دافع وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاحد عن الرئيس الافغاني حميد كرزاي، معتبرين انه quot;شريك اهل للثقةquot; رغم الجدل الذي اثارته انتقاداته الاخيرة لدول غربية.

واشنطن: قالت كلينتون في مقابلة مع شبكة quot;سي بي اسquot; الاميركية quot;نعتبر انه شريك اهل للثقةquot;، فيما شدد غيتس عبر شبكة quot;ايه بي سيquot; على ان quot;علاقة ايجابية جداquot; تربط الرئيس الافغاني بالجنرال الاميركي ستانلي ماكريستال قائد قوات الحلف الاطلسي في افغانستان. وتاتي هذه التصريحات الايجابية بعد ايام من التوتر بين واشنطن وكابول على خلفية تصريحات ادلى بها كرزاي متهما الغربيين بانهم وراء عمليات التزوير التي شابت الانتخابات الرئاسية العام 2009.

وشدد غيتس ايضا على وجوب ان تتحلى واشنطن بالحذر عند ابداء ملاحظات عن الرئيس الافغاني، لان توجيه انتقادات شديدة لكرزاي يمكن ان تنظر اليه كابول على انه مساس بالسيادة. وقال غيتس quot;اعتقد بصدق ان علينا الانتباه الى تعليقاتنا حول الرئيس كرزاي وان نضع في اعتبارنا انه يمثل سيادة افغانستانquot;.

واضاف quot;علينا ان ناخذ الضغوط التي يتعرض لها في الاعتبارquot;، مضيفا عبر شبكة quot;ان بي سيquot; انه عندما توجه انتقادات لكرزاي quot;وعائلته او انتقادات ينظر اليها انها تستهدف افغانستان او تشكل اهانة لسيادة افغانستان، فمن المتوقع ان يرد وان يرد بشدةquot;.

واوضحت كلينتون من جهتها ان كرزاي، على غرار قادة اجانب اخرين، يمكن ان يعتقد خطأ ان انتقادات شديدة بحقه نشرت في الصحافة الاميركية تعكس الموقف الرسمي للادارة الاميركية.واضافت ان كرزاي quot;ليس الوحيد الذي يتساءل اذا هاجمته صحيفة في الولايات المتحدة ما اذا كانت حكومتنا وراء ذلكquot;، مؤكدة انها quot;تتعاطف في شكل كبير مع الرئيس كرزاي الذي يتعرض لتوتر كبير في كل لحظةquot;.

إلى ذلك، أمهل البرلمان الافغاني الرئيس حامد كرزاي عشرة أيام لاختيار مرشحين لشغل 11 منصبا وزاريا شاغرا في أحدث مؤشر على أن البرلمان الذي كان مهادنا في فترة سابقة أصبح يميل بشكل متزايد لتحدي الرئيس. وعين كرزاي قائمين بأعمال الوزراء لتولي المسؤولية عن نحو نصف الوزارات منذ يناير كانون الثاني عندما صوت البرلمان مرتين لرفض عدد كبير من مرشحيه.

كما أنه خاض أزمة مع البرلمان حول القواعد الانتخابية والتي تحولت الى مواجهة مع الغرب ونزاع مع البيت الابيض الشهر الجاري. وقال سكرتير لجنة بالبرلمان الافغاني يوم الأحد إن قرارا أتخذه البرلمان يوم السبت يمهل كرزاي عشرة أيام لاختيار الوزراء و20 يوما لتشكيل لجنة لتفسير الدستور وشهر لوضع تصور عام لسياسة الدولة.

وقال محمد صالح سلجقي ان من أسباب تصرف النواب الرد على التصريحات المناهضة للغرب التي أدلى بها كرزاي مؤخرا. ومضى يقول quot;سيوضح التصور العام للسياسة موقفنا فيما يتعلق بالاجانب وجيراننا ويظهر لنا الاتجاه الذي نتحرك صوبه. ويجب ألا يكون فرد واحد قادرا على اتخاذ قرار تاريخي دون موافقة ممثلي الشعب.quot;

وقال متحدث باسم كرزاي ان الحكومة تحترم قرار البرلمان وتبذل قصارى جهدها للموافقة على مطالبه. واتخذ كرزاي خطوات في الاونة الاخيرة للتخفيف من وطأة خلاف مع البيت الابيض اندلع في مستهل الشهر الحالي عندما اتهم الغرب بتزوير الانتخابات.

وأدلى كرزاي بهذه التصريحات بعد أن حاول البرلمان ابطال مرسوم رئاسي يجرد الامم المتحدة من سلطة اختيار أغلبية أعضاء لجنة تراقب الانتخابات شككت في نحو ثلث الاصوات الممنوحة لكرزاي في انتخابات الرئاسة التي أجريت العام الماضي. وظهر كرزاي يوم الأحدخلال اجتماع مع شيوخ القبائل جنبا الى جنب مع قائد القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي. وقال البيت الابيض يوم الجمعة انه يعتقد أن المشادة مع كرزاي انتهت