بروكسل: دعا رئيس دائرة محاربة المخدرات في روسيا فيكتور إيفانوف، البرلمان الأوروبي إلى الدعم المخطط الروسي لإجتثاث زراعة وتجارة المخدرات في أفغانستان. جاءت هذه الدعوة خلال إجتماع عقده إيفانوف اليوم في بروكسل مع أعضاء مجموعة التحالف الليبرالي الديمقراطي في البرلمان الأوروبي، حيث ناشد أعضاء المجموعة بتكثيف النقاش في البرلمان الأوروبي وداخل باقي مؤسسات التكتل الأوروبي الموحد لحشد الجهد الدولي لمعالجة مشكلة المخدرات والمؤثرات العقلية القادمة من أفغانستان عبر روسيا باتجاه الإتحاد الأورروبي

ونوه إيفانوف في مؤتمر صحفي مشترك عقده صباح اليوم مع نائب رئيس الوفد البرلماني الأوروبي للعلاقات مع أفغانستان الإيطالي بينو آرلاكي، إلى أن quot;أفغانستان هي المصدر الأول للمخدرات المستهلكة في الإتحاد الأوروبي وروسيا، ومن هنا يبرز التحدي الذي يستوجب عملاً مشتركاً لمواجهتهquot;، حسب تعبيره. وأوضح إيفانوف، أن فكرته، التي يؤيده فيها البرلماني الإيطالي آرلاكي، هي إطلاق حملة أوروبية روسية لإجتثاث زراعة وتجارة المخدرات في أفغانستان.

وأعاد إيفانوف التذكير باالمخطط الروسي، الذي حظي quot;بتأييدquot; مجموعة التحالف الليبرالي الديمقراطي الأوروبي، والمكون من سبع نقاط تهتم أساساً على ضرورة حشد التعاون بين كافة أطراف المجتمع الدولي للقضاء على الشبكات التي تدير الإتجار بالمخدرات في أفغانستان وتدمير هياكلها وتقديم المسؤولين عنها للمحاكمة، وكذلك تأمين زراعات بديلة لمزارعي المخدرات في أفغانستان والقيام باستثمارات في مجال الطاقة.

كما يقضي المقترح الروسي بضرورة توسيع مهمة قوة آيساف التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) والعاملة في أفغانستان لتشمل العمل على محاربة المخدرات، quot; وهو أمر تمت مناقشته مع مسؤولي ناتو، الذي بدوا منفتحين على الأمرquot;، حسب تعبير المسؤول الروسي.

وعبر المسؤول الروسي عن قناعته أن العمل الدولي في أفغانستان quot;لم يحقق أهدافه حتى الآنquot;، مشدداً على ضرورة أن يتحمل كل طرف مسؤولياته في معالجة الوضع الأفغاني من مختلف جوانبه، بما في ذلك محاربة الفساد وتأمين الشفافية وتحقيق التنمية، quot; وكل ذلك مرتبط بمحاربة المخدراتquot;، على حد وصفه. وأضاف إيفانوف quot;روسيا جاهزة للإستثمار في مجال إجتثاث ومحاربة زراعة وتجارة المخدرات في أفغانستان، فيما لو تحملت قوات آيساف مسؤولياتها في المجال الأمنيquot;.

ومن جانبه، حذر آرلاكي من مخاطر المخدرات القادمة من أفغانستان على أوروبا، quot;لقد تضاعفت الأنشطة المتعلقة بالمخدرات في أفغانستان بمقدار 40 مرة منذ 2001، وهو أمر يدعو للتنبه وضرورة المعالجة على مستوى عالميquot;، حسب تعبيره. وأشار إلى أن أفغانستان تشكل المصدر الأول للمخدرات المستهلكة في أوروبا، كما تعتبر الدول الأوروبية السوق الثاني للمخدرات الأفغانية.

كما دعا البرلماني الأوروبي والمسؤول الروسي إلى مزيد من الشفافية في إدارة الأموال الدولية المخصصة لتحقيق التنمية ومحاربة المخدرات في أفغانستان. يذكر أن روسيا قد عبرت عن رغبتها المشاركة في معالجة الوضع الأفغاني، عبر الإستثمار في مجالات الطاقة وتأمين زراعات بديلة وخلق فرص عمل للمشتغلين في مجال المخدرات في أفغانستان. وكانت روسيا بدأت منذ أكثر من عام بالتعاون مع التحالف الدولي في أفغانستان عبر تأمين طرق توصيل الإمدادات لقوات آيساف، دون أن تمتد مساعداتها إلى الشق العسكري العملي.