في وقت اعلنت الكتلة العراقية بزعامة اياد علاوي اليوم موافقتها على دعوة زعيم الائتلاف الوطني العراقي عمار الحكيم لعقد طاولة مستديرة لقادة الكتل الفائزة في الانتخابات فقد تحفظ عليها المالكي وقدم البولاني بديلا عنها فأن القوى السياسية تنتظر عودة الحكيم من زيارة سيقوم بها للسعودية غدا لتحديد مصير الطاولة والموضوعات التي ستناقش فيها.. بينما رفض المالكي التدخل العربي والاقليمي في الشؤون الداخلية العراقية في حين توجه الى الرياض رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في زيارة رسمية.
لندن: خلال اجتماع مع الحكيم اكد رافع العيساوي نائب رئيس الوزراء والقيادي في القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي استعداد العراقية للجلوس مع الائتلافات الاخرى حول الطاولة المستديرة لاعداد تفاهمات quot;للاتفاق على ورقة للاصلاح السياسي الحكومي والبرلماني واعداد البرنامج الحكومي وتحديد كيفية المشاركة السياسية بين الكيانات وتشكيل حكومة للمشاركة الوطنيةquot; كما قال في تصريح عقب الاجتماع. واطلع العيساوي الذي يتراس اللجنة التفاوضية للكتلة العراقية الحكيم على الاتصالات التي اجراها مع الائتلافات الاخرى من اجل
اطلاق عملية تشكيل الحكومة. واشار الى ان ما يميز اجتماعه مع الحكيم هو التاكيد على ان المشتركات بين الائتلاف الوطني والقائمة العراقية بدات تتقارب بشكل ملحوظ وان الجهود المشتركة بينهما متواصلة في هذا المجال وشدد على ان الاجتماع ياتي في سياق الجهد الذي تبذله القائمة العراقية لايجاد تفاهمات تعرض على الطاولة المستديرة المنتظرة موضحا بالقول quot;اننا اليوم امام مسؤولية تاريخية في عدم اضاعة الوقت لتشكيل الحكومةquot;.
ومن جهته اكد الحكيم ان طرح مختلف القضايا على الطاولة المستديرة يسهم في العمل على ايجاد حلول للمشاكل العالقة بين الاطراف السياسية كما انها تسهم في تهيئة الارضية المناسبة للخروج بحكومة شراكة وطنية لاتقصي او تستبعد احد. واشار الى ان المشاورات بين الاطراف الاساسية في الائتلاف تأتي لتنضيج الرؤى والمواقف والخطوات المطلوب اعتمادها في تشكيل الحكومة المقبلة متمنيا ان تصل هذه المشاورات والرؤى الى quot;تحالفات رصينةquot;.
وكان الحكيم دافع قبل اسبوع عن quot;القائمة العراقيةquot; بزعامة اياد علاوي رافضا وصفها بانها quot;بعثيةquot; واستبعادها من أي تشكيلة حكومية مقبلة داعيا الى تشكيل حكومة quot;شراكة وطنيةquot; رباعية الائتلاف تضم الكتل الاربع التي تمكنت من حصد الغالبية العظمى من الأصوات في الانتخابات. وكان علاوي حذر امس الاول من عنف وفوضى محتملين اذا تم انكار حقه في تشكيل الوزارة الجديدة قائلا ان العراق يواجه خطرا إذا بقي بلا حكومة حتى آب (اغسطس) المقبل. وقال علاوي quot;بصريح العبارة ان تدهور الأمنِ في العراق وحقيقة ان أميركا ستسحب قواتها فذلك يجب ان يخلق الضغط المباشرعلى العراق للتَعجيل بتشكيل الحكومة.
ومن المنتظر ان يقوم الحكيم غدا الثلاثاء بزيارة الى السعودية حيث سيعقد مباحثات مع عاهلها الملك عبد الله بن عبد العزيز حول اخر التطورات السياسية على الساحة العراقية عقب الانتخابات التشريعية الاخيرة.
معروف ان الرئيس جلال طالباني قد انهى اليوم زيارة رسمية الى السعودية هي الاولى منذ تسنمه رئاسة الجمهورية عام 2006 التقى خلالها مع الملك عبدالله حيث تم بحث آفاق التعاون بين البلدين اكد خلاله العاهل السعودي ان بلاده تقف على مسافة واحدة من العراقيين ولاتتدخل في الشؤون الداخلية لبلادهم.
