يواجه إياد علاوي طريقاً صعباً ليتولى قيادة العراق على الرغم من نجاحه في كسب ودّ السنة والشيعة والعرب وايران.
بغداد: يريد أياد علاوي الفائز بالانتخابات العراقية وزعيم ائتلاف انتخابي تشكيل إئتلاف من طوائف مختلفة، وبالرغم من نجاحه في خطب ود السنة والشيعة على حد سواء وكسب تأييد جيران العراق العرب والتواصل مع ايران. لكن احتمالات أن تتاح له هذه الفرصة ضعيفة. وفازت قائمة العراقية العلمانية التي يقودها علاوي بالانتخابات البرلمانية التي أجراها العراق في السابع من مارس اذار بفارق طفيف. وينظر الى النتيجة على نطاق واسع على أنها تدل على أن العراقيين قلقون من الخلط بين الدين والسياسة وأنهم مستعدون لتأييد حكومة قادرة على توفير الكهرباء والوظائف. وفاز الطبيب الذي تلقى تعليمه في بريطانيا ويريد استعادة منصب رئيس الوزراء الذي شغله في حكومة انتقالية من 2004 الى 2005 بالانتخابات بفارق مقعدين عن رئيس الوزراء نوري المالكي في البرلمان الجديد. وقال علاوي يوم السبت ان الطريق الى حكومة جديدة يمر عبر العراقية.
لكن مسؤولين في كتلة دولة القانون التي يقودها المالكي وائتلاف شيعي اخر هو التحالف الوطني العراقي قالوا انهم يتحدثون عن اندماج سيجعل من الزعيم الشيعي المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر لاعبا قويا في المشهد السياسي الجديد بالعراق. وكان جيش المهدي الموالي للصدر قد خاض قتالا عنيفا ضد القوات الاميركية. وقال المحلل السياسي العراقي ابراهيم الصميدعي quot;لن تتكون الحكومة بدون ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي لان صانع الملوك هو مقتدى الصدر.quot; quot;مقتدى الصدر لن ياتي امام الشيعة وايران ويقول لهم أنا جلبت لكم حكومة باغلبية سنية وطابع بعثي.quot;
ويقول علاوي العضو السابق في حزب البعث الذي كان مهيمنا في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين والذي أمضى عشرات السنين في المنفى في عهد صدام انه نجا من محاولة اغتيال على يد عناصر بعثية عام 1987 . لكن الشكوك المستمرة بشأن ولاءاته أذكاها اتحاده الانتخابي مع من يعتبرون متعاطفين مع البعثيين ومن بينهم السياسي السني البارز صالح المطلك. وكانت هيئة العدالة والمساءلة قد منعت المطلك من الترشح لصلاته المزعومة بحزب البعث.
كان علاوي قد قال انه مستعد للتحالف مع اي أحد. وتجري الكتلة العراقية محادثات مع التحالف الوطني العراقي والتيار الصدري الذي يمثل مكونها الرئيسي فضلا عن الاكراد. كما قال في مقابلة تلفزيونية يوم السبت انه يخوض محادثات مع بعض أعضاء حزب الدعوة وهو حزب المالكي. وقال حيدر حميد الاستاذ بجامعة بغداد quot;الاحزاب الشيعية لديها اعتراضات على بعض الشخصيات في القائمة العراقية والذين يقولون عنهم انهم موالون لحزب البعث. quot;الاكراد ايضا لديهم اعتراضات وخلافات مع احزاب متنافسة ومختلفة معهم بالنهج والتفكير ويعتبرون ان التحالف مع القائمة العراقية امر مستحيل.quot;
وقد أشار المالكي نفسه الى أنه لن يتخلى عن منصبه بلا معركة ربما في المحكمة. ولائتلاف دولة القانون الكثير من الشركاء المحتملين. ومن غير المرجح أن يتحد مع علاوي لكن المالكي قد يحاول اقتناص بعض الاجزاء من ائتلاف منافسه. وقال quot;نحن بصدد تشكيل التحالف الكافي لتشكيل الحكومة المقبلة ولدينا خيارات كبيرة في هذا المجال نكتفي بها. quot;ولكن ان ارادت بعض الكتل الموجودة في القائمة العراقية ان تاتي فنحن نرحب بها.quot; وليس هناك ما يضمن أن تتاح لعلاوي فرصة تشكيل حكومة. وبموجب حكم محكمة صدر الاسبوع الماضي يمكن أن تذهب هذه الفرصة للكتلة التي حصلت على اكبر عدد من المقاعد ليس بناء على نتيجة الانتخابات وانما بعد تنصيب البرلمان.
وعلى الرغم من المهمة الصعبة التي تنتظر علاوي وهي جمع الاكراد والسنة والشيعة معا لينضووا تحت لوائه فانه يتمتع بميزة القدرة على الحصول على تفويض من العراقيين الذين يشعرون بالقلق من الحرب. كما أن من يكرهون التدخل الخارجي في شؤون بلادهم قد ينظرون اليه كبديل معتدل للمالكي وحلفائه المحتملين المرتبطين جميعا بصلات بايران الجارة التي تعتبر كثيرة التدخل خاصة وأن ذكريات الحرب التي استمرت ثمانية اعوام بينها وبين العراق لا تزال حاضرة في الاذهان.
وقال وين وايت الباحث بمعهد الشرق الاوسط quot;اذا نجح علاوي في مسعاه لتشكيل حكومة فان علاقات العراق مع ايران ستتحول الى وضع (صحيح) اكثر حيث يعرض علاوي التعاون لكنه يحذر طهران من التدخل.quot; ويرى بعض المحللين أن نفوذ ايران في العراق الان اكبر حتى من نفوذ الولايات المتحدة التي لها قوات قوامها 96 الف جندي بالبلاد.
وقام الرئيس العراقي جلال الطالباني وهو كردي ونائب الرئيس عادل عبد المهدي العضو البارز في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الذي يقود التحالف الوطني العراقي بزيارة لطهران يوم الجمعة للقاء الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد. وشهد يوم الجمعة اعلان نتائج الانتخابات العراقية. وذكرت مصادر حزبية أنه في اليوم نفسه ذهب ممثلون من ائتلاف دولة القانون الذي يقوده المالكي والتيار الصدري للقاء مقتدى الصدر الذي يدرس في ايران.
وكان علاوي ذات يوم ناقدا صريحا لطهران لمساعدتها ميليشيات شيعية تقاتل على أرض عراقية لكنه خفف من حدة لهجته وحاول التواصل ليس مع ايران الشيعية وحسب بل ايضا مع جيران العراق من دول الخليج العربية التي يغلب على سكانها السنة. وقال وايت quot;يمكن أن تعتمد حكومة لعلاوي على... اعتراف ودعم وتعاون اكبر كثيرا من جانب حكومات عربية سنية مهمة مثل تلك بدول الخليج العربية ومصر والاردن حيث يتمتع باتصالات واسعة تمتد لفترة طويلة وحيث ينظر اليه بنوع من التأييد ولو كحصن واق في مواجهة ايران.quot;
التعليقات