تظهر اعتقالات سعودية شملت 113 متشدداً على صلة بتنظيم القاعدة، منهم فريقان للتفجيرات الانتحارية، أن تهديد المتشددين الاسلاميين للمملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم، لم ينته بعد وانما انتقل فقط الى اليمن المجاور.
الرياض: أظهرت الاعتقالات التي جرت الاسبوع الماضي وشملت مواطنين سعوديين ويمنيين بالاساس انه يتعين بذل المزيد من الجهد لمكافحة التشدد الذي ينمو وسط الشبان السعوديين المستائين من الاوضاع والذين قد يجدون تنفيسا عن غضبهم في التشدد الاسلامي.
وقال جيني هيل الخبير في شؤون اليمن في معهد تشاثام هاوس البريطاني للبحوث quot;هذه الاعتقالات تلقي الضوء على الطبيعة العابرة للحدود للتهديد الارهابي في المملكة وتدعم الاعتقاد القائل بأن مشكلات اليمن تمثل تحديا متناميا للسعودية.quot; وقالت السعودية التي صادرت أسلحة وأحزمة متفجرات في اطار حملتها ان المتشددين كانوا يخططون لشن هجمات على منشات طاقة ومنشات أمنية في المنطقة الشرقية المنتجة للنفط. وأضافت أن المتشددين مدعومون من تنظيم القاعدة في اليمن الذي قفز الى صدارة المخاوف الامنية الغربية بعد أن أعلن جناح القاعدة في اليمن مسؤوليته عن محاولة فاشلة لشن هجوم على طائرة متجهة للولايات المتحدة في ديسمبر كانون الاول.
وقال جيف بورتر مدير قطاع الشرق الاوسط وافريقيا في مجموعة يوراسيا quot;هذا يظهر أن القاعدة لا تجد صعوبة في تجنيد السعوديين وتحقق نجاحات في تجنيد اليمنيين. فان كان بامكانها مضاعفة قوتها فلم لا تفعل..quot; وتعرض اليمن الذي يكافح بالفعل لاشاعة الاستقرار في أنحائه لضغوط دولية لانهاء الاضطرابات الداخلية والتركيز على محاربة تنظيم القاعدة الذي قد يفضل شن هجمات على أهداف بارزة أكثر من أهداف في اليمن ذاته.
وتضخمت مخاوف السعودية بشأن اليمن بعد أن أصيب الامير محمد بن نايف أكبر مسؤول عن مكافحة الارهاب في المملكة بجروح طفيفة في هجوم انتحاري على منزله في سبتمبر أيلول الماضي على يد سعودي ادعى انه متشدد تائب عائد من اليمن. وقال بورتر quot;القاعدة تريد مهاجمة أهداف بارزة. فشن هجوم في صنعاء لن يكون له الاثر الذي قد يحدثه هجوم في السعودية.quot;
وشن المتشددون هجمات كبيرة على أهداف غربية ورموز حكومية ومنشات نفطية في الفترة من 2003 الى 2006. وشملت الهجمات تفجير قنابل في مجمعات سكنية يقطنها أجانب ومقر وزارة الداخلية في الرياض وشركات نفط وبتروكيماويات بالاضافة الى محاولة اقتحام أكبر محطة لمعالجة النفط في العالم والواقعة بمدينة أبقيق في 2006. وتبرز حملة الاعتقالات قدرة أجهزة الامن السعودية على احباط مؤامرات زعزعة الاستقرار في المملكة قبل وقوعها.
وقال اسماعيل الصعيدي رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الايمان باليمن quot;الصلة بين الحملة العسكرية اليمنية على القاعدة وهذه الاعتقالات واضحة. فهي تظهر ان هناك تنسيقاquot; بين السلطات السعودية واليمنية. ولم تقل الرياض متى وقعت الاعتقالات التي تم الاعلان عنها قبيل مؤتمر عن مكافحة الارهاب تحت رعاية الامير نايف وزير الداخلية الذي حقق نجاحات متباينة في اقناع رجال الدين بانتقاد الفكر المتشدد. ويعتقد على نطاق واسع أن الاعتقالات أعقبت عملا استمر شهورا بعد اعتقال متشدد في أكتوبر تشرين الاول عقب اشتباك عند نقطة تفتيش بمنطقة جازان الجنوبية قتل فيه متشددان وشرطي.
وقالت الوزارة ان 11 سعوديا ويمنيا واحدا شكلوا خليتين كل منهما تضم ستة رجال وكانوا في مراحل مبكرة من التخطيط لهجمات. والباقون كانوا يجمعون المال ويأوون متشددين تم جلبهم الى المملكة. وقال اللواء منصور التركي المتحدث الامني ان المعتقلين الباقين وعددهم 101 quot;كانوا يعملون على تأسيس قاعدة سعودية لتنظيم القاعدة لمهاجمة مسؤولين أمنيين.quot; وقال ضابط أمن سعودي متقاعد ان القدرة على الوصول لاهداف حساسة مثل المنشات النفطية أو الشخصيات البارزة أسهل على السعوديين منه على اليمنيين أو أي أجانب اخرين. وأضاف quot;الذين يعملون في المنشات النفطية هم أساسا سعوديون وغربيون وفلبينيون.quot; وقالت الوزارة ان الاجانب المعتقلين دخلوا البلاد اما للعمل أو للحج أو تسللوا بشكل غير مشروع.
ويمثل الاجانب نحو 30 بالمئة من سكان المملكة. ويشعر العديد من السعوديين ان هؤلاء يحرمونهم من فرص العمل ويلقون اللوم على السلطات في عدم تأهيلهم بما يمكنهم من منافسة العمالة القادمة من الخارج في حين يترفعون عن العديد من الاعمال التي يقوم بها أجانب باعتبارها أعمالا متدنية. وشكا مفتي المملكة من أن بعض الاجانب يستغلون وجودهم في السعودية للاضرار بها. لكن اللواء التركي قال ان أجهزة الامن السعودية لا تعتزم التضييق على المغتربين الذين يعملون في البلاد. وقال quot;حقيقة أن هذه الاعتقالات شملت بعض الاجانب لا تعني أننا نهون من شأن التهديدات التي قد تأتي من جانب مواطنين سعوديين.quot;
التعليقات