمة التغيير الكردية المعارضة على 8 مقاعد والاتحاد الإسلامي الكردستاني على 4 مقاعد ووحدة العراق على 4 والجماعة الإسلامية على مقعدين.