جوبا: نبهت منسقة العمليات الانسانية للامم التحدة في جنوب السودان ليز غراند في حديث مع وكالة الانباء الفرنسية من مخاطر كارثة غذائية في جنوب السودان حيث يقدر ان نصف السكان، اي حوالي اربعة ملايين و300 الف نسمة، سيحتاجون للمساعدة خلال 2010.

وقالت ان سوء المحاصيل ونزوح السكان بسبب النزاعات جعلت مناطق مثل اكوبو في الشرق على الحدود مع اثيوبيا quot;من اكثر المناطق معاناة من المجاعة في العالمquot;. وقالت انه لا ينبغي التركيز في السودان فقط على دارفور.

- مع تاخر فصل الامطار، ما هو الوضع الغذائي في جنوب السودان؟

- نحن نواجه مشكلة عامة تتعلق بالامن الغذائي في حين نتوقع ان يحتاج نصف السكان لمساعدة غذائية في سنة 2010. هذا الرقم الذي يمثل اربعة ملايين و300 الف شخص يشكل نصف سكان جنوب السودان. نحن اليوم ننفذ 29 عملية طارئة (في جنوب السودانا) كما في اكوبو. ينبغي في الاحوال العادية ان تكون خمس عمليات لا اكثر. لكننا في حالة كفاح، ما نريد تفاديه هو تردي الوضع بصورة خطيرة، عندما نبدأ بتسجيل اعداد كبيرة من الوفيات.

- ما هي الاسباب الرئيسية لهذا الوضع؟

- هناك عدة عوامل ساهمت في هذا الوضع. السبب الاول هو سوء المحاصيل خلال العامين الماضيين. في جنوب السودان يتم حصد المزروعات في ايار/مايو وحزيران/يونيو، ومن ثم في اب/ اغسطس، واخيرا في تشرين الاول/ا كتوبر، قبل موسم الجفاف الذي يمتد من تشرين الثاني/نوفمبر الى نيسان/ابريل.

كما انه في اذار/ مارس ونيسان/ ابريل وايار/ مايو، تواجه الاسر اوضاعا شديدة الصعوبة، انها الفترة التي يتعين علينا فيها اطعام ثلاثة ملايين شخص. خلال السنتين الاخيرتين، ساء المحصول الاول، ومع اقتراب اب/ اغسطس، لم تكن العائلات تحصل على طعام سوى مرة واحدة كل ثلاثة ايام. ومن ناحية اخرى هناك 400 الف نازح بسبب النزاعات وخصوصا النزاعات القبلية في 2009. كل هذه المسببات تؤدي الى ان تصبح منطقة مثل اكوبو احدى المناطق الاكثر معاناة من الجوع في العالم. وفي جنوب السودان هناك مناطق كثيرة مثل اكوبو.

- ما الذي ينبغي فعله لتجنب تدهور الوضع الى ما هو اسوأ؟

- ما يحصل عموما ان الامم المتحدة ومنظمات الاغاثة غير الحكومية تتحرك بعد الازمة. لكننا في جنوب السودان لا ننتظر حتى يكون الناس قد ماتوا. نقوم بايصال الاغذية منذ الان، قبل وصول المطر، لاننا بعدها لا يمكننا ان نتحرك او ان حركتنا تصبح صعبة جدا.

برنامج الاغذية العالمي ينقل حاليا ستين الف طن الى مختلف ولايات الجنوب، وهو امر ملفت. العام الماضي نقلنا 18 الف طن. واكثر ما نخشاه هو ان يسوء المحصول الاول مجددا. اذا حصل ذلك سنكون في مواجهة وضع لا يمكن تصوره. الاسابيع الستة المقبلة ستكون حاسمة. بالاضافة الى ذلك على المانحين الدوليين ان يواصلوا تقديم المال. حتى الان، تم التركيز بصورة اساسية على دارفور. ونظرا لان هذه السنة تحمل استحقاقا سياسيا مهما بالنسبة للجنوب بسبب الاستفتاء (بشأن تقرير المصير مطلع 2011) ينبغي ان يتم التركيز كذلك على الجنوب.