ومن جهته غادر الى الرياض اليوم رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني حيث قال فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الإقليم ان الغرض من الزيارة هو اجراء مباحثات مع الملك عبدالله والمسؤولين السعوديين حول المستجدات الاخيرة في الوضع العراقي بصورة عامة الى جانب بحث العلاقات بين الاقليم والمملكة على وجه الخصوص.
واضاف حسين قائلا ان بارزاني سيزور بعد ذلك لبنان تلبية لدعوة تلقاها من رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري حيث سيتم التباحث حول القضايا العامة التي تخص العراق وإقليم كردستان ولبنان بهدف تعزيز وتقوية الروابط الاقتصادية والثقافية أبين الطرفين.
وكان وفدان من التيار الصدري والقائمة العراقية زارا مؤخرا السعودية والتقيا بعدد من المسؤولين فيها. وبانتظار عودة الحكيم من السعودية نهاية الاسبوع لاتخاذ قرارات نهائية بصدد عقد الطاولة المستديرة فقد تحفظ ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي على الدعوة لها موضحا انه يجب ان تبقها مفاوضات على الموضوعات التي ستطرح خلالها.
وقال القيادي في الائتلاف علي العلاق إن ائتلافه لم يتخذ قرارا نهائيا بشأن المشاركة وقبول الجلوس على طاولة مستديرة تضم القوى السياسية الفائزة في الانتخابات. وأوضح أن هناك مداولات داخل الائتلاف لبحث هذا الموضوع. وقال أن اللجنة المشكلة بين كتلته والائتلاف الوطني لتحديد آليات اختيار رئيس الوزراء لا تزال في بدايات عملها ولم تدخل بعد في صميم الحوارات.
ومن جانبه دعا ائتلاف وحدة العراق بزعامة وزير الداخلية جواد البولاني الى مؤتمر وطني موسع للكيانات السياسية المساهمة في العملية السياسية يكون برعاية الرئيس جلال طالباني لتدارس القضايا المتعلقة بمصير البلاد والتوصل الى اتفاقات لتشكيل الحكومة الجديدة انطلاقا من اساسات لا تستند الى التفرد والشخصنة ولا تميل الى المحاصصة والطائفية .
واضاف الائتلاف في بيان صحافي تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه ان دعوته لعقد مؤتمر وطني موسع برعاية طالباني يأتي quot;من اجل تدارس كل الامور وتبادل وجهات النظر والتوصل الى اتفاقات ولو كانت مبدئية بخصوص تشكيل الحكومة وبالشكل الذي نعبر فيه امام الشعب العراقي والعالم اجمع من اننا امة تنظر الى المستقبل بعين التفاؤل وتعالج كل مايحيط بها من اشكالات وأن الحلول ستكون عراقية صميمية وداخل البيت العراقي وبروح عراقية كما اننا نأمل ان لا ينجر البعض الى الحلول الفردية التي تقصي هذا الطرف او ذاك لأنها ستكون حتما مضرة بالواقع العراقي الذي نريده ان يبقى متماسكا قويا متوحداquot;.
وعبر عن تطلعه بأن تلقى هذه المبادرة استجابة واسعة وقال quot;نحن على استعداد لتنظيمها بعد ان تردنا المقترحات والاراء التي يمكن ان تطورها وتنضج مفرداتها من اجل ان نحقق نتيجة فضلى تساعدنا في احتواء الموقف السياسي وتوحيد الجهود لأن نجعل الاجواء صافية ومناسبة لترتيب الشأن العراقيquot;.
وأشارت اطراف سياسية بينها المجلس الاعلى والتحالف الكردستاني الى عزمها تنظيم لقاء موسع يجمع قادة الكتل وخصوصا اياد علاوي زعيم العراقية ونوري المالكي الذي يمثل ثاني اكبر كتلة فازت في الانتخابات. ويقول هؤلاء ان جلوس الجميع على طاولة الحوار ضروري للغاية لتشكيل الحكومة المقبلة مبينين ان الامر quot;لا يحتاج الى اي وساطةquot;. واوضحت ان الجميع ينتظر الان موافقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات للبدء بمفاوضات جديدة حول عقد الطاولة المستديرة والموضوعات التي ستبحثها.
