فيينا: قال المدير العام للمركز الدولي للوقود النووي التابع لهيئة الطاقة الذرية الروسية الكسي ليبديف اليوم ان توقيع اتفاق بين المركز والوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا اخيرا لانشاء احتياطي مضمون من اليورانيوم المنخفض التخصيب حدث مهم ياتي بعد اقامة المركز بالتعاون بين روسيا وكازاخستان قبل عامين ونصف العام.

واضاف ليبديف ان هذا الاتفاق يدخل في اطار قضايا عدم الانتشار النووي وتعزيز السلام وتسخير الذرة للاغراض المدنية وبما يجعل العالم اكثر امنا بعيدا عن الاسلحة النووية. واوضح ان من حق الدول الاعضاء في الوكالة الحصول على المواد النووية المخصبة من المركز تحت اشراف الوكالة حيث يتعين على الدولة الراغبة في الحصول على هذه المواد ان تقدم طلبا الى المدير العام للوكالة ينقله بدوره الى المركز لتسهيل عملية التسليم وبشكل آمن.

واشار الى ان انشاء المركز سيسهل على الدول الاعضاء تطوير قدراتها النووية واقامة مفاعلات نووية لاغراض مدنية وبما يساهم في توفير الطاقة النظيفة. وذكر ان من فوائد المركز اتاحة الفرصة لكل دولة الحصول على حاجتها من الوقود المخصص للاغراض السلمية بشرط ان يكون سجلها مرضيا من ناحية الالتزام بمعاهدة حظر الانتشار النووي.

وحول امكانية حصول ايران ايضا على الوقود النووي من هذا المركز اكد ان لطهران هذا الحق طالما هي عضو في الوكالة وتلتزم بمعاهدة عدم الانتشار النووي مشددا على ضرورة تنفيذ هذه العملية تحت اشراف مباشر من قبل اجهزة الوكالة الفنية.

يذكر ان روسيا تقوم حاليا ببناء اول مفاعل نووي ايراني سلمي في بوشهر مطل على الخليج العربي. وبشأن امكانية التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي خصوصا وان دول المجلس تقوم وبالتعاون مع الوكالة بدارسة جدوى حول انشاء برنامج نووي للاغراض السلمية اشار ليبديف الى وجود محادثات مع بعض المسؤولين في دول المجلس حول هذا الموضوع مؤكدا استعداد المركز لتقديم خدماته لجميع الدول الاعضاء في الوكالة الراغبة في الحصول على حاجتها من الوقود النووي المخصص للاغراض السلمية.

وتناول ليبديف في ختام حديثه مسألة تحديد سعر الوقود قائلا ان السعر سيحدد طبقا للسعر السائد في السوق العالمية للوقود النووي وذلك خلال الفترة التي تقدم فيها الدولة طلبها للوكالة للحصول عليه.

وكان توقيع إتفاقية إنشاء بنك للوقود النووي في روسيا مع الوكالة اثار تساؤلات كثيرة داخل دول كتلة عدم الانحياز ولاسيما ايران وماليزيا وجنوب افريقيا حول مدى تطابق هذه الاتفاقية مع معاهدة عدم الانتشار النووي.

وأبدى دبلوماسيون من كتلة عدم الانحياز تحفظاتهم معربين عن مخاوفهم من ان تكون هذه الاتفاقية تهدف في نهاية المطاف الى الحيلولة دون امتلاك الدول النامية للتكنولوجيا النووية. يذكر ان 23 من 35 دولة اعضاء في مجلس محافظي الوكالة وافقت في اجتماع المجلس في نوفمبر الماضي على خطة روسية لانشاء بنك متعدد الاطراف لوقود اليورانيوم المنخفض التخصيب كوسيلة لمنع انتشار الاسلحة النووية وتعزيز الاستخدام السلمي للذرة.

وبموجب موافقة المجلس وقعت الوكالة مع روسيا الاثنين الماضي اتفاقية انشاء مركز للوقود النووي من اليورانيوم المنخفض التخصيب على الاراضي الروسية. واعلنت الوكالة ان الدول الراغبة في الاستفادة من التكنولوجيا النووية لتنفيذ مشاريع مدنية سلمية يمكنها عبر الوكالة الحصول على الوقود النووي الذي سيخزن في سيبيريا وان التكاليف ستحدد طبقا لاسعار السوق العالمية للوقود النووي.