اتهم الرئيس الافغاني حامد كرزاي الغرب يوم الخميس بمحاولة تخريب انتخابات أفغانستان في تصعيد لمواجهة مع البرلمان بشأن ما اذا كانت الانتخابات البرلمانية التي ستجرى هذا العام ستخضع لإشراف أجنبي ام لا.

كابول: لحق الضرر بسمعة كرزاي على الصعيد الدولي بعد ان ألغت لجنة شكاوى الانتخابات المدعومة من الامم المتحدة ثلث الاصوات التي أدلي بها لصالحه في انتخابات الرئاسة التي أجريت العام الماضي. ويتشاحن كرزاي الان مع البرلمان والامم المتحدة بشأن اجراءات الحماية من التزوير في الانتخابات البرلمانية المقررة في سبتمبر ايلول.

وقال كرزاي امام تجمع من مسؤولي الانتخابات quot;الاجانب سينتحلون الاعذار. فهم لا يريدون لنا ان نجري انتخابات برلمانية. يريدون ان يكون البرلمان ضعيفا وان أكون رئيسا غير فعال وان يكون البرلمان غير فعال.quot; وقال كرزاي للمسؤولين quot;لقد مررتم بتجربة انتخابات لم تتعرضوا خلالها للتهديد الارهابي فحسب بل واجهتم ايضا تدخلا كبيرا من قبل الاجانب..بعض السفارات حاولت أيضا رشوة أعضاء اللجنة (الانتخابية).quot;

وفي واشنطن رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية بي جيه كرولي اتهامات كرزاي بان الغرب يريد ان يكون البرلمان الافغاني ضعيفا وان يكون هو رئيسا غير فعال. وقال كرولي quot;لا نقبل بذلك الحكم.quot; واضاف كرولي للصحافيين ان المهم هو ان يرى الشعب الافغاني كرزاي يحكم بفاعلية ويتخذ خطوات quot;يمكن قياسهاquot; ضد الفساد. وقال quot;يجب ان يتخذ كرزاي خطوات للامام.quot;

وخص كرزاي بالانتقاد كلا من بيتر جالبريث النائب الاميركي السابق لرئيس بعثة الامم المتحدة في كابول والذي طرد بعد ان اتهم رئيسه بغض الطرف عن حالات التزوير والجنرال الفرنسي فيليب موريلون رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الانتخابات. وقال كرزاي quot;حدثت عمليات تزوير في الانتخابات الرئاسية والاقليمية. كان هناك تزوير على نطاق واسع دون شك. لم يكن التزوير من قبل الافغان ولكن كان من قبل الاجانب. تزوير جالبريث وموريلون وكانت اصوات الامة الافغانية تحت سيطرة احدى السفارات.quot;

واتهم كرزاي جالبريث بابلاغ مسؤول انتخابي بانه quot;سيحفر قبرا لنفسهquot; اذا أعلن فوز كرزاي في الجولة الاولى وقال ان موريلون حاول اعاقة اعلان النتائج لارغام كرزاي على قبول اقامة تحالف سياسي. وقال جالبريث ان اتهامات كرزاي quot;سخيفةquot;. واضاف quot;اتهامه لي بالتزوير مناف للعقل.quot; ونفى انه قال للمسؤولين الانتخابيين اي شيء غير ان يتبعوا الارشادات المنشورة.

وأدت أزمة انتخابات العام الماضي والتي انتهت عندما أمرت لجنة مدعومة من الامم المتحدة باجراء جولة ثانية لكن منافس كرزاي انسحب الى تراجع التأييد في الغرب للحرب الدائرة منذ ثمانية اعوام في أفغانستان. ويمكن لمواجهة انتخابية جديدة ان تثير استياء الرأي العام في عام حاسم عندما ترسل واشنطن قوات اضافية قوامها 30 الف جندي.

وقبل الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في سبتمبر ايلول اصدر كرزاي مرسوما في فبراير شباط يسحب فيه الصلاحيات الممنوحة للامم المتحدة لتعيين غالبية اعضاء لجنة شكاوى الانتخابات. ورفض مجلس النواب الافغاني يوم الأربعاء مرسوم كرزاي في خطوة وصفها الدبلوماسيون بانها توبيخ للرئيس رغم ان الاجراء ما زال يحتاج الى موافقة مجلس الشيوخ لاعادة اشراف الامم المتحدة على الانتخابات.