يذكر أن نتائج الانتخابات التشريعية العامة التي أعلن عنها في السادس والعشرين من الشهر الماضي أظهرت فوز ائتلاف قائمة العراقية بالمركز الأول بعد حصولها على 91 مقعدا تليها قائمة ائتلاف دولة القانون التي حصلت على 89 مقعدا ثم الائتلاف الوطني العراقي في المركز الثالث بحصوله على 70 مقعدا.. وحصول التحالف الكردستاني على 43 مقعدا وقائمة التوافق على ستة مقاعد وقائمة التغيير الكردية المعارضة على ثمانية مقاعد وائتلاف وحدة العراق والاتحاد الإسلامي الكردستاني على 4 مقاعد لكل منهما والجماعة الإسلامية على مقعدين.
المالكي لدول المنطقة: لاتتدخلوا بشؤوننا
رفض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التدخل العربي والاقليمي في الشؤون الداخلية العراقية وممارسة الوصاية على السياسيين العراقيين وشدد على ضرورة حماية عناصر الصحوات من عمليات استهدافهم من قبل تنظيم القاعدة.
واضاف المالكي خلال مؤتمر للهيئة العليا للمصالحة الوطنية اقامته لرجال الصحوات في بغداد اليوم ان دولا في المنطقة تحاول التدخل في الشؤون الداخلية العراقية بدءا من احتضان الارهاب ومؤتمراته والتدخل في قضية تشكيل الحكومة العراقية. وقال ان الاخرين يحاولوا ان يتدخلوا في تفاصيل الحياة العراقية في ممارسات خطيرة يريدون من خلالها ان يقولوا ان رجال العراق بحاجة الى وصاية quot;لكن هؤلاء الرجال اكبر من ان تفرض عليهم وصايةquot; كما قال.
واشار الى ان بعض الاطراف الخارجية بدأت تتدخل حتى في نتائج الانتخابات الاخيرة والطعون التي قدمتها الكيانات السياسية ضدها رافضا هذه الممارسة قائلاquot;دعوا العراقيين هم الذين يعترضون وهناك قضاة ومحاكم يبتون في هذه الاعتراضاتquot;. وخاطب دول المنطقة والجوار قائلا quot;لاتتدخلوا في شؤوننا.. ودعونا نؤسس لمستقبلنا ونسير شؤننا بانفسناquot;.
يذكر ان وفودا عراقية رسمية وحزبية تقوم منذ ايام بزيارات لعدد من الدول العربية والاقليمية لبحث التطورات السياسية على الساحة العراقية ومتطلبات مرحلة مابعد الانتخابات التشريعية الاخيرة.
ودعا المالكي الاجهزة الامنية الى حماية عناصر الصحوات من استهداف تنظيم القاعدة لهم بالقتل والاختراق وتمديد فترة ضمهم الى الوزارات الامنية والخدمية. وقال ان هذا الاستهداف يؤكد وطنية رجال الصحوات ووقوفهم مع شعبهم في مواجهة الارهاب واستهداف العراقيين بالقتل والتدمير. وكانت القوات الاميركية شكلت قوات الصحوات عام 2006 وسلحتهم في المناطق السنية لمواجهة عناصر تنظيم القاعدة التي كانت تسيطر على مناطق من العراق حيث بدأت هذه العملية بمحافظة الانبار الغربية وامتدت الى مناطق اخرى حتى تجاوز عددهم المائة الف عنصر تم ادماج الالاف منهم في القوات الامنية وفي مؤسسات الدولة المدنية.
وحذر المالكي من استمرار نشاط الارهابيين الذين قال انهم سيطروا في فترات سابقة على مناطق ومدن عديدة من العراق ومزقوا العراقيين الى شيعة وسنة ثم الى عرب واكراد وتركمان . واضاف ان الارهاب انكفأ الان الى مناطق معزولة ولم تعد القوات الامنية بحاجة الى دبابات وطائرات لمواجهته وانما هي الان بحاجة الى جهد شعبي استخباري يتابع الخلايا النائمة من الارهابيين ويوصل المعلومة عنهم الى الجهات الامنية.
ورفض المالكي الاعتراض على استمرار الاعتقالات وقال quot;لماذا نوقف الاعتقالات والارهابيين مازالوا مستمرين باعمالهم التخريبة يدمرون ويقتلونquot;. واشار الى ان هذه الدعوات التي يساهم فيها سياسيون تستهدف التاثير على العملية السياسية في البلاد وافشالها من خلال تصوير عدم قدرة الدولة على مواجهة العنف وحماية ارواح مواطنيها مشددا على ان السبيل لاستلام السلطة ليس هو الارهاب وانما هوالتداول السلمي للسلطة.
التعليقات