أثار قرار تشيكيا الذي تدعو خلاله مواطنيها إلى عدم السفر لمناطق معينة في الدولة اللبنانية علامات استغراب لدى الكثير من الأوساط في بيروت، وسط اعتقاد أن سبب هذه الدعوة يرجع للتطورات في التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.
بيروت: فوجئت الأوساط السياسيّة والدبلوماسيّة في لبنان بالتحذير الذي أصدرته وزارة الخارجية التشيكية قبل أيام تدعو فيه مواطنيها الراغبين في زيارة لبنان إلى تلافي زيارة بعض المناطق اللبنانية. وقد استدعى وزير الخارجية والمغتربين علي الشامي السفير التشيكي لدى لبنان بان تشيزيك لاستيضاح الأمر، وعبر له عن استياء الوزارة من هذا التحذير الذي لا يصب في مصلحة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على حد قوله، مطالبًا بتوضيح الأمر وسحب هذا التحذير الصادر عن وزارة الخارجية التشيكية على صفحتها الالكترونية الرسمية.
ويأتي التحذير التشيكي بعد الكلام اللافت الذي صدر عن الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو قبل أسبوعين خلال زيارته سوريا إذ قال في خطاب ألقاه أمام مضيفه الرئيس بشار الأسد quot;أن بلاده ستواصل العمل من اجل إحلال الاستقرار في لبنان بهدف تجنيبه أن يصبح مرة أخرى مسرحًا لحرب أهلية أو حرب مع إسرائيلquot;.
ورأت الأوساط السياسية والدبلوماسية إن تحذير نابوليتانو الذي أطلقه من دمشق ويحمل quot;التحذير رقم quot;1quot; على ما يبدو أفسح في المجال أمام تساؤلات متعدّدة ومخاوف راودت أكثر من طرف، ولا سيما في ما خص الخطر الأول (الحرب الأهلية) التي يقول المسؤولون اللبنانيون أن البلاد تجاوزته بعد اتفاق الدوحة والمفاعيل السياسية والدستورية التي نتجت عنه وأثمرت انتخابًا لرئيس الجمهورية ومن ثم تشكيل حكومة وفاق وطني جمعت الموالاة والمعارضة معًا.
وذكرت المعلومات أن مراجع رسمية استدعت السفير الايطالي المعتمد لدى لبنان غبريال كيكيا وبحثت معه فحوى الخطاب الذي أدلى به الرئيس الايطالي في العاصمة السورية، خصوصًا ما يتعلق منه بالجانب اللبناني وطلبت إليه الحصول على إيضاحات وتفسيرات للدوافع التي حملته على إطلاق التحذير من خطر quot;الاقتتال الداخليquot;، وقد وعد كيكيا بمراجعة المسؤولين في بلاده والحصول منهم على المعلومات والإيضاحات المطلوبة.
هذا وأبدت هذه الأوساط خشيتها من أن يكون التحذيران (الايطالي والتشيكي) الصادران في وقت واحد، لا يبعد معه الأول عن الثاني سوى بضعة أيام، نتيجة الأجواء التي يعيشها لبنان في الوقت الراهن والناجمة عن ورود أبناء عن استدعاء المحكمة الدولية الناظرة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري لعناصر من quot;حزب اللهquot; للاستماع إلى إفاداتهم في ما يخص هذه الجريمة وذهاب بعض المواقع الالكترونية إلى حد الإيحاء بعلاقة القائد الراحل عماد مغنية بها، الأمر الذي انعكس توترًا في الداخل اللبناني وأعاد إلى الأذهان شريط الأحداث التي عاشتها بيروت في السابع من مايو (أيار) العام 2008، وما خلفته من شرخ بين الطائفتين السنية والشيعية.
ولاحظت هذه الأوساط أن الحديث عن 7 مايو (أيار) ثانٍ عاد إلى الواجهة في الأيام القليلة الماضية على ضوء التسريبات المذكورة في معرض التذكير بالتقرير الذي نشرته مجلة quot;دير شبيغلquot; الألمانية في شهر مايو (أيار) العام الماضي وحاولت من خلاله إقحام حزب الله في جريمة اغتيال الحريري مما دفع أمينه العام السيد حسن نصر الله يومها إلى اعتبار ما صدر صناعة إسرائيلية لا بد من التعامل معها على أساس فيما كان لموقف رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط المحذر من خطورة هذا التقرير والرافض له أثر كبير في تعطيل مفاعيله.
وعلى وقع تذكير بعض المحطات التلفزيونية بما سبق أن قاله نصر الله إبان المعركة الانتخابية النيابية الأخيرة في معرض رده على كلام النائب سعد الحريري حينذاك بأنه لن ينسى السابع من أيار بأن quot;المطلوب عدم نسيان هذا التاريخ حتى لا تتكرر أسبابهquot;، يطل الأمين العام للحزب عند الساعة التاسعة والنصف من مساء اليوم بتوقيت بيروت من على شاشة quot;المنارquot; ليضع نقاط ما أثير بشأن المحكمة الدولية أخيرًا فوق الحروف عله يبعد ما بدأ يلوح في الأفق من quot;غيوم سوداءquot; ربما كانت السبب وراء إعلان كل من ايطاليا وتشيكيا تحذيرهما مما هو آتٍ على بلاد الأرز.
التعليقات